تقرير أوروبى: قمة بريكس فى روسيا الأكثر أهمية وستؤسس نظامًا ماليًا جديدًا
أكد تقرير أوروبي أن قمة تجمع "بريكس"، التي تنطلق غدا في روسيا، ستكون الأكثر أهمية حتى الآن في تاريخ التجمع، بمشاركة قادة مصر وروسيا والصين وجنوب إفريقيا ودول أخرى.
وحسب تقرير لموقع "راديو أوروبا الحرة"، يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قادة دول بريكس في القمة السنوية السادسة عشرة، غدا، ويتطلع إلى إرسال إشارة إلى الغرب بأن موسكو ليست معزولة على الساحة العالمية.
أجندة قمة "بريكس" فى قازان
وأوضح التقرير أن بوتين سيوصل هذه الرسالة خلال قمة قازان لدول بريكس، من 22 إلى 24 أكتوبر، حيث يضع مجموعة دول بريكس كثقل موازن للغرب في السياسة العالمية والتجارة من خلال نسخة موسعة حديثًا من التكتل يشار إليها أحيانًا باسم (بريكس بلس) "BRICS +" والتي تضم مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الأعضاء السابقين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وقال كارلوس سولار، زميل بارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث مقره لندن، للموقع الأوروبي، إن تجمع بريكس بات قويًا ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن النظام الذي يقوده الغرب ومنظماته يعاني من الفوضى، مشيرا إلى أن العالم يتغير، وما سيحدث بعد ذلك للخدمات المصرفية والمالية والقانونية الدولية قد يحدد أي مناطق العالم ستكون الأكثر أهمية في العقود القادمة.
ووفق التقرير، قد تمهد قمة هذا العام الطريق لمزيد من التوسع، كما دعا بوتين أكثر من عشرين دولة أخرى تقدمت بطلبات أو تفكر في الانضمام إلى النادي المتنامي الذي يضم أذربيجان وبيلاروسيا وتركيا ومنغوليا.
وسيعقد الرئيس الروسي أيضًا اجتماعات ثنائية مع رؤساء دول آخرين زائرين في قازان، بما في ذلك الزعيم الصيني شي جين بينج، الذي يتطلع أيضًا إلى تنمية تجمع بريكس كجزء من استراتيجية بكين الأوسع نطاقًا لوضع نفسها كزعيمة للدول النامية في الجنوب العالمي.
وقال ستيوارت باتريك، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لإذاعة أوروبا الحرة، إن بوتين سبق وأكد أن بريكس يتحدث باسم الجنوب العالمي، مشيرا إلى أنه بالنسبة للصين، كما هو الحال بالنسبة لروسيا، فإن الأمل هو أن يكون "بريكس+" أداة لتحدي النظام الدولي الذي يهيمن عليه الغرب، خاصة هيمنة الولايات المتحدة.
وحسب التقرير، ينمو تجمع بريكس بشكل مستمر على الرغم من الاضطرابات الجيوسياسية مثل حرب روسيا في أوكرانيا والتنافس المتزايد بين الصين والولايات المتحدة.
وأوضح سولار أن الاهتمام بالانضمام إلى البريكس لم ينقطع، حيث ترى العديد من الدول النامية التجمع كوسيلة مفيدة للبحث عن التوازن الجيوسياسي في السنوات المقبلة.
وتابع: "هناك العديد من الدول في تجمع بريكس، مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل، ذات الطموحات العالمية، ولكن بالنسبة للدول الأخرى التي تنضم أو تتقدم بطلب الانضمام، فإن الأمر يتعلق بالحصول على خيارات مختلفة".
وقال سولار إن هذا يمكن رؤيته حتى مع دول مثل البرازيل والهند، وهما عضوان رئيسيان في بريكس، ولكنهما أيضًا تحافظان على روابط قوية وعضوية في مجموعات وهيئات سياسية يقودها الغرب، مشيرا إلى أن بريكس يمكن أن يكون منقذًا أكبر للاقتصاد الروسي في بحثه عن أسواق جديدة.
قمة بريكس تدفع لبناء منصة بديلة للمدفوعات الدولية
فيما قال باتريك إنه بالنسبة لروسيا، تهدف هذه القمة إلى إظهار أنها ليست معزولة تمامًا دبلوماسيًا وتعزيز المبادرات التي قد تقوض هيمنة الغرب، وكذلك بوتين يعتبر القمة رمزية في الأساس لأنها محاولة منه لإظهار للعالم أنه على الرغم من الجهود الغربية لعزل روسيا فإن روسيا لا تزال لديها العديد من الأصدقاء في العالم.
وحسب التقرير، من المتوقع أن يدفع بوتين المفاوضات في قازان لبناء منصة بديلة للمدفوعات الدولية تكون محصنة ضد العقوبات الغربية، كما ستقترح روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، إنشاء بورصة تجارة الحبوب في تجمع بريكس كبديل للأسواق الغربية، حيث يتم تحديد الأسعار الدولية للسلع الزراعية.
وأضاف التقرير: "يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التدابير ستنجح، وسوف تضطر موسكو إلى التغلب على التوصل إلى إجماع داخل التجمع مع انضمام أعضاء جدد، بعضهم قد لا يشارك الكرملين طموحاته الصريحة في تحدي الغرب".