لبنانيون: الاحتلال لا يُفرق بين مدنى وعسكرى.. والمدارس تكدست بالنازحين
توقع سياسيون وخبراء لبنانيون أن يوسع الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على لبنان، ليشمل جميع أنحاء البلاد وعدم الاكتفاء بضرب الضاحية الجنوبية فقط.
وقال عبدالله نعمة، الكاتب السياسى اللبنانى، إن ما جرى، الإثنين، من قصف العاصمة وجنوب لبنان جنون إسرائيلى، عدوان شامل، فقد شن الاحتلال الإسرائيلى أكثر من ١٤٠٠ غارة بالطيران الحربى على جميع أراضى الجنوب والبقاع وصولًا إلى بيروت ولم يسلم من الغارات لا البشر ولا الحجر.
وأضاف أن الغارات أسفرت عن إصابة وارتقاء المئات من بين شهيد وجريح، متابعًا: «فى صباح أمس ساد هدوء حذر قبل العاصفة، لوجود الوفود، الفرنسى والقطرى والتركى، فى محاولة لإيجاد حل رغم أننا نعلم أنه لم يكون هناك حل، لأن (حزب الله) أغلق باب التفاوض، والمجتمع الدولى يقدم النصيحة التى لن تجدى نفعًا، إنها الفرصة الأخيرة قبل العاصفة المميتة، فالأمور ذاهبة للتصعيد أكثر فأكثر».
وأشار إلى أن أهالى الجنوب نزحوا أمس الأول الإثنين، وغصت الشوارع والمدارس بالنازحين والوضع مأساوى جدًا، متابعًا: «نحن نعلم ظروف المواطن اللبنانى والأعباء الاقتصادية التى يمر بها، لذلك الوضع مأساوى جدًا، ونتنياهو لم ولن يخفض الاعتداء على لبنان رغم قصف المقاومة كل شمال إسرائيل وصولًا إلى تل أبيب، ورغم حجم الاعتداء الكبير على لبنان فلم نر صاروخًا واحدًا يُضرب على إسرائيل مما يوصف بمحور المقاومة، ورغم كل شىء نحن فى لبنان، شعبًا وقيادات وأحزابًا، فى ظهر المقاومة لأننا نحارب إسرائيل، وإسرائيل تضرب كل اللبنانيين وتعتدى على بلادنا».
فيما قال العميد ركن متقاعد جورج نادر، إن ما يحدث فى لبنان نموذج للحرب الإسرائيلية المفتوحة على لبنان، وإسرائيل تخطت كل الخطوط الحمراء منذ اغتيال القيادى بـ«حزب الله»، فؤاد شكر، فى الضاحية الجنوبية، وبتفجير أجهزة البيجر واستهداف قائد أركان قوات الرضوان إبراهيم عقيل، وارتقاء أكثر من ٥٠ شهيدًا فى تلك الغارات، وما يحدث الآن حرب مفتوحة ولن نقف مكتوفى الأيدى». وأضاف أن ما تفعله إسرائيل يطلق عليه «استغلال النجاح»، فإسرائيل نجحت فى ضرب البنية التحتية لـ«حزب الله» وقتل القادة الأساسيين فيه ووضع ٥٠٠٠ مقاتل خارج المعركة بإعاقات دائمة جسدية بضرب أجهزة البيجر والاتصالات.
ورأى أن إسرائيل ستستمر فى هذه العملية حسب كل المعطيات وستضرب وتقصف وتدمر أى هدف على الأرض اللبنانية، وليس عندها حرج لو كان الهدف عسكريًا ومحاطًا بالمدنيين، أن تقتل المدنيين، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد.
وأشار إلى أنه لا مجال للمفاوضات مع إسرائيل، فهى تتفاوض شكلًا فقط ولن تتفاوض حقيقةً، لأنها تخوض حربًا وجودية مع «حزب الله» وحركة «حماس»، وهناك منتصر ومهزوم، وهناك خاسر ورابح.
وشدد على أن إسرائيل تشن حربًا مدمرة، ولا تريد مفاوضات ولا تسأل عن الضغط الأمريكى، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تضغط من أجل الانتخابات الرئاسية فقط، والضغط الأوروبى ليس له تأثير على إسرائيل وسوف يستمر الاحتلال فى ضرب لبنان.
وقال «أ. س»، مواطن لبنانى، إن الأوضاع خطيرة فى الفترة الحالية بمناطق الجنوب جراء القصف الإسرائيلى المستمر ووقوع مئات القتلى والجرحى.
وأضاف المواطن، الذى تحفظ على نشر اسمه، إنه يستضيف ٣ عائلات نازحة من الجنوب داخل بيته فى العاصمة بيروت، نزحوا منذ عصر أمس الأول الإثنين، بسبب القصف الإسرائيلى المستمر.
وأشار إلى أن الأوضاع الحالية تنذر بحرب مفتوحة، وإسرائيل ستسمر فى استهداف المناطق الجنوبية، بزعم استهداف مناطق تابعة لـ«حزب الله»، قائلًا: «القصف الإسرائيلى لم يفرق بين مدنى وعناصر حزب الله، فهناك مئات الشهداء والجرحى فى صفوف المدنيين والأطفال والنساء».