رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العائد من الصين وإفريقيا

من العاصمة الصينية بكين، عاد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إلى القاهرة، بعد مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فعاليات النسخة التاسعة من «منتدى التعاون الصينى الإفريقى»، التى بدأت الأربعاء الماضى، وانتهت أمس الأول الجمعة. ولن نختلف لو أردت أن يكون معنى «العائد»، فى العنوان، هو المردود، أو المكسب، أو المنفعة، من مشاركتنا فى المنتدى. 

مع الجلسة الافتتاحية للمنتدى، حضر رئيس الوزراء مأدبة عشاء، أقامها الرئيس الصينى شى جين بينج، وقرينته، للحضور رفيعى المستوى من رؤساء الدول والحكومات وقرينة كل منهم. كما شارك فى عدد من الجلسات، التى ناقشت سبل تعزيز التعاون بين الصين والقارة السمراء، وألقى كلمة مهمة، وطويلة، فى جلسة عنوانها «التحول الصناعى وتحديث الزراعة والتنمية الخضراء». وعلى الهامش، التقى رؤساء شركات صينية بارزة، يعمل عدد كبير منها فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وناقش معهم موقف تنفيذ المشروعات القائمة، وخطط التوسع فى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة.

تأسس «منتدى التعاون الصينى الإفريقى» بمبادرة مشتركة فى أكتوبر ٢٠٠٠، بهدف تعميق التعاون لتحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة تحديات العولمة. وواصل التنين الصينى صعوده السريع، وسعى جاهدًا إلى تعزيز علاقاته بدول المنطقة العربية والقارة السمراء، مستفيدًا من التطورات «الدراماتيكية» التى شهدتها الساحتان الإقليمية والدولية، ومستغلًا فشل الولايات المتحدة فى إدارة سياستها الخارجية. 

بعد المؤتمر الوزارى الأول، الذى أقيم فى أكتوبر ٢٠٠٠، عقد قادة الدول الأعضاء فى المنتدى قمتهم الأولى سنة ٢٠٠٦ فى بكين، وبعد فاصل طويل نسبيًا استضافت جنوب إفريقيا القمة الثانية سنة ٢٠١٥، غير أن السنوات التسع، الفاصلة بين القمتين، شهدت خمسة اجتماعات وزارية، استضافت مدينة شرم الشيخ الرابع منها فى ٢٠٠٩، والذى انتهى بإقرار إعلان وخطة عمل شرم الشيخ، وبرامج جديدة للتعاون بين الجانبين. و... و... ومع الدور الكبير، الذى لعبته «دولة ٣٠ يونيو» فى إنجاح «منتدى التعاون الصينى الإفريقى»، دعمت، أيضًا، التعاون العربى الصينى، وستكون هى دولة الاستضافة العربية التالية للقمة العربية الصينية، التى استضافت السعودية، فى ديسمبر ٢٠٢٢، نسختها الأولى.

المهم هو أن رئيس الوزراء أكد، الخميس الماضى، فى كلمته المهمة، والطويلة، أن القارة الإفريقية فى حاجة إلى شراكة حقيقية مع الصين، التى نجحت فى تحقيق طفرة صناعية، وأشاد بـ«مبادرة التنمية العالمية» التى أطلقها الرئيس الصينى سنة ٢٠٢١، بهدف قيادة الدول النامية لعمليات التنمية الاقتصادية، وفقًا لأولوياتها الوطنية، مع فتح الباب على مصراعيه للاستفادة من التجربة الصينية فى القضاء على الفقر وتحقيق قفزات عملاقة وسريعة على صعيد التنمية الشاملة والنهضة الاقتصادية، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تتفق مع هذا الطرح، وأن «رؤية مصر ٢٠٣٠» للتنمية المستدامة تتكامل مع أولويات هذه المبادرة، وكذا مع «مبادرة الحزام والطريق»، و... و... وانتهت الكلمة بتأكيد عزم مصر على استمرار التعاون والتنسيق المشترك مع الصين والأشقاء فى الدول الإفريقية، من أجل تنفيذ مخرجات هذه النسخة من المنتدى، وتلبية تطلعات الشعوب الإفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.

.. وتبقى الإشارة إلى أن رئيس مجلس الوزراء، العائد من بكين، مساء أمس الأول، الجمعة، شهد على هامش مشاركته فى فعاليات النسخة التاسعة من «منتدى التعاون الصينى الإفريقى»، توقيع العقود النهائية لحزمة من المشروعات الجديدة، التى سيتم تنفيذها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فى مجالات الصناعات الكيماوية والغذائية وإنتاج «البروم» وتصنيع مكونات مشروعات الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن تزيد استثمارات هذه المشروعات على مليار دولار. كما شهد التوقيع، أيضًا، على ٥ مذكرات تفاهم لإنشاء ٣ مصانع لكابلات الألياف الضوئية ومعدات الاتصالات، و٣ مراكز لتصدير خدمات التعهيد، بطاقة ٨٠٠ فرصة عمل فى مجالات تصميم الدوائر الإلكترونية وتطوير البرمجيات والبحث والتطوير فى الشبكات الضوئية وتكنولوجيا التحول الأخضر وأشباه الموصلات، إضافة إلى إنشاء صندوق استثمارى تكنولوجى بحجم ٣٠٠ مليون دولار، ومركز بيانات، و٤ مراكز ومعامل، للتدريب وبناء القدرات.