الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لإعادة تفعيل التعاون العالمى
في إطار الاستعدادات المكثفة في نيويورك بشأن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرتيش، إنه يجب على قادة العالم أن يعيدوا تفعيل التعاون العالمي وبصيغة جديدة تلائم معطيات الحاضر والمستقبل.
مؤتمر القمة المعني بالمستقبل
وقال الأمين العام، في مقال تلقت "الدستور" نسخة منه اليوم الأربعاء: تجري الآن في نيويورك المفاوضات النهائية بشأن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سينعقد هذا الشهر، حيث سيتفق رؤساء الدول على إصلاحات يتم إدخالها على اللبنات الأساسية لبناء التعاون العالمي.
وتابع: وقد دعت الأمم المتحدة إلى عقد هذه القمة الفريدة من نوعها بسبب وضع صارخ نشهده: ألا وهو أن حركة تطوّر المشاكل العالمية تمضي بسرعة لا تقدر على مواكبتها المؤسسات المصمّمة لحلها، والأدلة على ذلك حولنا في كل مكان.
النزاعات الحالية
وقال جوتيرتيش، في مقاله، إن النزاعات الشرسة ومشاهد العنف تجلب ويلات رهيبة؛ والانقسامات الجيوسياسية تستشري؛ والتفاوت والظلم منتشران في كل مكان، مما يبدّد الثقة ويفاقم المظالم ويؤجج نعرات الشعبوية والتطرف. والتحديات الأزلية المتمثلة في الفقر والجوع والتمييز ومعاداة المرأة والعنصرية باتت تتخذ أشكالًا جديدة.
وفي الوقت ذاته، نواجه تهديدات وجودية جديدة، من فوضى مناخية وتدهور بيئي خرجا عن السيطرة إلى تكنولوجيات من قبيل الذكاء الاصطناعي تتطوّر وسط فراغ أخلاقي وقانوني.
وقال إن مؤتمر القمة المعني بالمستقبل هو بمثابة اعتراف بأن حلّ جميع هذه التحديات بين أيدينا. بيد أننا بحاجة إلى تحديث لمنظوماتنا لا يمكن إنجازه إلا عن طريق قادة العالم.
وإن عملية صنع القرار الدولي عالقة في دوامة أخرجتها من الزمن. فالعديد من المؤسسات والأدوات العالمية هو نتاج حقبة أربعينيات القرن العشرين- أي عصر ما قبل العولمة، وما قبل التحرّر من الاستعمار، وما قبل الاعتراف العام بعالمية حقوق الإنسان والمساواة الجنسانية، وما قبل فتح الإنسان آفاق الفضاء الخارجي- ناهيك عن الفضاء السيبراني.
وتابع: لا يزال المنتصرون في الحرب العالمية الثانية هم المهيمنون على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بينما قارة إفريقيا بأكملها ليس لها مقعد دائم. والهيكل المالي العالمي تميل كفته بشدة ضد مصالح البلدان النامية، وهو لا يوفر لهذه البلدان شبكة أمان تسعفها عندما تواجه الصعوبات، مما يغرقها بالديون، فتُستنزف أموالها لسداد الديون بدلًا من الاستثمار في شعوبها.