رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس فى تركيا.. زيارة ليست تاريخية فقط

لا أميل إلى المصطلحات السياسية المعلبة مثل وصف زيارة الرئيس السيسى لتركيا بأنها تاريخية وفقط دون تحديد المعنى والعائد من وراء الزيارة.
والحقيقة إن زيارة الرئيس السيسى لتركيا جاءت بعد قطيعة دبلوماسية منذ 11عامًا بعد سقوط حكم الإخوان، وتلك القطيعة بدأها أردوغان بشكل انفعالى وتسببت تلك القطيعة بخسائر كبيرة لتركيا، وهو ما دفعها فى النهاية إلى السعى إلى التقارب من مصر.. ولأن السياسة ليست بها عداء دائم أو صداقة دائمة، فإن المصالح بين مصر وتركيا أكبر من أى شىء يعكر صفوها، خاصة أن البلدين لهما وزن كبير فى منطقة الشرق الأوسط، وهناك ملفات مشتركة لا يمكن تحقيق أى طرف لإنجاز كبير فيها دون الآخر 
تركيا بالطبع لديها أجندة مصالح تسعى لتحقيقها من خلال التقارب مع مصر، منها أن مصر هى البوابة لأى دبلوماسى تركى فى البحر المتوسط أو ليبيا أو حتى إفريقيا بشكل عام وكانت قبل القطيعة تستفيد من اتفاقية الموانئ مع مصر من خلال نقل البضائع من ميناء مرسين التركى إلى الموانئ المصرية ونقلها بريًا بعد ذلك إلى إفريقيا. 
ومصر بطبيعة الحال لديها أجندة اقتصادية سياسية مع تركيا وتريد جذب استثمارات تركية وهو ما تم بالفعل من خلال توقيع عدد كبير من الاتفاقيات وتتويج كل ذلك بتدشين مجلس العلاقات الاستراتيجية المصرية التركية وهو أعلى مستوى من العلاقات بين الدول منها 
الاستقبال الرسمى الذى تم للرئيس السيسى والحفاوة الكبيرة تكشف عن جدية الجانب التركى وانتظاره هذه اللحظة التاريخية ومن قبلها كانت زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة واستقبل بنفس الحفاوة. 
بعد عودة العلاقات بشكل كامل بين القاهرة وأنقرة بالتأكيد على جماعة الإخوان المسلمين أن تعيد حساباتها بعد أن فقدت أهم حليف لها للأبد. 
وفى رأيى أنه ليس أمام تلك الجماعة إلا أن تعلن عن حل نفسها إذا أرادت لأعضائها أن يعيشوا بيننا كمصريين، وأن ما تطرحه تلك الجماعة من عدم ممارسة السياسة مقابل خروج أعضائها من السجون لا يكفى،لا ممارسة لسياسة ولا دين، والحل هو الحل. 
فوجود الإخوان داخل مصر دون سياسة سوف يعيدنا لمربع مبارك والعمل تحت الأرض.
لا توجد دولة فى العالم تسمح  بأن تتحول جماعة إلى دولة داخل الدولة لديها «أسر» وتنظيمات وأعتقد أن مصر وشعبها قد لفظوا تلك الجماعة تمامًا، وقرارات حلها الرسمية صدرت أكثر من مرة وعلى التنظيم الدولى أن يعلن حلها فى مصر. 
الحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين تمتاز بالغباء على مدار تاريخها وتراهن فقط على نسيان المصريين لجرائمها وصناعة مظلومية عندما تحين لها الفرصة لذلك، وسوف تبقى مثالًا للفشل المستمر. 
الصفعة التى تلقتها تلك الجماعة مع زيارة الرئيس السيسى لتركيا ستحاول امتصاصها والكمون وسوف تحاول تخريب العلاقات المصرية التركية دون جدوى.