رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القديسة الأمّ تريزا دي كالكوتا المعترفة

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القديسة الأمّ تريزا دي كالكوتا المعترفة.

وتُعتبر الأم تريزيا من كالكوتا للكثيرين الوجه الأنثوي للكنيسة الكاثوليكية المُعاصرة. حيث وضعت نفسها في خدمة أولئك الذين همشهم المجتمع، الأفقر  بين الفقراء، وقد ترجمت الأم تريزيا الحب إلى أعمال. فبسخاء الروح استطاعت أن تجلبَ العديد من الأشخاص إليها، تابعين طريقها، وألهمت الشباب في العالم لأن "يحبوا حتى الألم"، وأن يضعوا بالتالي خطواتهم مع خطوات يسوع، مُضحّين بحياتهم من أجل الآخرين. هكذا لم تعرف الأم تريزيا حُدوداً لحب المسيح، وقد عبّرت عن ذلك بنفسها في تكرّسها الكامل لأفقر الفقراء. فاستحقت جائزة نوبل للسلام عام 1979.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لكي يكون التلاميذ على بيّنة من أمرين: الأمر الأوّل أنّ الربّ كان يعرف مُسبقًا بأنّه سيقاسي الآلام، والأمر الثاني أنّه وبالرغم من قدرته على تفادي تلك الآلام بسهولة سارع بنفسه إلى ملاقاتها، قام بإخبارهم مسبقًا عمّا سوف يحدث. فبقوله لهم "هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورَشَلِيم"، شهد حالاً وأمرهم بأن يتذكّروا ما سبق وقاله لهم.

وقد أضاف تحديدًا أنّ كلّ ما أخبرهم به هو إتمام لـ"جَميع ما كَتبَ الأَنبِياءُ في شأنِ ابنِ الإِنسان". فالنبي أشعيا قال عن الرّب يسوع المسيح: "أَسلمتُ ظَهْري لِلضَّارِبين وخَدِّي لِلنَّاتِفين ولم أَستُرْ وَجْهي عنِ الإِهاناتِ والبُصاق"، كما قال عنه في مكان آخر: "عُومِلَ بِقَسوَةٍ فتَواضَع ولم يَفتَحْ فاهُ كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ"  وأيضًا: "كُلُّنا ضَلَلْنا كالغَنَم كُلُّ واحِدٍ مالَ إِلى طَريقِه فأَلقى الرَّبُّ علَيه إِثمَ كُلِّنا" 

وأعطى النبي داود أيضًا في المزمور الثاني والعشرين صورةً مُسبقة لآلام الربّ يسوع المسيح على الصليب وكأنّي بالربّ يسوع يتكلّم وهو معلّقٌ على شجرة قائلاً: "أَمَّا أَنا فدودَةٌ لا إِنْسان عارٌ عِندَ البَشَرِ ورَذالةٌ في الشَّعْب. جَميعُ الَّذينَ يَرَونَني يَسخَرونَ بي ويَفغَرونَ الشِّفاهَ ويَهُزُّونَ الرُّؤوس: إِلى الرَّبِّ سلَّمَ أَمرَه فليَنَجِّهْ ولأَنَّهُ يُحِبُّه فينقِذْه". وها هو القدّيس متّى يخبرنا عن تحقّق تلك النبوءة: "وكانَ المَارَّةُ يَشتُمونَه وهُم يَهُزُّونَ رُؤوسهم...

وكذلِكَ كانَ عُظماءُ الكَهَنَةِ يَسخَرونَ فيَقولونَ مَعَ الكَتَبَةِ والشُّيوخ: خَلَّصَ غَيرَه، ولا يَقدِرُ أَن يُخَلِّصَ نَفْسَه! هو مَلِكُ إِسرائيل، فَلْيَنْزِلِ الآنَ عنِ الصَّليبِ فنُؤمِنَ بِه..." كما تابع داود قائلاً عنهم أيضًا في المزمور: "يَقتَسِمونَ بَينهم ثِيابي ويَقترِعرنَ على لِباسي" . وقال في مقطع آخر عن الّذين سيصلبوه: "جَعَلوا في طَعامي سَمًّا وسَقَوني في عَطَشي خَلاًّ". وقد تمّت كلّ تلك النبوءات على الصّليب.