خريطة الصحافة الصهيونية فى مصر؟.. كتاب يكشف التفاصيل
توزعت خريطة الصحف اليهودية والصهيونية الصادرة فى مصر خلال القرن العشرين خصوصًا تلك الصحف التي صدرت قبل عقد المؤتمر الصهيوني الأول عام ۱۸۹۷ وهو ما يكشفه كتاب "الصحافة الصهيوينية في مصر.. دراسة تحليلية خلال الفترة من 1869 إلي 1954" للدكتورة عواطف عبد الرحمن، أستاذة تاريخ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
إلا أن الصحف التي أصدرتها الطائفة اليهودية بمصر كانت تبدى تعاطفًا خفيًا مع الاتجاهات الصهيونية، لكنها كانت تحاول أن تبدو بمظهر الملتزم بمصالح الطائفة من الناحية الدينية مثل صحيفة "الاتحاد الإسرائيلى" التي لم تفلح في إخفاء تعاطفها مع الحركة الصهيونية وكشفت عن حقيقة انتمائها عندما أثيرت للرد على صحيفة الأهرام، مؤكدة أن القرائين اليهود يناصرون الصهيونية ويوافقون على مخططاتها وقد كتبوا عن ذلك بصورة رسمية.
تقول مؤلفة الكتاب الدكتورة عواطف عبد الرحمن:"يلاحظ أن الدعاية الصهيونية في مصر اعتمدت في بداية القرن على الصحافة المصرية حتى عام 1920 الذي شهد صدور صحيفة إسرائيل باعتبارها أول صوت إعلامي صهيوني باللغة العربية وكانت قد سبقتها المجلة الصهيونية التي صدرت باللغة الفرنسية كلسان ناطق باسم المنظمة الصهيونية العالمية في مصر برئاسة ليون كاسترو.
وعندما استكملت الحركة الصهيونية مقومات وجودها داخل المجتمع المصرى والتي تمثلت في وجود تنظيمات ونواد ثقافية ورياضية وقاعدة عريضة من المساندة المصرية واليهودية أصبحت لها صحفها المستقلة الناطقة باسمها.
وتباينت الأدوار وتعددت المسئوليات الدعائية واختلفت اتجاهات بعض الصحف ومواقفها من أطراف الصراع ولكنها اتفقت جميعها على خدمة الأهداف الاستراتيجية للصهيونية بجميع الأساليب وكان اختلافها وتباينها في كثير من المراحل لصالح الحركة الصهيونية أكثر مما لو كانت متطابقة معها في النغمة والمضمون.
وحاولت الحركة الصهيونية تطويع أدواتها الدعائية طبقًا لطبيعة المراحل المختلفة لتأسيس الوطن القومى لليهود في فلسطين. ففى العشرينيات كان من الخطورة بالنسبة للحركة الصهيونية أن تفصح عن استراتيجيتها من خلال الصحف لذلك لجأت إلى أساليب دعائية جمعت بين الشعور الحذر ومحاولة التخفى وراء عدة أقنعة مثل إصدار صحف باللغة الفرنسية مثل الفجر والمجلة الصهيونية وإسرائيل أو التخفى وراء الواجهة الدينية مجلة الاتحاد الإسرائيلي ولذلك تدرجت في أساليبها الدعائية بحيث كانت تنسق مع حجم الإنجاز الصهيوني الذي كان يتم على الأراضي الفلسطينية.
ففي العشرينيات صدرت إسرائيل ۱۹۲۵ ثم صدرت الشمس ١٩٤٣» وعندما وصلت الهجرة اليهودية إلى فلسطين إلى الحد الذي يمثل سندًا فعليًا للحركة الصهيونية وتجسيدًا ماديًا لوعد بلفور اختلفت أساليب تلك الصحف دعما للصهوينة.