منال رضوان لـ"الدستور": تصريحات نتنياهو لتشتيت الانتباه بعيدًا عن مخططات التهجير
في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عقّبت الكاتبة منال رضوان، على تصريحات رئيس الوزاراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة، وعدم تدفق السلاح إلى القطاع"، مدعيًا أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر أرئيل شارون مغادرته عام 2005.
تصريحات نتنياهو لتشتيت الانتباه بعيدًا عن مخططات التهجير
وقالت "رضوان": دأب -كعادته- رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ترويج سلسلة من الأكاذيب، وإلقاء اللوم على مصر؛ لتحويل نظر الداخل الإسرائيلي بعيدًا عن إخفاقه في إدارة الأزمة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، والتي أظهرت هشاشة المزاعم حول القدرات العسكرية للكيان والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبالرغم من هذا فلا نستطيع نحن أو الجانب الآخر إنكار عدة حقائق أهمها: فقدان الحكومة الإسرائيلية مصداقيتها في الداخل الإسرائيلي؛ فبحسب استطلاعات الرأي، فإن حوالي 53٪ من أفراد المجتمع الإسرائيلي يؤيدون استقالة نتنياهو؛ ويرونه قد فشل في إدارة أزمة المحتجزين، وهو ما أدى إلى خروج المظاهرات الرافضة لسياسته تجاه التعامل مع قضية الأسرى الإسرائيليين، كما أن العمليات على أرض الواقع تكشف فشل إسرائيل في إحكام سيطرتها على أنشطة تهريب السلاح عبر معبر كرم أبوسالم إلى قطاع غزة، وبحسب القناة 12 الإسرائيلية وما قالته بالأمس، حول التكذيب الصريح من جيش الاحتلال الإسرائيلى لمزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلى ضد مصر؛ حيث تم التأكيد من قبلهم: أن جيش الاحتلال تفاجأ من إغلاق جميع أنفاق محور صلاح الدين أو ما يطلق عليه الجانب الآخر «فيلادلفيا» وهو عبارة عن شريط يبلغ طوله 14 كيلو مترًا (٨.٧ ميل) على طول حدود غزة مع مصر، كما أكد جيش الاحتلال أن عمليات المسح الأخيرة التى أجراها أظهرت أن الأنفاق التى كانت تربط غزة بمصر لم تعد قيد الاستخدام منذ عدة سنوات؛ إذن فكما يتضح أن تفنيد تلك المزاعم والرد على نتنياهو جاء من قبل الجيش الإسرائيلي، وبثته قناة إسرائيلية أيضًا.
وتابعت "رضوان": وهنا ينبغي لنا ذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحاول إسرائيل فيها الزج باسم مصر؛ لتشتيت الانتباه وجذب أنظار المجتمع الدولي بعيدًا عن مخططات التهجير وسياسة التجويع والإبادة الجماعية التي تمارس ضد أبناء غزة، وقد سبق وأن رُوجت مزاعم مماثلة حول إغلاق مصر لمعبر رفح إبان بداية الأزمة، حتى دخلت شحنة المساعدات الأولى في يوم ١١ من أكتوبر الماضي بجهود أو لنقل بضغوط مصرية خالصة، وعليه فقد تم نفي تلك المزاعم جملة وتفصيلًا في وقتها، ولا يمكننا - بحال- التسليم بصدق أكاذيب مسئول الحكومة الإسرائيلية أو التعامل بحسن الطوية تجاه تلك المزاعم التي تسعى إلى التسويف والمواربة ضد الجهود المصرية؛ لمحاولة إبرام إتفاق وقف إطلاق النار، والعودة إلى مائدة المباحثات، وذلك في محاولة منهم لإطالة أمد الأحداث والإصرار على تنفيذ مخططاتهم، خاصة مع تصاعد وتيرة الخلافات فيما بين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومة الطوارئ الإسرائيلية الحالية يوآف جالانت، والتي تمثلت في رفضه سياسة رئيس الحكومة ومحاولته فرض السيطرة الإسرائيلية على محور صلاح الدين؛ حيث رأى جالانت استحالة تطبيق ذلك على أرض الواقع.