دراسة تكشف|الإلحاد فى مصر: بين الإحصائيات المتضاربة والتحديات المجتمعية
تثير قضية الإلحاد في مصر جدلًا واسعًا، وتشهد تباينًا كبيرًا في الأرقام والإحصائيات المتعلقة بعدد الملحدين، فبينما تقدم دراسات رسمية أرقامًا محدودة، تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد قد يكون أكبر بكثير مما هو معلن، وأخذت الدراسة التحليلية التي أعدها المركز المصري للفكر والدراسات على عاتقها مهمة الإعلان عن جانب من تلك الأرقام والإحصائيات، لتتوصل من خلالها إلى أن الإلحاد ظاهرة مستحدثة في المجتمع المصري، ولها أبعاد اجتماعية ودينية.
واستعانت الدراسة بإحصائيات صادرة عن مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، والتي أوضحت أن عدد الملحدين في مصر بلغ 866 ملحدًا، بينما قدمت تقديرات أخرى أرقامًا أعلى بكثير، وصلت إلى عدة ملايين وفقًا لبعض المصادر، وهذا التباين الواسع في الأرقام يعكس صعوبة تحديد عدد دقيق للملحدين، أيضًا ذكرت أعدادًا أخرى للملحدين في الدول العربية كما هو موضح في الإنفوجراف التالي.
وذكرت الدراسة أيضًا إحصائيات صادرة عن السفارة الأمريكية بالقاهرة “مكتب الحرية الدينية الدولي” تقدر الحكومة الأمريكية عدد السكان بـ 107.8 مليون (منتصف العام 2022) ويقدر معظم الخبراء والمصادر الإعلامية أن حوالي 90% من السكان هم من المسلمين السنة و10% من المسيحيين، ووصلت نسبة المسلمين الشيعة إلى ما يقرب من 1% من السكان، وهناك أيضًا أعداد صغيرة من المسلمين الداوديين البهرة والمسلمين الأحمديين.
وأكدت الدراسة أنه بصفة عامة يصعب الوصول إلى العدد الصحيح للملحدين في مصر لغياب المؤشرات القياسية الدقيقة، مشيرة إلى أنه رغم عدم وجود قانون صريح لمحاربة الإلحاد، بالتالي تغيب الأرقام الدقيقة لهم، إلا أنه يمكن ملاحقة الملحدين تحت تهم أخرى مثل "ازدراء الأديان".
ويذكر أن الإلحاد لغويًا، يعني الميل عن القصد والحقيقة، والبعد عن الحق، وفي الاصطلاح الديني، يشير إلى إنكار وجود خالق للكون، أي رفض فكرة أن هناك إلهًا خلق الكون والإنسان، ولكن مع مرور الزمن، تطورت مفاهيم الإلحاد وتوسعت لتشمل أكثر من مجرد إنكار وجود الله، فاليوم، يشمل الإلحاد أيضًا التشكيك في المبادئ الدينية، ورفض التزام الشرائع والقوانين الدينية، بل وحتى الطعن في قيم وأخلاقيات المجتمع الديني.