رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفد جديد من الكونجرس

نقاش جديد أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الخميس، مع وفد من ممثلى الحزبين الجمهورى والديمقراطى بالكونجرس الأمريكى، ترأسته السيناتور جونى إرنست، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية. وخلال هذا النقاش جرى تناول تطورات المشهد الإقليمى، خاصة الحرب الدائرة فى قطاع غزة، والأوضاع بالسودان، والأزمات المختلفة التى تعانى منها دول المنطقة. كما جرى تأكيد الأهمية التى توليها مصر والولايات المتحدة لتعزيز علاقاتهما الرسمية والبرلمانية والشعبية.

تنتمى جونى إرنست للحزب الجمهورى الأمريكى، وترأس لجنة السياسيات بالحزب، وتشغل مقعدها فى مجلس الشيوخ منذ سنة ٢٠١٥، وكانت قد زارت مصر فى يناير الماضى، فى إطار جولة إقليمية بالمنطقة قام بها أعضاء فى الكونجرس، استعرضوا خلالها الجهود التى يبذلونها من أجل احتواء الأزمة المتفاقمة فى قطاع غزة، وتداعياتها الإنسانية الخطيرة. وأكدوا، خلال اجتماع الرئيس السيسى بهم، حرص الولايات المتحدة، والكونجرس بصفة خاصة، على تطوير مجالات التعاون المشترك بين البلدين، إدراكًا لمكانة ودور مصر الإقليمى وجهودها الدءوبة لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة. وشددوا على رفضهم القاطع أى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأكدوا ضرورة العمل على تهدئة الأوضاع فى المنطقة عمومًا، ما يرسخ دعائم الأمن والاستقرار، على المستويين الإقليمى والدولى.

أواخر مايو الماضى، استقبل الرئيس، أيضًا، وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكى، برئاسة السيناتور جيرى موران، بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن زيارات وفود الكونجرس المتتالية لمصر تعكس خصوصية العلاقات بين البلدين، وعُمق شراكتهما الاستراتيجية، وما يجمعهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن الرئيس السيسى يحرص على استقبال هذه الوفود، للتشاور والتنسيق بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، إيمانًا بدور أعضاء الكونجرس المحورى فى دفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

المهم هو أن أعضاء وفد الكونجرس أعربوا، أمس، عن تقديرهم البالغ المواقف المصرية، وحرصهم على مواصلة التشاور والعمل المشترك بين البلدين، لتحقيق أهداف السلام والاستقرار والتنمية بالشرق الأوسط، وأشاروا إلى الأهمية التى توليها مختلف المؤسسات والدوائر الأمريكية للعلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية مع مصر، لافتين إلى أن هذه العلاقات تمثل حجر الزاوية للاستقرار الإقليمى. كما أشاد أعضاء الوفد بالدور المصرى الراسخ فى حفظ الأمن ودعم جهود السلام فى المنطقة، وكذا دور مصر الجوهرى منذ اندلاع الأزمة فى قطاع غزة، سواء على صعيد الجهود المشتركة للتهدئة، أو دورها القيادى فى تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإنسانية، موضحين أن زيارتهم الحالية للمنطقة تأتى فى إطار دعم مسار التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن والمحتجزين ووقف إطلاق النار وخفض التصعيد بالمنطقة.

فى هذا السياق، شدد الرئيس السيسى على خطورة حالة التصعيد التى تشهدها المنطقة بسبب استمرار الحرب فى قطاع غزة، مؤكدًا اعتزام مصر مواصلة جهودها، بالتنسيق مع الشركاء، لإنهاء هذه الحرب التى تسببت فى كارثة إنسانية، ومحذرًا من الخطورة البالغة للتصعيد الإسرائيلى الحالى فى الضفة الغربية، الذى يزيد بشدة من مخاطر تعقيد الموقف الإقليمى. كما شدّد الرئيس على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لوقف هذا التصعيد، والعمل على تنفيذ ما تم التوافق عليه دوليًا ويحظى بشرعية كاملة بشأن حل الدولتين، والذى يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وينقل المنطقة إلى واقع جديد يسوده السلام والعدل والأمن بشكل مستدام، بدلًا من الوضع الحالى الذى يُنذر بالعنف والدمار وإهدار مقدرات الشعوب.

.. أخيرًا، وخلال مناقشة الأزمات المختلفة التى تعانى منها دول المنطقة، أكد الرئيس السيسى، أو جدّد تأكيد، موقف مصر الثابت بدعم كيان الدولة الوطنية، واحترام سيادة الدول، وتماسك مؤسساتها الوطنية، على النحو الذى يمكنها من القيام بدورها وملء الفراغ الذى يتسبب فى انتشار الإرهاب. ولدى تناول الأوضاع السودانية، أكد الرئيس مواصلة مصر جهودها المكثفة لوقف إطلاق النار ودعم جميع المسارات التى تؤدى للتوصل إلى حل سياسى يعيد للسودان أمنه واستقراره، ويحفظ مقدرات شعبه الشقيق.