رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الوثائق الصهيونية لتفتيت الأمة".. كتاب يستعرض تفاصيل وثيقة كيفونيم وأهدافها بالمنطقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جاء كتاب "استراتيجيات إسرائيلية..  الوثائق الصهيونية لتفتيت الأمة" بمثابة وثيقة دامغة على ما يذهب إليه الكيان الصهيوني من خطط واستراتيجيات لتفتيت دول المنطقة العربية، ويعد  الكتاب الذي أعده الدكتور فارس البياتي بمثابة  دراسة تحليلية معمقة حول وثيقة "كيفونيم" التي تم نشرها عام 1982. 

تعتمد الوثيقة على استراتيجيات صهيونية لتفتيت الأمة العربية، من خلال تقسيم الدول العربية الكبرى إلى دويلات صغيرة على أسس طائفية وعرقية، ما يسهل السيطرة عليها وتحقيق التفوق الإسرائيلي في المنطقة.

يعرض الكتاب خلفية تاريخية وجيوسياسية لإصدار وثيقة "كيفونيم"، مشيرًا إلى أن الثمانينيات شهدت تحولات عالمية وإقليمية مهمة، منها: تراجع النفوذ السوفيتي وصعود الهيمنة الأمريكية. 

نشرت المنظمة الصهيونية العالمية في عام 1982 وثيقة بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينيات" هذه الوثيقة، التي كانت باللغة العبرية وترجمت لاحقًا إلى العبرية، قدمت رؤية شاملة لاستراتيجية إسرائيل  تجاه دول الشرق الأوسط، حيث تركز على فكرة التفتيت والتقسيم كوسيلة لتحقيق الهيمنة الإقليمية، أصبحت هذه الوثيقة أحد مستندات الدفع التي قدمها الدكتور عصمت سيف الدول في قضية تنظيم مصر عام 1988،  ما زاد من شهرتها وأهميتها في الأوساط الفكرية والسياسية العربية.

 يؤكد الكاتب على أن ما يجعل هذه الوثيقة محط اهتمام متجدد، هو مدى تنبؤاتها الدقيقة بالعديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية، من تقسيم العراق، وانفصال جنوب السودان، على تصاعد التوترات الطائفية في لبنان، والاعتراف بالهوية الأمازيغية في المغرب العربي، كلها أمور يمكن ربطها بالأفكار الرئيسية الواردة في هذه الوثيقة.

يذهب الكتاب إلى إعادة قراءة هذه الوثيقة بعد صدورها بـ40 عامًا، ليقدم تحليلًا علميًا وموضوعيًا حول تلك الاستراتيجية، في ضوء التطورات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة، مع تسليط الضوء على تأثير هذه السياسات على الأوضاع الراهنة في الدول العربية، يتساءل الكاتب هل كانت الوثيقة خريطة طريق لإسرائيل، أم أنها مجرد تجميع لأفكار متطرفة لم تحقق النجاح المنشود؟

يستعرض الكتاب الخلفيات التاريخية والأيديولوجية التي شكلت  هذه الاستراتيجية ويحلل تأثيراته على الدول العربية من العراق إلى المغرب، وصولًا إلى مصر.

ويذهب لكشف التحديات التي تواجهها الأمة العربية في مواجهة هذه السياسات، مع  اقتراح سبل لمواجهة هذه المخاطر في المستقبل. 

هذه الوثيقة ليست مجرد نص تاريخي، بل هي جزء من سياق أوسع  يتجاوز إطارها الزمني ليشكل تحديًا مستمرًا للواقع العربي، نأمل أن يسهم هذه الكتاب في تقديم فهم أعمق لمجريات الأحداث الحالية، ويكون مرجعًا هامًا لكل من يسعى لفهم سياسات الهيمنة والتفتيت التي استهدفت وما زالت تستهدف الأمة العربية.

يؤكد الكتاب على أن هذه الوثيقة ذهبت إلى تفتيت الدول العربية إلى كيانات طائفية وإثنية صغيرة،  تهدف إلى إضعاف الدول المجاورة لإسرائيل من الداخل، ما يضمن لها التفوق الاستراتيجي في المنطقة. 

 يشير الكاتب إلى فترة الثمانينيات شهدت تغيرات جيوسياسية واسعة النطاق، جاءت بتداعياتها المباشرة على منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، بدأت إسرائيل في إعادة تقييم استراتيجاتها الإقليمية في تغير موازين القوى. 

 يذهب الكاتب إلى أن إسرائيل سعت إلى استغلال الاوضاع المضطربة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، التي لم تقتصر فقط على تأمين حدودها، بل شملت السعي لتفتيت الدول المجاورة إلى كيانات أصغر، يسهل السيطرة عليها.

الوثيقة التي نشرتها كيفونيم في عام 1982 جاءت في هذا السياق كخطة متكاملة تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة عبر استثمارات التوترات الطائفية. 

يؤكد  الكتاب على أن أهمية هذه الوثيقة في السياق الإقليمي  تنبع من أنها أصبحت جزءًا من أدبيات السياسة التي تشير إلى المخططات الإسرائيلية تجاه المنطقة، ثم استخدامها لاحقًا كمرجع  في العديد من الدراسات والتحليلات التي تتناول الأوضاع  السياسية في الشرق الأوسط.