سرطان البروستاتا.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
سرطان البروستاتا يعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، حيث يصيب حوالي 1 من كل ثمانية رجال خلال حياتهم، على الرغم من أن معظم حالات سرطان البروستاتا تميل إلى النمو ببطء وتبقى محصورة في غدة البروستاتا، إلا أن بعض الأنواع يمكن أن تكون عدوانية وتنتشر بسرعة؛ لهذا السبب يُعد الاكتشاف المبكر والفحص المنتظم خطوة أساسية للوقاية وتحقيق نتائج علاجية ناجحة.
سرطان البروستاتا تحد يواجه الرجال
سرطان البروستاتا هو تحد صحي كبير يواجه الرجال حول العالم، ومع أن هذا السرطان قد ينمو ببطء في أغلب الحالات، إلا أن الاكتشاف المبكر والفحص المنتظم يُعدان المفتاح الأساسي للتعامل معه بنجاح. التقدم العلمي والطبي، الذي تم تحقيقه في مجال علاج سرطان البروستاتا يفتح الأبواب أمام خيارات علاجية متعددة، تمكن الرجال من التعايش مع المرض والتحكم فيه بشكل أفضل.
أسباب سرطان البروستاتا
على الرغم من عدم وجود سبب واضح يؤدي إلى الإصابة بسرطان البروستاتا، إلا أن هناك عوامل عدة تزيد من خطر الإصابة به، يأتي في مقدمتها:
-العمر: تقدم العمر هو أهم عوامل الخطر للإصابة بسرطان البروستاتا، أكثر من 75% من الحالات يتم تشخيصها عند الرجال الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وكلما تقدم الرجل في العمر، زادت احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان.
-الوراثة والجينات: تاريخ العائلة هو عامل مهم جدًا، حيث يتم توريث سرطان البروستاتا بين الأجيال، إذا كان لديك أقارب من الدرجة الأولى "أب، أخ" قد أصيبوا بسرطان البروستاتا، فإن فرص إصابتك به تزيد بمرتين إلى ثلاث مرات بسبب الجين BRCA2 يرتبط أيضًا بتطور أنواع عدوانية من سرطان البروستاتا.
الأفارقة الأكثر إصابة بسرطان البروستاتا: الرجال من أصول إفريقية هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال البيض. إضافة إلى ذلك، يُعتبر هؤلاء الرجال أكثر عرضة لتشخيص السرطان في مراحل متقدمة، ما يقلل من فرص الشفاء، كما أن معدل الوفاة بينهم بسبب المرض يكون أكثر من الضعف.
أعراض سرطان البروستاتا
في المراحل المبكرة، غالبًا ما يكون سرطان البروستاتا بدون أعراض واضحة، وهذا يجعل من الصعب اكتشافه بدون فحوصات دورية، ومع ذلك، مع تقدم السرطان إلى مراحل متقدمة، تبدأ بعض الأعراض في الظهور، مثل:
- صعوبة في التبول.
- دم في البول أو السائل المنوي.
- مشاكل في الكلى أو المثانة.
- آلام وكسور العظام.
- فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر.
كيفية اكتشاف سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا غالبًا ما يكون بلا أعراض في مراحله المبكرة، يعتمد التشخيص في المقام الأول على الفحوصات الطبية المنتظمة من الفحوصات الأكثر شيوعًا:
- تحليل PSA "مستضد البروستاتا النوعي": يتم من خلال تحليل دم بسيط يهدف إلى قياس مستوى PSA في الدم، ارتفاع مستويات هذا المستضد قد يكون مؤشرًا على وجود سرطان البروستاتا، ومع ذلك، يمكن أن ترتفع مستويات PSA لأسباب غير سرطانية أيضًا.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: في حال ارتفاع مستويات PSA، قد ينصح الطبيب بإجراء صورة بالرنين المغناطيسي للبروستاتا لتحديد ما إذا كانت هناك أي تكتلات غير طبيعية.
