الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار ماما الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار ماما الشهيد الذي ولد في قيصريّة الكبَّادوك في أواسط القرن الثالث. ولدته أمّه التقيّة في السجن الذي طُرحت فيه بسبب إيمانها، وما لبثت أن ماتت. ترّبى على يد امرأةٍ تقيّة. عُهد إليه رعاية الغنم، فأمسى على مثالها وديعًا حليمًا يناجي ربّه طوال النهار، متأمّلاً بجمالات الطبيعة، رافعًا التمجيد والشكران إلى خالق السماء والأرض. أعلن إيمانه أمام الملك أورليانس الذي راح يضطهد المسيحيّين ويدفعهم إلى نكران المسيح وعبادة الأصنام. فتحمّل ماما عذابات مريرة، ثمّ استُشهد وله من العمر 15 سنة، سنة 275.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: قال صاحب المزمور: "خَمرٍ تُفَرِّحُ قَلبَ الإِنْسان لِكَي يُنَضِّرَ الزَّيتُ الوُجوه ويُسنِدَ الخُبزُ قَلبَ الإِنْسان". بالنّسبة للمؤمنين بيسوع المسيح، فإنّه هو المأكل والمشرب والخبز والخمر. إنّه الخبز، عندما يعطينا القوّة والثبات، وفق كلام بطرس: "وإِذا تَأَلَّمتُم قَليلاً، فإِن إِلهَ كُلِّ نِعمَة، الإِلهَ الَّذي دَعاكم إِلى مَجْدِه الأَبَدِيِّ في المسيح، هو الَّذي يُعافيكمَ ويُثَبِّتُكم ويُقَوِّيكم ويَجعَلُكم راسِخين" وهو الشراب والخمر عندما يُفرحنا، وفق ما ذكر صاحب المزمور: "فَرِّحْ نَفْسَ عَبدِكَ فإلَيكَ أيّها السَّيِّدُ رَفَعتُ نفْسي" .
نستمدّ كلّ قوّة وصلابة وثبات وسرور وفرح فينا، لتحقيق وصايا الله واحتمال المشقّات والعمل في الطاعة والدفاع عن البرّ، نستمدّ هذا كلّه من قوّة هذا الخبز أو فرح هذا الخمر. طوبى لمَن كان عمله قويًّا وفرحًا! وبما أنّ أحدًا لا يستطيع ذلك من تلقاء نفسه، طوبى لمَن يرغب بلهفة في التمسّك بما هو بارّ وصادق، ويرغب في التقوّي والفرح في كلّ الأشياء بمَن قال: "طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون" . فإن كان يسوع المسيح منذ الآن الخبز والشراب لقوّة الأبرار وفرحهم، فكم بالحريّ سيكون كذلك في الحياة المستقبليّة، عندما سيعطي نفسه للأبرار بلا قيد أو شرط؟