رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض الطيران والفضاء

بعروض جوية احترافية، فى سماء مدينة العلمين الجديدة، انطلقت صباح أمس، الثلاثاء، الدورة الأولى من «معرض مصر الدولى للطيران والفضاء»، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبمشاركة ٣٠٠ شركة وهيئة، وكبرى المؤسسات العاملة فى مجالات الدفاع والتسليح وتكنولوجيا الفضاء والطيران، من نحو ١٠٠ دولة، إضافة إلى عدد من الخبراء ورؤساء وممثلى العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بهذه المجالات. 

المعرض الأكبر فى إفريقيا والشرق الأوسط فى مجالات الطيران والدفاع والتسليح والفضاء، يهدف إلى دعم منظومة التصنيع والرقمنة فى هذه المجالات، ومناقشة ما تم إنجازه، محليًا وإقليميًا ودوليًا، فى استكشافات الفضاء والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتطبيقاتها المدنية والعسكرية، وعرض الأفكار المبتكرة الهادفة لرسم ملامح مستقبلها، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر ومختلف دول العالم، فى كل ما يتعلق بتكنولوجيا الفضاء وصناعة الطائرات العسكرية والتجارية والخاصة ومعداتها. كما يؤكد المعرض أهمية الاستثمار فى توطين تكنولوجيا الفضاء والتوسع فى امتلاك نقاط مدارية جديدة. 

مشروعات عديدة جرى، ويُجرى، تنفيذها فى الفضاء، وتم إنشاء قوة فضائية أمريكية، سنة ٢٠٢٠، لضمان هيمنة الولايات المتحدة على الفضاء، الذى صار «مزدحمًا بالخصوم»، حسب تعبير الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، فى إشارة واضحة إلى الصين، التى تعهد رئيسها بأن تكون قوة فضائية عظمى، بحلول سنة ٢٠٣٠، وكذا روسيا، التى تحاول إحياء برنامج الفضاء السوفيتى، الذى توقف منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى. وعليه، بات متوقعًا أن نشهد سباقًا أكثر قوة وإثارة من «سباق فضاء» الحرب الباردة، بالتالى لم يعد امتلاك مصر تكنولوجيا الفضاء رفاهية، بل أصبح ضرورة، ليس فقط للمشاركة فى هذا السباق، لكن أيضًا من أجل تعزيز قوة الدولة الشاملة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من هذا المنطلق، وفى إطار تعزيز التعاون الفضائى العربى المشترك، استضافت مدينة العلمين الجديدة، أيضًا، فور الافتتاح الرئاسى للمعرض الدولى للطيران والفضاء، الاجتماع العاشر للمجموعة العربية للتعاون الفضائى، الذى ترأسه مصر، ممثلة فى وكالة الفضاء المصرية. وبعد استعراض جدول الأعمال الذى تناول أهم المستجدات والمقترحات المقدمة من الدول الأعضاء، انتهى الاجتماع بعدد من التوصيات المهمة، التى من شأنها دعم جهود التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الفضائى بين الدول العربية.

المهم، هو أن الرئيس السيسى تفقد، أمس، عددًا من أجنحة الشركات المشاركة فى «معرض مصر الدولى للطيران والفضاء»، وكتب كلمة فى سجل الجناح الصينى، واستمع لشرح مفصل من رئيس شركة «كاديك» الصينية، التى أعرب ممثلها عن تقديره وزارة الدفاع المصرية على تنظيمها هذا المعرض المحترف والمؤثر. ولدى تفقده الجناح الفرنسى، أعرب الرئيس عن شكره لدولة فرنسا الصديقة، ولشركة «داسو» للطيران، Dassault Aviation، على التعاون البناء مع مصر، مبديًا سعادته لأن أسطول طائرات «الرافال»، التى تنتجها الشركة الفرنسية، أصبح ثانى أكبر أسطول فى القوات الجوية المصرية. ومن جانبها، أشادت المسئولة عن الجناح الفرنسى فى المعرض بالشراكة البناءة بين البلدين، فى مجال الطيران، لافتة إلى أنها مستمرة على مدى ١٥ سنة، خاصة مع الهيئة العربية للتصنيع.

لـ«الهيئة العربية للتصنيع»، طبعًا، جناح فى المعرض، يعرض مجموعة من المنتجات والأنشطة الخاصة بالصناعات الجوية، ومن اللواء مختار عبداللطيف، رئيس الهيئة، عرفنا أن مصنع المحركات التابع لها يقوم بعمل عمرة لمحركات ١٦ نموذجًا مختلفًا من الطائرات، و... و... ولسنا فى حاجة إلى ما يؤكد ريادة الهيئة فى توطين أحدث تكنولوجيات الصناعات الجوية والدفاعية والعسكرية المتنوعة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن المعرض الذى تنتهى فعالياته غدًا الخميس، يأتى فى إطار حرص قواتنا المسلحة على إقامة الفعاليات والتجمعات الكبرى الدولية فى الصناعات الدفاعية والعسكرية على أرض مصر، ويدعم مكانة الدولة المصرية على خارطة المعارض الدولية، ويعزز قدراتها التكنولوجية والصناعية، ويؤكد دورها كمركز إقليمى للطيران والفضاء فى منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، ويعيد تقديم مدينة «العلمين الجديدة» للعالم، كمدينة مستقبلية ووجهة سياحية وساحة دولية لاستضافة الفعاليات الكبرى.