خبراء: زراعة كبسولات متفجرة فى أجهزة "بيجر" وليس انفجارًا فى البطارية
قال خبراء أمن المعلومات وشبكات الاتصالات إن ما حدث فى أجهزة «بيجر» فى لبنان، سببه اختراق أمنى ومعلوماتى، واحتمالية زرع كبسولة متفجرة داخل الأجهزة، ما أدى لاستهداف مستخدميها.
وأوضح الخبراء أن عدد مستخدمى «بيجر» يصل إلى ٦ ملايين مستخدم فى العالم، وأن هذه الأجهزة قديمة وانتهى استخدامها وتعمل فى شبكات مغلقة وفى المناطق النائية والبعيدة التى يصعب فيها وجود شبكات لاسلكية أخرى.
وأشاروا إلى أن هذه الهجمات تُعتبر جزءًا من حروب الجيل الخامس، حيث يتم استخدام التكنولوجيا للاستهداف بطرق جديدة وغير تقليدية.
وقال محمد الحارثى، استشارى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن جهاز «بيجر» يعتمد على الاتصالات التقليدية القديمة وانتهى استخدامه منذ فترة، موضحًا أنه يتيح استخدام الاتصالات اللاسلكى أو الاتصال الديجيتال.
ولفت إلى أن هذه الأجهزة تتيح لمستخدميها إرسال وتسلم رسائل وإشعارات، وتستخدم فى المناطق البعيدة والنائية التى تكون خارج التغطية شبكات الاتصالات العادية لتسهيل التعامل بين المستخدمين.
وأوضح «الحارثى» أن عدد مستخدمى أجهزة «بيجر» يصل إلى ٦ ملايين مستخدم بحسب بيانات الاتحاد الدولى للاتصالات ويتم استخدامه فى اتصالات مغلقة بين المستخدمين.
وقال إنه من تحليل الفيديوهات تظهر أن الانفجارات التى حدثت ليست انفجارات فى البطارية، لأن انفجار البطارية لا يُحدث هذا الضرر، متوقعًا احتمالية زرع كبسولة صغيرة داخل الأجهزة تحتوى على متفجرات كانت السبب فى هذه الحادثة، ما يؤكد وجود اختراق أمنى معلوماتى لهذه المجموعات، ضمن حروب الجيل الخامس والتفجيرات عن بعد.
وأضاف: «عادة ما يستخدم «بيجر» فى المرافق الطبية والشركات للاستدعاء السريع والفعال للعاملين، ورغم تراجع استخدامه بسبب انتشار الهواتف المحمولة، فإنه لا يزال يستخدم فى بعض الأماكن، حيث يعتبره البعض جهازًا آمنًا وغير مراقب».
من جهته، أشار المهندس عمرو صبحى، خبير أمن المعلومات إلى أن «بيجر» جهاز غير محمى بالطرق الحديثة، ما يجعله عرضة للهجمات أو التلاعب، خاصة فى بيئات النزاع.
وأوضح أن الهجمات على أجهزة «بيجر» تشمل اختراقات رقمية أو تلاعبات فى الاتصالات اللاسلكية، متوقعًا أن تكون التفجيرات نتيجة استهداف متعمد عبر زراعة متفجرات فى الأجهزة قبل توزيعها، ما يعنى وجود خطة مدبرة.
وأضاف أنه من المتوقع أيضًا وجود تجسس وخيانة من داخل أعضاء حزب الله، مشيرًا إلى أن استخدام «بيجر» كان يهدف إلى تقليل مخاطر التجسس، خاصة أن أعضاء حزب الله يتجنبون استخدام الهواتف المحمولة.
وقال: «على الرغم من إمكانية زرع متفجرات فى الهواتف المحمولة، فإن الهواتف الحديثة تتمتع بتدابير أمان تجعل إمكانية حدوث ذلك أكثر تعقيدًا، ولذلك، يجب التأكد من مصدر الجهاز وفحصه بشكل دورى لضمان الأمان».
بدوره، قال الدكتور حمدى الليثى، خبير الاتصالات، إن الحادث يظهر أهمية تعزيز الأمان السيبرانى، مشيرًا إلى أن التهديدات السيبرانية تتزايد خطورتها خلال الفترة الحالية، ما يستدعى من المؤسسات الحكومية والخاصة التعاون لتعزيز الإجراءات الأمنية.
وأشار إلى أهمية تدريب العاملين فى المرافق الحيوية على كيفية التعرف على المخاطر والتعامل معها وضرورة تطوير استراتيجيات أمنية متقدمة لمواجهة التهديدات المستقبلية، مشددًا على أهمية الاستثمار فى البنية التحتية للأمن السيبرانى.