رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالى الضفة الغربية: نتعرض لأبشع أنواع القتل والتدمير الممنهج للبنية التحتية

الضفة الغربية
الضفة الغربية

 منذ السابع من أكتوبر، تتعرض الضفة الغربية لتصعيد غير مسبوق من الاحتلال الإسرائيلى، بين قصف واقتحامات واغتيالات، ما أدى إلى استشهاد نحو ٦٦٠ فلسطينيًا فى مناطق متفرقة. 

وفى الأيام الأخيرة فقط، ارتفعت حصيلة الشهداء فى الضفة الغربية إلى ١٣ فى طولكرم وطوباس وجنين، بينما تعرض مخيم الفارعة لحصار دام أكثر من ٢٠ ساعة، وتعرض لغارة جوية استشهد بسببها ٤ فلسطينيين.

وفى طولكرم تستمر الاقتحامات الإسرائيلية العنيفة مسببة دمارًا واسعًا فى مخيم نور شمس، مع سقوط ٣ شهداء وإصابات عديدة، وفى جنين شهد المخيم اقتحامًا واسعًا أسفر عن استشهاد ٦ فلسطينيين، مع اعتقالات واسعة بين الشباب. «الدستور» رصدت المعاناة والصعوبات التى يعيشها عدد من مواطنى وصحفيى الضفة الغربية.

شدا الصباغ: أواجه خطر الاستهداف الدائم كونى صحفية وشقيقة شهيد

شدا ناصر الصباغ، صحفية من مخيم جنين وشقيقة الشهيد المعتصم بالله الصباغ، تنقل معاناة مدينة جنين ومخيمها، حيث تتعرض لهجوم واسع النطاق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى.

وأوضحت أن مدينة جنين، ومخيمها، يشهدان دمارًا كبيرًا، حيث استشهد العديد من الشباب بعد استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلى، الأمر الذى يتكرر فى مخيمات أخرى، مثل نور شمس بمدينة طولكرم ومخيم الفارعة بمدينة طوباس.

وأضافت: «تعرضت البنية التحتية فى جنين لدمار واسع نتيجة استخدام جرافات جيش الاحتلال، مع الاقتحامات المتكررة للمنازل والاعتقالات بالجملة، وأصيب عشرات المواطنين برصاص قوات الاحتلال، وبينما تستمر الاقتحامات فى الحى الشرقى من المدينة، يُمنع السكان من التنقل أو حتى مغادرة المخيم، ويُطلق النار على أى شخص يتحرك فى المنطقة».

وأشارت إلى أنه فى ظل هذا الحصار الخانق، تحلق طائرات الاستطلاع والأباتشى الإسرائيلية فوق المخيم باستمرار، ما يزيد من خوف ورعب الأطفال، كما يعانى المخيم من نقص فى المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائى والاتصالات.

وتابعت: «أخشى على حياتى وحياة أسرتى لوجودنا فى المخيم، كونى شقيقة الشهيد المعتصم بالله الصباغ، وكونى صحفية، يجعلنى فى خطر الاستهداف الدائم».

واختتمت قائلة: «نحن نقاتل وندافع عن مقدساتنا، بمفردنا، منذ أكثر من عشرة أشهر، ونعيش تحت الحصار فى غزة، وفى الضفة الغربية، فأين الأمة الإسلامية والعالم العربى من كل هذا؟ صمتكم يزيد من معاناتنا ويعمق جراحنا». 

«أم وطن»:  الاحتلال عزل المدن بالحواجز العسكرية وجعل التنقل شبه مستحيل

تروى «أم وطن»، صحفية فلسطينية من الضفة الغربية، معاناتها فى التنقل بين مناطق الضفة بسبب إجراءات الاحتلال التعسفية.

وتقول: «فى الضفة الوضع ليس أقل بؤسًا من غزة. هناك مليون مستوطن متطرف فى الضفة، ما يجعل حياة الفلسطينيين هناك مستحيلة، التنقل بين المدن، حتى إذا كانت المسافة قصيرة، قد يستغرق ساعات بسبب الحواجز العسكرية التى ينصبها الاحتلال».

