"تحالف بريكس" قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة "مجموعة السبع"
تتجه أنظار العالم إلى مدينة كازان بروسيا لمتابعة فعاليات قمة دول بريكس التي تعقد بين 22 و24 أكتوبر الجاري، ذلك التحالف الاقتصادي القوي الذي تضاعف حجمه تقريبًا في عام 2024، ما يجعله منافسا لمجموعة الدول الصناعية السبع، الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة.
ووفق تقرير وكالة بلومبرج، جمع تحالف بريكس العديد من كبار منتجي الطاقة مع بعض أكبر المستهلكين بين البلدان النامية، ما يعزز النفوذ الاقتصادي للمجموعة في عالم تهيمن عليه الولايات المتحدة، مؤكدة أن عشرات البلدان الأخرى أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى صفوف التحالف.
وذكرت بلومبرج، أن مجموعة بريكس توسعت في عام 2024 لتشمل مصر وإيران والإمارات وإثيوبيا، في حين تسعى إلى الانضمام للتحالف ماليزيا وتايلاند وتركيا، ومن المرجح مناقشة المزيد من التوسع في قمة كازان.
وتحولت مجموعة بريكس للقوى الناشئة في الأسواق والتي يرمز اختصارها إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا من شعار تم ابتكاره في بنك استثماري قبل عقدين من الزمان إلى تحالف قوي متعدد الأطراف.
وأضافت أن تجمع "بريكس" انتقل من كونه شعارا حلم به أحد البنوك الاستثمارية منذ عقدين ماضيين إلى جهة إقراض متعددة الأطراف.
وأوضحت وكالة "بلومبرج" أن الدافع وراء هذا التوسع إلى حد كبير هي الصين التي أصبحت الآن القوة الصناعية البارزة في العالم ومن بين الدول التي دعمت ذلك التوسع هي جنوب إفريقيا وروسيا.
تجميع 100 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي
ووفقا لمحللي بلومبرج، فإن اتساع تجمع "بريكس" بالنسبة للعالم يعني منح التكتل مجالًا أكبر لتحدي هيمنة الدولار في تجارة النفط والغاز من خلال التحول إلى عملات أخرى، وهو المفهوم الذي يشار إليه باسم نزع الدولرة.
وتعد إنجازات التجمع التي حققها مالية من بينها موافقة الدول الأعضاء على تجميع 100 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي، والتي يمكن إقراضها لبعضها البعض أثناء حالات الطوارئ، كما تم تأسيس بنك التنمية الجديد - مؤسسة مستوحاة من البنك الدولي - والموجه بشكل أساسي لمشاريع البنية الأساسية.
وأدى تجمع "بريكس" إلى ارتفاع حركة التجارة بين الأعضاء الخمسة الأوائل في التكتل بنسبة 56% لتصل إلى 422 مليار دولار خلال عامي 2017 و2022 الماضيين.
وكان تجمع "بريكس" قد بدأ من خلال صياغة مصطلح "بريك" في عام 2001 للفت الانتباه إلى معدلات النمو الاقتصادي القوية في البرازيل وروسيا والهند والصين، وكان مقصودًا كسيناريو متفائل للمستثمرين.
وتبنت الدول الأربع المفهوم، وأشار نموها السريع آنذاك إلى أنها كانت لديها مصالح وتحديات مشتركة.
كما نظمت روسيا أول اجتماع لوزراء خارجية مجموعة "بريكس" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2006، وعقدت المجموعة أول قمة لزعمائها في عام 2009، كما دُعيت جنوب إفريقيا للانضمام في عام 2010، ليتم إضافة الحرف الأخير وهو "S".