كيف أدى الاحتباس الحرارى العالمى إلى جعل إعصار ميلتون أكثر تدميرا؟
قدر العلماء أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أدت إلى زيادة هطول الأمطار وتكثيف الرياح ومضاعفة الأضرار المحتملة التي قد تسببها العاصفة للممتلكات، وربما تسببت إعصار ميلتون في أضرار في الممتلكات أكبر بنحو مرتين مما قد تسببه عاصفة نادرة مماثلة في عالم أكثر برودة.
وقال علماء يوم الجمعة لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الإعصار ميلتون ضرب فلوريدا بأكثر من 20 في المئة من الأمطار وأقوى بنسبة 10 في المئة من الرياح مقارنة بعاصفة نادرة مماثلة في عالم لم يسخنه البشر بحرق الوقود الأحفوري.
ونتيجة لذلك، ربما تسببت إعصار ميلتون في أضرار بالممتلكات تبلغ ضعف ما تسببت فيه تلك العاصفة الافتراضية في عالم أكثر برودة، وفقًا لتقديرات فريق منفصل من الباحثين.
ولم يخضع تحليل أي من المجموعتين لمراجعة أكاديمية من قبل أقران حتى الآن. وتعتمد المجموعة الأولى، التي أجرتها مؤسسة World Weather Attribution البحثية، على الأساليب التي استخدمتها المجموعة لتقدير تأثير تغير المناخ على الأحداث الجوية المتطرفة الأخرى، بما في ذلك إعصار هيلين في الشهر الماضي.
امتصاص الرطوبة
وقالت الصحيفة، إن الهواء الأكثر دفئا قادر على امتصاص المزيد من الرطوبة. ومع ارتفاع حرارة الأرض بسبب البشر، فإن العواصف مثل إعصار ميلتون قادرة على حمل كميات أكبر من الأمطار. كما تعمل مياه البحر الأكثر دفئا على منح الأعاصير المزيد من الطاقة أثناء عبورها للمحيط، ما يسمح لرياحها بالتزايد بسرعة.
أما التحليل الثاني، الذي أجراه باحثون في إمبريال كوليدج لندن، فقد سعى إلى تقدير مقدار الخسارة الاقتصادية التي يمكن أن تسببها عاصفة مثل ميلتون مقارنة بعاصفة مماثلة غير متكررة في نسخة بديلة من عالم اليوم، مع نفس مستوى التنمية والاستعداد للأعاصير، ولكن من دون انبعاثات تسبب الاحتباس الحراري العالمي.
واستند الباحثون إلى معلومات من دراسات سابقة حول كيفية تباين الأضرار التي لحقت بالممتلكات بسبب الأعاصير السابقة التي ضربت الولايات المتحدة استجابة لمكان وصول العواصف إلى الشاطئ وسرعات الرياح القصوى لها.
ولا تشكل الرياح العاتية السبب الوحيد للدمار أثناء الأعاصير؛ فالفيضانات والعواصف والأعاصير تشكل عوامل مهمة أيضا. ولكن رالف تومي، عالم المناخ في إمبريال كوليدج لندن الذي عمل على التحليل، قال إن القفزات الصغيرة في سرعة رياح الإعصار قد تترجم إلى زيادات كبيرة في الأضرار.
ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن الأضرار المحتملة التي قد يسببها الإعصار في الولايات المتحدة ترتفع بنحو أربعة أضعاف مع كل زيادة في تصنيف فئة العاصفة. وقد وصل إعصار ميلتون إلى اليابسة هذا الأسبوع كعاصفة من الفئة الثالثة.