كيف أثرت هجمات 11 سبتمبر 2001 على الشرق الأوسط والمنطقة العربية؟
تحل اليوم ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 المدمرة التي غيرت شكل العالم، بعد استهداف مجموعة إرهابية برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك الأمريكية قبل 23 عاما.
وشاهد العالم النيران تشتعل في برجي التجارة العالمي في قلب مانهاتن على شاشات التلفزيون، لكن لم يكن أحد يعلم كيف ستكون تداعيات هذا الحادث الكارثي على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وفي الأوساط السياسية والأمنية، انتشرت مخاوف من رد فعل عسكري انتقامي يدمر حالة الاستقرار النسبي التي سادت منطقة الشرق الأوسط بعد انتهاء حروب السادس من أكتوبر عام 1973 وحربي الخليح الأولى والثانية.
وبحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فقد أفرغت الطرقات وأغلقت المتاجر وظل السكان داخل منازلهم في العاصمة العراقية بغداد.
وقالت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية إنه بعد ساعات من هجمات 11 سبتمبر عام 2001، سعى وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد للربط بين هجمات أسامة بن لادن وفريقه وبين الرئيس العراقي صدام حسين، تمهيدا لغزو العراق في 2003.
الدعاية الأمريكية
وواصلت الدعاية الأمريكية تسليط الأضواء على دور الرئيس العراقي الراحل في هذه الهجمات، فضلا عن اتهام العراق بجمع وتصنيع أسلحة الدمار الشامل، وهو ما مهد للغزو الوحشي الذي قادته الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا على العراق والذي أسقط نظام صدام حسين وأدى إلى فوضى لم تتخلص المنطقة من تداعياتها بعد مرور عقدين.
وتفاقمت الآثار الكارثية المترتبة على غزو العراق ولم يستطع الأمريكيون إدارة الفوضى التي خلقوها في العراق، فبعد سنوات قليلة تفككت الدولة وانتشرت الانقسامات الطائفية، وأعمال العنف والعمليات الإرهابية.
ولم تكن الآثار المترتبة على غزو العراق بسيطة، حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي إقامة دولته على مساحة كبيرة من الأراضي العراقية امتدت إلى مناطق في سوريا، واتخذ التنظيم من مدينة الموصل عاصمة له.
ولم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، واعترف جورج بوش في 2006 أن صدام حسين لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، وأن من قدموا هذه المعلومات من فريقه لم يقدموا أبدا حجة مقنعة بأن لديه أي علاقات مع القاعدة.