إسلام وهيب: الإفروسنتريك تزوير علني.. واعرف بلدك مهتمة بالتاريخ المصري "حوار"
أطلق الروائي والباحث إسلام وهيب مبادرة اعرف بلدك منذ فترة ليست بالقصيرة، كانت المبادرة تعني بزيارة الأماكن التاريخية في مختلف الحقب، الإسلامية، الفرعونية، القبطية، وغيرها، ولاقت مبادرته استحسانا كبيرا من الشباب، فراح ينظم اللقاءات لزيارة الأماكن الأثرية، ولم يتوقف الأمر عند الزيارة لكنه أصدر الكتاب الأول تحت عنوان "اعرف بلدك.. عواصم مصر الإسلامية"، وهو يدشن الآن للكتاب الثاني الذي سوف يطرح قريبا عن مصر القديمة والهوية المصرية، الدستور التقت إسلام وهيب حول المبادرة وكان هذا الحوار..
كيف جاءت مبادرة اعرف بلدك؟
في البداية وقبل الحديث عن أي شيء، أحب أن أخبرك مدى حبي وتعلقي بالتاريخ والحضارة المصرية القديمة كونها حضارة ملهمة، وبالتالي دفعني هذا الأمر إلى المعرفة والقراءة في التاريخ منذُ أن كنت في الدراسة الجامعية، وكان الأمر بمثابة إدمان حقيقي فكلما تعمقت أكثر كلما وجدت نفسك تريد أن تعرف المزيد.
ثم بدأت في عام 2019 أفكر لماذا لا أنقل هذه المعلومات إلى الناس، فالأولى بمعرفة هذه الحضارة أصحابها، وبسبب بعد الناس عن هذا الجانب أصبح هناك جيل كامل لا يعلم شيء عن مصر وتاريخها حتى أبسط المعلومات، وهذا يتمثل في شيء بسيط، أوقف شخص عشوائيًا وأخبره أين تسكن؟، فإذا أخبرك بالمنطقة التي يقطن بها أو ما حولها أسأله لماذا سميت بهذا الأسم؟! نسبة كبيرة لن يُجيب.
لذلك فكرت في تلك المبادرة حتى أقوم بتعريف تاريخ مصر لأبناءها ولذلك سُميت بـ"اعرف بلدك"، ونحن نستهدف بها غير المتخصصين في الآثار لنعرفهم على تاريخ بلدهم حتى نُعزز الانتماء، فالانتماء لا يأتي إلا من خلال التاريخ، ومع انتشار المبادرة ومعرفة الناس بها زادت مسؤلية الأمر لذلك اتجهت لدراسة الإرشاد السياحي وأصبحت حاصلا على دبلومة معتمده في الإرشاد السياحي ليصبح الأمر أكثر احترافية.
كيف جاءت فكرة تحويل المبادرة لكتاب مقروء تحت عنوان "اعرف بلدك.. عواصم مصر الإسلامية"؟
في البداية دعني أخبرك بأن المبادرة التي أسستها عام 2019 تسير على ثلاثة محاور رئيسية وهي:
- الزيارات الميدانية "لشرح التاريخ في الأماكن الأثرية بشكل أسبوعي يوم الجمعة".
- الكتب المنشورة.
- الميديا وهي استغلال للميديا بشكل جيد سواء مواقع التواصل الأجتماعي أو الفيديو.
إذًا كان من البداية هناك خطة موضوعة لنشر كتب عن تاريخ وآثار مصر وقد تم إصدار الكتاب الأول لنا عام 2023 في معرض الكتاب وهو بعنوان "أعرف بلدك عواصم مصر الإسلامية" وكان من خلال دار نشر الرسم بالكلمات وكانت بمثابة بداية تنفيذ الفكرة.
والفكرة باختصار هو تقديم تاريخ وآثار مصر بكل أنواعها فمصر دولة لها تاريخ ضخم ومتنوع " مصري قديم، إسلامي، بيزنطي، بطلمي، حديث ومعاصر" لذلك أنا حريص على تقديم كل هذا من خلال إصدار مجموعة كبيرة من الكتب بإذن الله تعالى.
بفضل الله قد نالت الفكرة نفسها إحسان القاريء بشكل عام وكذلك الناشر أستاذ محمد المصري الذي قرر معي إصدار الكتاب الثاني "الهوية" والذي سيصدر قريبًا جدًا وهو يتحدث عن الهوية المصرية والحضارة المصرية القديمة، "الهوية" ليس كتاب واحد فقط وأنما هي سلسلة متصلة تتحدث عن الحضارة المصرية القديمة من عصر ما قبل الأسرات وحتى وصول الإسكندر الأكبر إلى مصر، وهذا الأمر هام جدًا وأصبح على المصري معرفته حتى أنني أطلق عليه دائمًا " المعلوم من التاريخ المصري بالضرورة" خاصةً مع العبث الذي يحدث من المركزية الإفريقية "الإفروسنتريك" ولذلك خصصت في الجزء الأول من الهوية فصل كامل اتحدث فيه عن هؤلاء المزورين سارقي التاريخ والحضارة.
بما أنك ذكرت الإفروسنتريك.. ما هو رأيك في هذه القضية؟
هذه ليست فقط قضية أنما هي حرب وحرب ضروس، هؤلاء المدعين يريدون السرقة والتزوير العلني لحضارتنا ويحاولون إثبات هذا الأمر بعدد من الخزعبلات التي لا تحمل في طياتها أي دليل أثري واضح، ولكن السؤال الأهم من ذلك كيف لا ينخدع المصرين بتلك الادعاءات الكاذبة وهم مصابون بالهشاشة التاريخية ولديهم معلومات ضئيلة عن حضارتهم العظيمة!! لذلك أنا أرى أن ترسيخ الهوية هو الذي يجعلك قادر على فرز المعلومات والادعاءات التي يفترضها هؤلاء، فعلى سبيل المثال أن الكوشيين أو الأفارقة كانوا أعداء تقليدين لمصر وكانت الملوك ترسل لهم الحملات التأديبية وكانوا قوس ضمن الأقواس التسعة أي أعداء مصر مثلهم مثل الحيثيين أو الأسيويين أو الليبيين وغيرهم، حتى حينما وصل باعنخي إلى مصر وحكمت كوش مصر في الأسرة 25 كان احتلال ويصنف تاريخيًا بأنه احتلال وقد تخلص منه المصريين بعد ذلك من الهكسوس.
لذلك سوف أسرد من خلال كتابي "الهوية" كل الأكاذيب التي يفترضها أصحاب المركزية الإفريقية وأُجيب عليها.
هل هناك كتب أخرى ستصدر فيما بعد من اعرف بلدك؟
بالتأكيد ذكرت لك أني مستمر في إصدار الكتب والزيارات الميدانية كل أسبوع حتى أقوم بتغطية التاريخ المصري بشكل عام واتمنى أن يصل ذلك كل مصري وأن تستمر المبادرة والمعلومات المنشورة حتى تكون على غِرار الموسوعات التي تعيش معانا الآن على الرغم من أن أصحابها قد فارقوا الحياة، فهي بمثابة علم ينتفع به.