تدوين بطولات الجيش وزيارة المصابين.. كيف شاركت نجمات الفن فى حرب أكتوبر؟
أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى احتفالات نصر أكتوبر المجيد، الذي يوافق يوم 6 أكتوبر من كل عام، والذي يعتبر من أعظم الانتصارات الحربية على العدو منذ 51 عاما، وكان السبب الرئيسي في هذا النصر هو رجال الجيش المصري العظماء، وتكاتف الشعب المصري معهم، فكانت الحرب بقلب رجل واحد، ما ساعد في النصر الذي أسعد قلوب المصريين وجعلها فخرا وعزة للأجيال الجديدة.
وكان للفن والفنانين دور كبير في ذلك الوقت، فلم يكتفوا بتقديم كل وسائل الرفاهيات وقتها لمساندة الجيش المصري، ومشاركة عدد من الفنانين تطوعًا ضمن رجال القوات المسلحة ليتكاتفوا ويقضوا على العدو، بل كان للفنانات ذات "الأيادي الناعمة" دور لا ينسى خلال هذه الحرب القوية، حيث قررن أن يسهمن في دعم رجال الجيش الجرحى والمصابين وتقديم سبل العون لهم من خلال مشاركتهن في الهلال الأحمر.
تعتبر الفنانة نادية لطفى من أبرز الفنانات اللاتي أسهمن في تقديم يد العون وقت حرب أكتوبر، ولعبت دورًا مجتمعيًا وطنيًا يحسب لها، مجتمعيا ووطنيا، فحرصت على تنظيم زيارات للمصابين جمعت فيها الفنانين والأدباء والمشاهير كنوع من الدعم النفسي، والشعور بالدور العظيم الذي قام به المصابون خلال الحرب، فطلبت من أصدقائها من مختلف مستوايات الفن زيارة هؤلاء الجحى في المستشفى وكان من ضمنهم كل من فطين عبدالوهاب وفؤاد المهندس وجورج سيدهم، ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف إدريس.
وحرصت "نادية" على جمع شهادات الأبطال المصابين بحرب أكتوبر، ورصدها من خلال فيلم "جيوش الشمس" وبالفعل كان لهذا الدور الوطني الكبير تأثير عظيم بنفسية الجرحى والمصابين بالحرب، وكانت تتحدث مع الجنود لتسجل منهم شهاداتهم عن الحرب، وذلك من خلال زيارتها مستشفى قصر العيني.
وتأتي بعد نادية لطفي، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي حرصت على المشاركة في هذا العمل الإنساني والوطني الكبير، وذلك من خلال قيامها بدور قوي أثناء فترة الحرب، حيث قامت بالتعاون مع أعضاء جمعية الهلال الأحمر بالعمل كممرضة وزيارة أبطال الحرب في أكثر من مستشفى، بالإضافة إلى جمع التبرعات وحملات تجميع كبار النجوم والكتاب والروائيين لتدوين ما كان يحدث بشكل حقيقي دون زيف أو تخيل وقت الحرب والنصر.
وخلال لقاء تليفزيوني قديم لها أكدت أنها سعدت وتشرفت بالمشاركة ولو بشكل بسيط في دعم أبطال حرب أكتوبر وزيارتهم، مشيرة إلى أن تلك الزيارات كان لها دور في التخفيف عنهم بالفعل، ما جعلها تشعر بالراحة والفخر بكل المقاييس وقتها من حيث النصر العظيم وحماية أرض الوطن على يد رجال أقياء مضحيون بأنفسهم من أجل الحفاظ على كرامة وطنهم.
بينما شاركت الفنانة تحية كايروكا أيضًا في الحفاظ على أرض الوطن منذ الماضي، حيث كانت تعمل على مساعدة الفدائيين في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، وتساهم في تهريب الأسلحة لهم في سيارتها إلى الإسماعيلية، وهو دور بطولي يحسب لها من أجل نصر وطنها.
كما كان لها دور كبير بتقديم يد العون لأبطال حرب أكتوبر في جمع التبرعات، والعمل مع جمعية الهلال الأحمر وفي مستشفى قصر العيني، حيث أقامت لشهور في عنبر 21 لخدمة الجرحى والمصابين، وظهرت خلال صور عديدة لها وهي منهمكة في العمل من أجل مساعدة أبطال حرب أكتوبر ومحاولة إسعافهم، ولقبت بـ"مناضلة الحرب" وذلك بعدما عرفت بجرأتها وشجاعتها ووطنيتها لقيامها بالعديد من المهام المختلفة، فكانت تضع روحها دائمًا فداء الوطن.
وكان للفنانة هالة فاخر دور للتخفيف عن مصابي الحرب والتخفيف عنهم بمشاركتها هي الأخرى بالهلال الأحمر تطوعًا لمساعدة أبطال حرب أكتوبر، فلم يقتصر مشاركة تلك النجمات على زيارة المصابين فقد بالمستشفيات، بل قمن بزيارة أسر وعائلات الشهداء، وكانت فكرة التطوع نابعة منهن في البداية، وبعدها أعلنت أكثر من فنانة التطوع في تقديم أعمال خيرية خلال فترة الحرب.
ولم تنته قصص وحكايات حرب أكتوبر والنصر المجيد، فإذا بحثنا عن هذا الوقت نجد أن هناك العديد من الحكايات عن بطولات الجيش المصري ودور الفن والفنانين في دعم رجال القوات المسلحة حينها، وأغان وطنية خرجت من قلوب كاتبيها على أرض المعركة مما لها تأثير كبير حتى الآن، بالإضافة إلى أعمال سينمائية عديدة جسدت الدور الوطني لجيش مصر العظيم والانتصار على العدو بشكل واقعي ووثائقي مما يجعل كل مواطن مصري يفتخر بوطنه ورجالها البسلاء، والذين أصروا على الحفاظ على عزة وكرامة وطنهم الحبيب ولم يتركوا أرضهم لأي دخيل.