وتسافر السيدة الفلسطينية يوميًا من محافظة جنين إلى مدينة رام الله، ولكن الاحتلال عزز الحواجز والبوابات الحديدية، ما يجعل التنقل أكثر صعوبة، قائلة: «اضطررت لاستئجار منزل فى رام الله بعيدًا عن عائلتى وأطفالى، الذين فقدوا حياتهم الطبيعية بسبب الحرب والحصار، وأصبح الوضع لا يحتمل، الحياة أصبحت محصورة فى المنزل بسبب الحرب على غزة، والاقتتال الذى لا ينتهى».

وكشفت عن اعتقال الاحتلال أختها وأخاها، قائلة: «هذا يضيف عبئًا نفسيًا ثقيلًا على عائلتى. وقد فقدت عملى كصحفية مستقلة بسبب إغلاق الشركات والمكاتب الصحفية، ما زاد من أعبائى المالية والنفسية».

وأشارت إلى أنها حين عادت إلى جنين، وجدت وضعًا كارثيًا؛ لأن الشوارع والبنية التحتية مدمرة بفعل الهجمات اليومية، مضيفة: «أعيش وأفراد عائلتى فى خوف مستمر، حيث نشهد تدمير البيوت وحرقها، إضافة إلى الاعتقالات اليومية والقتل، وتظل حياتنا مستمرة تحت وطأة الاحتلال، دون أى أمل فى التغيير أو تحسين الظروف».

كفاح الجاغوب:هجمات المستوطنين لا تتوقف.. وحياة الأسرى تحولت إلى جحيم 

كفاح عناد الجاغوب، فلسطينى آخر من سكان الضفة يعانى أشد المعاناة من الاعتداءات اليومية من المستوطنين فى مناطق مختلفة، خاصة فى الخليل وبيت لحم ورام الله.

يحكى «كفاح» أنه منذ السابع من أكتوبر، والاقتحامات الإسرائيلية فى زيادة مستمرة، ما أدى إلى استشهاد حوالى ٦٦٠ فى مناطق مختلفة، وفى الأيام الأخيرة ارتكب الاحتلال عملية تدمير ممنهجة لمخيم نور شمس.

وتابع: «الوضع فى جنين ليس مختلفًا كثيرًا، حيث شهد المخيم اقتحامًا واسعًا سقط خلاله ٦ شهداء، واعتقلت القوات الإسرائيلية العشرات من الفلسطينيين، وتم التحقيق معهم ميدانيًا، ونقل بعضهم إلى معسكرات الاعتقال، وكان هذا العدوان هو الأكبر منذ عملية السور الواقى التى اجتاحت الضفة الغربية».

وكشف عن أن حياة الأسرى فى السجون تحوّلت إلى جحيم بعد السابع من أكتوبر، بسبب منع زيارات العائلات وحرمان المرضى من العلاج، بينما يعانى العديد من الأسرى من أمراض خطيرة مثل السرطان والجرب دون رعاية طبية، حتى إن العديد منهم توفى داخل الزنازين، ويعانى الآخرون وسط ظروف قاسية للغاية، خاصة فى سجون النقب وعوفر ومجدو ونفحة وجلبوع. 

وفيما يتعلق بهجمات المستوطنين، قال إن اعتداءاتهم يومية على الفلسطينيين فى الخليل وبيت لحم ورام الله ونابلس وطولكرم وقلقيلية وطوباس، حيث يهاجمون المنازل ويحرقونها ويمارسون عنفًا غير مبرر ضد المواطنين، وفى الأيام الأخيرة أحرقوا منزلًا فى دوما استشهد جميع سكانه، باستثناء طفل صغير نجا ليعيش وحيدًا بلا عائل. 

واختتم بقوله: «الفلسطينيون يريدون العيش بحرية مثل باقى الشعوب، فنحن محرمون من زيارة البحر أو المسجد الأقصى طوال حياتنا، والمستوطنون والاحتلال الإسرائيلى هم من يصنعون الإرهاب ويخلقون المقاومة».