- العينة:
إذا أظهرت النتائج السابقة وجود اشتباه بسرطان البروستاتا، قد يلجأ الأطباء إلى أخذ عينة من البروستاتا لتحليلها وتأكيد التشخيص.
مراحل سرطان البروستاتا
تنقسم مراحل سرطان البروستاتا إلى أربع مراحل رئيسية: المرحلة 1 و2 "المرحلة الموضعية": في هذه المرحلة، يكون السرطان محصورًا داخل غدة البروستاتا ولم ينتشر بعد. غالبًا ما يكون العلاج في هذه المرحلة فعالًا جدًا، وتعتبر فرص الشفاء عالية.
- المرحلة 3: في هذه المرحلة، يبدأ السرطان في الانتشار إلى الأنسجة المجاورة للبروستاتا، مثل الحويصلات المنوية، لكنه لا يزال محصورًا في منطقة الحوض.
- المرحلة 4 "المرحلة المنتشرة": يصبح السرطان أكثر تقدمًا وينتشر إلى الغدد الليمفاوية أو العظام أو أعضاء أخرى في الجسم، تعتبر هذه المرحلة الأكثر خطورة، ويكون العلاج فيها صعبًا، لكن يمكن التحكم في المرض بشكل كبير.
علاج سرطان البروستاتا
يعتمد علاج سرطان البروستاتا على المرحلة التي تم فيها تشخيص المرض، وكذلك على نوع السرطان ومدى انتشاره، تختلف الخيارات العلاجية بشكل كبير بين المراحل المبكرة والمراحل المتقدمة:
. المراحل المبكرة "المرحلة 1 و2":
في هذه المرحلة، يُنصح عادة بإجراء جراحة لاستئصال البروستاتا أو العلاج الإشعاعي. ظهرت تقنيات علاجية حديثة مثل العلاج الجزئي أو البؤري، التي تستهدف بدقة الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة السليمة.
تشمل هذه التقنيات:الموجات فوق الصوتية عالية التردد "HIFU".
التجميد "العلاج بالتبريد".
التدمير الكهربائي للخلايا السرطانية "IRE".
. المراحل المتقدمة "المرحلة 3 و4":
في هذه المراحل، تتضمن الخيارات العلاجية الرئيسية:
.العلاج الهرموني: يهدف إلى تقليل إنتاج هرمون التستوستيرون الذي يغذي نمو سرطان البروستاتا.
.العلاج الكيميائي: يستخدم في الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
.العلاج الإشعاعي: يستخدم بشكل مكثف للقضاء على الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الأورام.
على الرغم من أن سرطان البروستاتا في المراحل المتقدمة يُعتبر تحديًا علاجيًا، إلا أن التقدم في العلاجات يجعل المرض أكثر قابلية للتحكم، مما يتيح للمرضى فترات حياة أطول مع جودة حياة مقبولة.
أهمية الفحص المبكر لسرطان البروستاتا
الفحص المبكر هو الخطوة الأولى في الوقاية من سرطان البروستاتا. كلما تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، زادت فرص النجاح في علاجه، وينصح بأن يبدأ الرجال بإجراء الفحوصات الدورية لسرطان البروستاتا في سن الأربعين إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة، أو في سن الخمسين للرجال بدون عوامل خطر إضافية.
متى يجب تكرار فحص سرطان البروستاتا
توصي جمعية السرطان الأمريكية بتكرار الفحص على النحو التالي:
كل سنتين: إذا كان مستوى PSA أقل من 2.5 نانوجرام/مل.
سنويًا: إذا كان مستوى PSA أعلى من 2.5 نانوجرام/مل.
لا يُنصح بإجراء فحوصات دورية للرجال الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا، حيث إن سرطان البروستاتا ينمو ببطء شديد في هذه الفئة العمرية، وقد لا يسبب أي أعراض تؤثر على الحياة اليومية.