كيف ستدير كامالا هاريس الاقتصاد الأمريكى حال فوزها بسباق انتخابات الرئاسة؟
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن الخطط الاقتصادية المرتقبة لكامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 أمام الرئيس السابق دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه من المقرر أن تجري كامالا هاريس عملية إصلاح للفريق الاقتصادي الأعلى للإدارة الأمريكية إذا فازت بالرئاسة، حيث تتحرك لتنفيذ النهج الوسطي للسياسة التي روجت لها خلال الحملة الانتخابية.
الخطط الاقتصادية لكامالا هاريس
وأوضحت الصحيفة البريطانية في تقرير اليوم الثلاثاء، أنه مع اقتراب سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لا يُتوقع أن تتخذ هاريس أي قرارات كبيرة بشأن التعيينات حتى بعد الانتخابات في أوائل نوفمبر.
وتابعت "إذا تم انتخاب هاريس رئيسا لأمريكا، فسوف يتعين عليها أن تقرر بسرعة التغييرات التي تريد إجراؤها على المناصب الاقتصادية العليا، مستعينة بمسئولين حاليين وسابقين في إدارة جو بايدن وكذلك القطاع الخاص".
وأكدت الصحيفة أن فوز هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 من شأنه أن يجلب اضطرابات أقل لأكبر اقتصاد في العالم مقارنة بإدارة ثانية يديرها ترامب، الذي تعهد بسن تخفيضات ضريبية شاملة وفرض تعريفات جمركية ضخمة على الواردات، لكن نائبة الرئيس ميزت خططها عن خطط جو بايدن، مشيرة إلى أنها ستتحول إلى المركز وستكون أكثر استعدادًا لسماع الأفكار من الشركات الأمريكية والاستماع إلى مخاوفها.
وقالت هاريس الشهر الماضي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، خلال أكبر خطاب اقتصادي في حملتها: "أعدكم بأن أكون عملية في نهجي".
مَن هم وزراء كامالا هاريس المحتملون؟
فيما قال أحد خبراء الاقتصاد الديمقراطيين إنه من المؤكد أن يكون هناك تغيير كبير في الموظفين بعد بايدن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن بعض المسؤولين كانوا يخططون دائما للمغادرة وجزئيا لأن هاريس تريد إحضار فريقها الخاص.
وكشفت الصحيفة عن أن التعيين الاقتصادي الأكثر أهمية لهاريس سيكون وزير الخزانة القادم، فيما قالت جانيت يلين، التي كانت في هذا المنصب منذ بداية رئاسة بايدن، إنها "ربما انتهت" من هذا المنصب الشهر الماضي خلال ظهورها في مهرجان تكساس تريبيون وهو أقوى تلميح لها حتى الآن بأنها ستتنحى عن منصبها.
وتابعت "يعتبر والي أدييمو، نائب يلين، خليفة طبيعيا لها، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات، فقد أقام علاقات وثيقة مع هاريس ويحظى باحترام كبير من قبل المشرعين من كلا الحزبين في الكونجرس، ما قد يجعل اعتماده أمرا سهلا".
وعلى عكس يلين، فإن أدييمو، 43 عامًا، ليس خبيرًا في الاقتصاد الكلي ولكنه معروف بمهاراته السياسية، حيث عمل في مجموعة بلاك روك الاستثمارية، وقاد مؤسسة باراك أوباما الخيرية.
كذلك تعتبر لايل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادي الوطني ومسؤولة سابقة رفيعة المستوى في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الخيار الأول الآخر لوزير الخزانة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات ومع ذلك، قد ترغب هاريس في الانتظار والتفكير في توليها منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نهاية ولاية جاي باول في عام 2026.
وحسب التقرير إذا قررت هاريس اختيار وزير الخزانة القادم من داخل إدارة بايدن، فإن جينا رايموندو، وزيرة التجارة، وجيف زينتس، رئيس موظفي البيت الأبيض، من الخيارات المحتملة أيضًا وهما أيضًا من بين المسئولين في الإدارة الذين حافظوا على أقرب الروابط مع الشركات الأمريكية.
المستشارون الاقتصاديون لهاريس يدعمون وصولها البيت الأبيض
ومنذ إطلاق حملتها للبيت الأبيض في يوليو الماضي بعد انسحاب بايدن من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، جمعت هاريس مجموعة من المستشارين الذين ساعدوا في صياغة سياساتها الاقتصادية ويمكن أن يشغلوا مناصب عليا في إدارتها.
وكان أحد كبار المساعدين داخل الحملة هو برايان نيلسون، المسئول الأعلى السابق في وزارة الخزانة المسئول عن العقوبات وتمويل مكافحة الإرهاب، كما انضم أيضا جين سبيرلينج، المستشار الاقتصادي الذي خدم في إدارات كلينتون وأوباما وبايدن، إلى حملة هاريس.
وتابع التقرير أن هاريس استفادت أيضًا بشكل كبير من نصائح خبراء السياسة الاقتصادية الديمقراطيين خارج الحملة، بما في ذلك برايان ديس، المدير السابق للمجلس الاقتصادي الوطني في عهد بايدن؛ ومايك بايل، كبير خبراء الاقتصاد السابق لهاريس، الذي يعمل الآن في بلاك روك؛ وروهيني كوس أوغلو، مستشارها السابق في السياسة الداخلية.
كيف ستتعامل هاريس مع رجال الأعمال؟
وكان أحد أكبر الاختلافات في النهج الاقتصادي لهاريس وبايدن هو معرفتها واستعدادها للتعامل مع كبار المسئولين التنفيذيين في مجال الأعمال، ما أثار تكهنات بأن بعضهم قد يشغلون مناصب عليا في إدارتها إذا فازت.
وكان توني ويست، المسئول السابق في وزارة العدل والمدير التنفيذي في أوبر وهو أيضًا صهرها، أحد كبار مستشاريها في الأشهر الأخيرة، بينما كان مارك كوبان، المستثمر الملياردير في الرياضة والإعلام، يقوم بحملة لصالح هاريس ويدافع عن أنها أفضل للأعمال من ترامب.
ومن بين المديرين التنفيذيين الآخرين المقربين من هاريس المصرفيين الاستثماريين بلير إيفرون وراي ماكجواير، والمدير المالي كين تشينولت.
كذلك لدى هاريس أيضًا علاقات أعمق بكثير مع وادي السيليكون من بايدن، فقد ساعدت كارين دان، المحامية التي تمثل شركة جوجل في معركتها ضد الاحتكار ضد وزارة العدل، هاريس في الاستعداد لمناظرتها ضد ترامب الشهر الماضي.