بعد ارتفاعه.. هل تؤدي مقاطعة البيض إلى انخفاض أسعاره؟
ارتفاع جديد شهدته أسعار البيض في مصر مؤخرًا، تبعه دعوات متفرقة من أجل مقاطعة البيض، مثلما حدث مع سلع آخرى مثل بعض أنواع الخضروات ومقاطعة السمك الشهيرة، التي حدثت خلال منتصف العام الحالي، وأدت إلى انخفاض سعره في بعض المحافظات لا سيما الساحلية قبل القاهرة.
واعتاد الشعب المصري على إطلاق حملات المقاطعة مع كل سلعة يرتفع سعرها، من أجل إجبار التجار على تخفيض الأسعار، وعدم استغلال الأزمة الاقتصادية العالمية في الابتعاد بشكل كبير عن السعر الرسمي للسلع الاستراتيجية، ومضاعفة الربح الخاص بهم، لا سيما أن بعض تلك المقاطعات جاءت بنتائج إيجابية.
ارتفاع أسعار البيض
واتساقًا مع ذلك، أعلن أحمد نبيل، عضو اتحاد منتجي الدواجن ونائب شعبة بيض المائدة، أن الزيادة الكبيرة في الطلب على البيض خلال فترة الصيف والسياحة دفعت الأسعار إلى الارتفاع في الوقت الحالي مع مؤشرات قريبة للانخفاض.
واستقرت أسعار الفراخ اليوم عند مستوياتها الأخيرة، بعدما سجلت انخفاضًا بنحو جنيه ونصف للكيلو يوم أمس، وفي المقابل، شهدت أسعار البيض تحركات طفيفة مقارنة بأسعارها السابقة، وبلغ سعر الفراخ البيضاء 66 جنيهًا للكيلو، بينما الفراخ البلدي 110 جنيهات للكيلو.
وإزاء ذلك، دعا رواد السوشيال ميديا إلى مقاطعة البيض من أجل إجبار التجار على خفض الأسعار حتى لا يفسد البيض في ذلك الطقس الحار، بسبب اتهامات المواطنين لهم بأنهم السبب في تلك الارتفاعات المبالغ فيها.
فهل تُجدي المقاطعة نفعًا سواء على صعيد أسعار السلع؟ وكيف كانت السلاح الأول للمستهلكين على مدار التاريخ؟
خبيرة اقتصادية: «لا بد من الرقابة المشددة على الأسواق»
ترى هدى الملاح، الخبيرة الاقتصادية، أن أزمة الأسعار هي اقتصادية في المقام الأول ولكن هذا لا يمنع تلاعب التجار بتلك الأسعار ومحاولة استغلال الأمر، موضحة أن البيض وغيره أصبحت منتجات لها بورصة سلعية، إذ يغير التجار سعرها كل يوم، وهو استغلال للوضع الاقتصادي.
وأوضحت لـ«الدستور» أن الأمر يحتاج إلى رقابة مشددة حتى لا يكون السوق بمفرده ويكون المستهلك فريسة للتاجر، فلا بد من الرقابة في المقام الأول، حتى لا تزيد أزمة غلاء الأسعار واستغلال الأمر من قبل التجار.
وقالت: «إذا لم يتلزم التاجر بالسعر الرسمي للسلعة الذي تحدده الدولة يصبح المستهلك فريسة أمام التاجر لأسعاره غير الرسمية والتي يحقق منها ربح على حساب المستهلك، لذلك فأن الرقابة هي الآلية الأولى التي يمكن من خلالها ضبط بورصة الأسعار».
أما أسعار البيض، فبلغ سعر البيضة الواحدة 5.5 جنيه، وكرتونة البيض الأحمر 155 جنيهًا وتباع للمستهلك بـ160 جنيهًا. كرتونة البيض البلدي 160 جنيهًا وتباع للمستهلك بـ170 جنيهًا، وكرتونة البيض الأبيض 157 جنيهًا، وتباع للمستهلك بـ159 جنيهًا.
وأكدت أن الرقابة على الأسعار ومدى التزام التجار بأسعار السوق الرسمية هي التي ستجبرهم على ذلك، فكل الجهود التي تقوم بها الدولة والمبادرات التي تطلقها من أجل خفض الأسعار لن يكون لها نتائج سوى عبر الرقابة.
مقاطعة الأسماك
لم تكن المرة الأولى التي تظهر فيها دعوات مقاطعة السلع بسبب غلاء أسعارها، ففي أبريل الماضي ظهرت حملة «خليها تعفن» لأكثر من شهر بدأت من محافظة بورسعيد وانتقلت إلى محافظات آخرى وظهرت ثمارها وقتها.
وفي أيامها الأولى سجل السمك انخفاضًا وصل إلى 10%، وبعد مرور أسبوع تم تخفيض أسعار الأسماك من 30 إلى 35%، وتلاها عدة حملات لمقاطعة الأسماك واللحوم والبيض والدواجن على خلفية ارتفاع الأسعار الكبير على أمل أن تؤدي هذه الحملات إلى تحريك الأسعار لصالح المواطن.