رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لُقب سيد درويش بـ"فنان الشعب وضمير المصريين"؟

سيد درويش
سيد درويش

سيد درويش، فنان الشعب، الذي أحدث دويًا في سجل الموسيقى المصرية، حتى إنه صار يؤرخ لها منذ ظهوره، أو بمعنى أكثر دقة، أن الموسيقى المصرية والعربية في جملتها لم تعد كما كانت قبله.

ثورة سيد درويش على القوالب الموسيقية التي كانت في عصره وقبل ظهوره، لم تكن هذه الثورة الوحيدة التي قادها، بل شارك في ثورة 1919، والثورة ضد المستعمر البريطاني.

 السنباطي: وحده سيد درويش من يستحق لقب موسيقار

في كتابه "حرافيش القاهرة" يذكر المؤرخ عبدالمنعم شميس، أنه مع قيام ثورة 1919 نتيجة مطالب سعد زغلول ورفاقه بالسفر والمشاركة في مؤتمر الصلح بباريس، ورفض إنجلترا ونفي سعد ورفاقه إلى جزيرة مالطة فانفجرت الثورة في كل مكان في مصر ما اضطرالإنجليز إلى إصدار تصريح 28 فبراير 1922، وفي الفترة التي نفي فيها سعد زغلول منعت السلطات البريطانية مشايخ الحواري والقهاوي والمسارح والمطربين من تقديم أي أغنية أو مونولوج أو استعراض عن سعد أو أي شيء يخص القضية الوطنية من الأساس، وقتها كانت الأغاني الوطنية على أشدها.

حيث قدم سيد درويش أغنيات: قوم يا مصري٬ إحنا الجنود زي الأسود٬ بلادي بلادي٬ ومنعت سيد درويش من الغناء وهدد بالقتل إلا أن درويش طوع فنه لخدمة القضية المصرية فلحن وغنى أغنيته الشهيرة "يا بلح زغلوللهذا جاء لقبه فنان الشعب وضمير المصريين المعبر عن آلامهم وأفراحهم المنتصر للمهمشين والمساكين فيهم، لكنه نجح في التأسيس لثورة موسيقيّة أطلقها لتحمل الموسيقى العربية إلى آفاق ما كانت لتصل إليها لولاه، ما جعل كبار الموسيقيين العرب يعترفون بأنّهم جميعًا خرجوا من عباءة سيّد درويش، وليصرّح موسيقار بحجم رياض السنباطي بمقولته الشهيرة: "وحده سيّد درويش من يستحق لقب موسيقار، جميعنا نعمل في الفناء الذي شيّده، من دون أن يتمكّن أحد منّا من إضافة لبنة واحدة إليه".

درويش وخيري ثنائي فني مصري أصيل

ويضيف شميس: في إحدى ليالي عرض أوبريت "فيروز شاه" تصادف وجود الكاتب بديع خيري الذي أبدي إعجابه وتشجيعه للملحن الشاب قبل أن يعرفه بنفسه، فبادره درويش أنه يعرفه جيدًا ولحن مواله "دنجا ..دنجاشائع الصيت بين أهالي الإسكندرية، ومنذ ذلك اللقاء وصار بديع خيري شريكًا أساسيًا فى نجاح سيد درويش، فقد كتب له العديد من أعماله الناجحة من بينها قوم يا مصرى والحلوة دى وغيرها الكثير.

ويحكى بديع خيرى فى أحد حواراته الصحفية عن علاقته بسيد درويش قائلًا: "لقد عرفت سيد درويش عندما جاء به الأستاذ جورج أبيض من الإسكندرية على إثر ذيوع أغنيته المشهورة زورونى كل سنة مرة، كنت يومها ما زلت مدرسًا وكانت صلتى بالمرحوم نجيب الريحانى فى بدايتها، وأدرك العبقرى نجيب سر عبقرية سيد درويش فدعاه للعمل معه وتعاونت معهما، ومنذ ذلك التاريخ أصبحنا ثالوثًا لا يفترق أفراده، كنت أكتب الكلمات ويلحنها سيد درويش ثم يغنيها نجيب الريحانى وأفراد فرقته فتنتشر فى أنحاء القطر في اليوم التالي. عرفنا المجد وعرفنا الدموع، وعشنا مع الشعب فى تلك الفترة السعيدة من العمر ثم تركنا سيد مبكرًا".