خبراء لـ الدستور: الاحتلال يسعى للتصعيد وتنفيذ الاجتياح البرى فى لبنان
علق خبراء لبنانيون على التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، خلال الفترة الأخيرة، واستمرار غارات الاحتلال العنيفة والمتكررة حتى الساعة.
في هذا السياق، قال أحمد سمير الشمعة، الباحث السياسي اللبناني، إنه بعد موجات الاستهداف المتكررة التي نفذتها قوات الاحتلال بداية من تفجير آلاف وسائل الاتصال التي تسمى بالبيجر والاغتيالات الأمنية التي بدأت بقادة قوة الرضوان في حزب الله إلى قائد وحدة الصواريخ، ثم اغتيال قائد الوحدة الجوية، وصولا إلى اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، كل هذه الأحداث تؤكد أن العدو الصهيوني ذاهب إلى المواجهة المباشرة لأنه يعتبر أنها فرصة لن تتكرر وأن الظروف مواتية لاجتياح بري ممنهج.
وأضاف “الشمعة” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاحتلال يعتقد أنه حقق نصرا عظيما باغتيال قادة الحزب من الصف الأول وبذلك قد قضى على البنية العسكرية والأمنية للحزب، لذلك بدأ يمهد لعملية برية دخلت حيز التنفيذ فعليا منذ أيام، ولكنه فوجئ بأن قدرات الحزب العسكرية في الميدان، وأقصد جبهة الجنوب، لم تتأثر أبدا بما أصاب المقاومة من ضربات كانت جديا قاسية ومؤلمة إلى حد كبير.
وتابع: "لا بد من التطرق إلى الحدث الأبرز وهو الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان الصهيوني في نفس اليوم، الذي قرر العدو بدء العملية البرية في جنوب لبنان، ولكنني أعتقد، بل أجزم بأن العملية تمت بعلم أو بغض نظر أمريكي لحث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الانصياع للأوامر الأمريكية وإجباره على القبول بوقف إطلاق النار أو بهدنة محدودة الأمد، ولكن من الواضح أن نتنياهو مُصر على المضي قدما بحربه العبثية من خلال توسيع رقعة الضربات الجوية التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان بشكل إجرامي لم يسبق له مثيل".
وقال “الشمعة” إن العدو حدد هدفه الأساسي وهو تدمير البنية العسكرية لـ حزب الله كاملة وإجباره على التراجع 35 كم حتى شمال نهر الليطاني، لضمان حماية سكان الشمال وإعادتهم وحماية العمق الإسرائيلي من الصواريخ البعيدة المدى.
واختتم: "نحن أمام حرب مفتوحة وطويلة يخوضها العدو الصهيوني لتحقيق كامل أهدافه ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وتبقى العبرة بالخواتيم".
نعمة: إسرائيل تحاول دخول لبنان بريًا
فيما قال عبدالله نعمة، الباحث والكاتب السياسي اللبناني، إن استمرار اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكرر على لبنان، خاصة مع توسيع إسرائيل اعتداءها وضرب مناطق لبنانية جديدة، يأتي بالتزامن مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه ليس هناك مكان آمن في لبنان.
وأشار نعمة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلي أن طيران الاحتلال أغار على معظم قرى وبلدات ومدن الجنوب والبقاع أكثر من 400 غارة يوميا وأغار على مناطق الجبل فوق بيروت وفوق المتن وكسروان ليقوم بما يقارب 12 غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت وهي الأعنف منذ اندلاع الحرب وكانت قوية ومزلزلة لدرجة أن هناك أحياء تم محوها عن الخريطة وكان المقصود بها اغتيال هاشم صفي الدين، وهو الذي سيستلم أمين عام لحزب الله بدلا من حسن نصرالله، وهو ابن خاله.
وأضاف نعمة، أنه من المتوقع أن هاشم صفي الدين لم يكن موجود في موقع الهجوم، لافتا إلي أن الغارات كانت اقوى من تلك التي استهدفت حسن نصرالله، وهي تعد الأعنف والأشرس.
وأكد أن جيش الاحتلال يقوم بتدمير لبنان بوحشية ولم يفرق بين الحجر والبشر، موضحا أن إسرائيل تحاول دخول لبنان برا عبر الاجتياح من الجنوب منذ أيام، وتتكبد خسائر كبيرة بالتلاحم بالاشتباكات مع حزب الله وتقوم بتدمير بلدات الجنوب بوحشية ولا تسطيع الدخول مترا واحدا في الأراضي اللبنانية.
وأوضح أن إسرائيل دمرت معبر الحدودي بين لبنان وسوريا وقطعت طريق المعبر بالاتجاهين، مؤكدا أن جيش الاحتلال فرض حصارا على لبنان برا وبحرا وجوا.