رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خليل الدقران: الاحتلال منع المساعدات.. والجرحى يموتون أثناء انتظار دورهم لدخول العمليات

الدكتور خليل الدقران
الدكتور خليل الدقران الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى

كشف الدكتور خليل الدقران، الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى، عن أن المنشأة تقدم خدماتها حاليًا لنحو مليون شخص، رغم أن تعداد المحافظة الوسطى قبل الحرب كان ٣٥٠ ألفًا فقط، مؤكدًا أن الإمكانات الحالية غير كافية لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للمرضى والمصابين، ويموت يوميًا كثيرون، وهم ينتظرون دورهم فى العلاج. وقال «الدقران»، فى حوار مع «الدستور»، إن المستشفى محاط بآلاف الخيام التى تضم النازحين، وقد قصف الاحتلال الخيام منذ أسابيع، وتسبب ذلك فى استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة آخرين، مطالبًا المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطينى. ولفت إلى أن المستشفى استقبل، منذ فترة، عددًا من الأسرى الفلسطينيين بعد خروجهم من السجون الإسرائيلية، وكانت علامات التعذيب تغطى أجسادهم، مشيرًا إلى أن المصابين يخضعون لتأهيل نفسى؛ لمساعدتهم فى تجاوز ما رأوه من مآسٍ.

■ بداية.. ما حجم الخدمات التى يقدمها مستشفى شهداء الأقصى الآن؟

- للأسف، الخدمات التى يقدمها المستشفى حاليًا قليلة، بسبب النقص الكبير فى الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. الوضع داخل المستشفى صعب جدًا؛ فأعداد المصابين والمرضى تفوق ٣ أضعاف الطاقة الاستيعابية للمنشأة، لذلك نضطر إلى معالجة المصابين والمرضى فى الممرات الداخلية والخارجية للمستشفى، ويجرى استقبال المصابين، حاليًا، فى مداخل قسم الاستقبال لعدم وجود أماكن، وجرى إنشاء مخيمات خارجية لاستقبال بعض الحالات المتوسطة.

■ ما أبرز الإصابات التى تصل إليكم؟

- معظمها إصابات خطيرة فى الرأس والصدر، وهناك مصابون يصلون بأطراف مبتورة، والغالبية من النساء والأطفال. الإصابات التى تصل إلينا حرجة جدًا، وبسبب زيادة أعداد المصابين ونقص اللوجستيات، يكون المشهد مؤلمًا.

■ كيف يستطيع الأطباء إجراء جراحات فى هذه الأجواء؟

- مستشفى شهداء الأقصى يضم ٥ غرف عمليات تعمل على مدار الساعة، ويعمل الأطباء طوال اليوم، ودائمًا تكون الغرف مشغولة.. وللأسف عندما تصلنا أعداد كبيرة من الإصابات، ينتظر المصاب على أبواب غرف العمليات، ما يشكل خطرًا كبيرًا على حياته. نرى كل يوم مصابين يموتون وهم ينتظرون دورهم فى الرعاية الصحية.. نحتاج إلى مستلزمات طبية كافية داخل غرف العمليات، مثل أجهزة تثبيت كسور داخلية وخارجية، وكذلك أجهزة لتثبيت العظام للعمود الفقرى، وهناك نقص فى بعض التخصصات الجراحية.

■ هل تسهم المساعدات فى تحسين الوضع ولو قليلًا؟

- منذ أكثر من أربعين يومًا، لم يستقبل المستشفى أى مستلزمات طبية أو أدوية، بعد أن أغلق جيش الاحتلال معبر رفح.. وهذا هو السبب الرئيسى فى النقص الكبير فى الأدوية والمستلزمات الطبية. هناك ضغط كبير على الأدوية، خاصة المخصصة لغرف العمليات، وأهمها أدوية التخدير، فضلًا عن نقص المواد الغذائية اللازمة لتقديمها للمرضى، بجانب العجز الكبير فى الأجهزة داخل المستشفى، مثل أجهزة العناية والتنفس الصناعى، وأجهزة الكلية الصناعية.

■ كم عدد المرضى الذين يقدم لهم المستشفى خدماته حاليًا؟

- المستشفى يقدم الآن خدمات صحية لحوالى مليون نسمة فى المحافظة الوسطى، وقبل العدوان كان عدد السكان حوالى ٣٥٠ ألف نسمة.. هذه المقارنة توضح المأساة التى نعيشها كل يوم، فبالتأكيد لا يستطيع المستشفى خدمة كل هؤلاء المصابين والمرضى.

■ هل هناك من يلجأون للمستشفى خوفًا من هجمات الاحتلال؟

- نعم.. هناك نازحون فى المستشفى منذ بداية العدوان، وأعدادهم كبيرة جدًا، ويحيطون بالمستشفى من كل النواحى، ويعيشون فى خيام. هناك آلاف الخيام حول المستشفى وداخله، والأعداد تزداد، بسبب عدم وجود أماكن آمنة أخرى فى دير البلح والمحافظة الوسطى.

■ كيف تصف الحالة النفسية للمرضى والمصابين بالمستشفى؟

- للأسف الحالة النفسية للمرضى والمصابين سيئة للغاية، فالذعر والحزن يسيطران على الجميع، وهناك أطباء متخصصون يتعاملون مع الحالات المصابة بصدمة نفسية.

■ كيف تعاملتم مع الأسرى الفلسطينيين الذين جاءوا بعد تحريرهم من قبضة إسرائيل؟

- وصل خلال الأسبوع الجارى عدد من الأسرى، وجرى التعامل معهم وتقديم العلاج اللازم، كانت حالتهم النفسية سيئة جدًا بسبب ما مروا به داخل السجون الإسرائيلية من تعذيب وانتهاكات، ورأينا علامات الضرب على أجسادهم.

■ حينما يحدث قصف.. ما الإجراء المتبع داخل المستشفى؟ 

- عند سماع أى قصف فى أى منطقة فى المحافظة الوسطى، نستعد لاستقبال المصابين الجدد، نبدأ بالإسعافات الأولية ثم يجرى توزيعهم حسب نوع الإصابة على الأطباء.. وللأسف هناك من يموتون وهم ينتظرون دخول العمليات.

وقد تعرض المستشفى للقصف قبل أسابيع من قبل جيش الاحتلال، بعدما جرى استهداف خيمة داخل المستشفى، واستشهد عدد من المواطنين، وأصيب ١٥ شخصًا، كانوا من المرافقين، وحدث بعض التلفيات جراء القصف، ما أثر على الخدمات التى يستطيع المستشفى تقديمها.

■ ما الرسالة التى تريد توجيهها للعالم؟

- أطالب المجتمع الدولى وكل المنظمات الدولية بوقف هذا العدوان الغاشم على المواطنين فى قطاع غزة، وكذلك بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإرسال المساعدات من المستلزمات الطبية والأدوية والوقود، وكذلك إرسال المواد الغذائية إلى المواطنين، لأن محافظة غزة والمحافظة الشمالية بحاجة لمواد غذائية، ولم يصل لهما أى مساعدات منذ فترة طويلة، مقارنة بباقى محافظات قطاع غزة. خلال الـ٥٠ يومًا الماضية، لم يصل سوى شاحنات قليلة، تكفى ٨٪ فقط من احتياجات النازحين.