الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار بيمين
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار بيمين من النسّاك المصريّين، في القرن الرابع.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الحقيقة التي تقضي بأن الإنسان يشارك من خلال عمله في عمل الله خالقه، قد تمّ إبرازها بنوع خاص من قبل الرّب يسوع المسيح حيث كان الكثير من مستمعيه الأولين "قد دَهِشوا" في الناصرة وكانوا يقولون: "مِن أَينَ لَه هذِه الحِكمةُ وتِلكَ المُعجِزات؟ ... أَلَيسَ هذا ابنَ النَّجَّار؟"
في الواقع، كان الرّب يسوع يبشّر بالإنجيل، كلمات الحكمة الأبدية، الذي أوكل إليه وبالأخص يضعه موضع التنفيذ أولاً. لهذا السبب، كان الأمر يتعلق حقا "بإنجيل العمل" لأن من بشّر به كان هو نفسه عاملا، حرفيًا على غرار يوسف الناصري. حتى وإن لا نجد في كلام الرّب يسوع المسيح أمرًا خاصا لمزاولة العمل - أو بالأحرى هناك مرة واحدة نهى فيها عن الانشغال المفرط بالعمل وبوسائل العيش – غير أنّ لحياته في هذا المجال بلاغة لا ريب فيها: إنه ينتمي إلى عالم العمل؛ إنه يقدّر ويحترم عمل الإنسان. ويمكننا قول المزيد: إنه ينظر بحبّ إلى هذا العمل وأوجهه المختلفة، مشاهدًا في كل واحد منها طريقة خاصة في إبداء شبه الإنسان بالله الخالق والأب.
أليس هو من يقول:"أَبي هوَ الكَرَّام"؟... في أمثاله عن ملكوت الله، يشير الرّب يسوع المسيح باستمرار إلى العمل: عمل الرّاعي والفلاّح والطّبيب والزّارع وسيّد المنزل والخادم والمدبّر والصيّاد والتّاجر والصّانع. يتكلم أيضا عن مختلف أعمال النساء. ويقدّم العمل الرّسولي على أنه على صورة عمل الحصّادين أو الصيّادين اليدوي... [ها هو] إنجيل العمل، الكبير على الرغم من أنه خفّي، الذي نجده في حياة الرب المسيح وأمثاله، في ما "عَمِلَ يسوعُ وعلَّم" .