رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والعراق مجددًا

على رأس وفد حكومى رفيع المستوى، يضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ووزير التجارة، وعددًا من كبار المسئولين، قام محمد شياع السودانى، رئيس الوزراء العراقى، بزيارة مصر، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس، الثلاثاء، فى مدينة العلمين الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الخارجية، والإسكان، والاستثمار، والبترول. وخلال اللقاء، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للمستوى المتميز، الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين.

تستند العلاقات المصرية العراقية إلى رصيد تاريخى كبير من الأخوة الصادقة، والدعم المتبادل بين البلدين والشعبين الشقيقين. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت هذه العلاقات تطورًا كبيرًا، وملموسًا، سواء على المستوى الثنائى أو عبر آلية التعاون الثلاثى مع المملكة الأردنية، التى تم إطلاقها من القاهرة، فى مارس ٢٠١٩، خلال قمة عقدها قادة الدول الثلاث. وفى سياقات ومناسبات مختلفة، أكدت مصر دعمها الثابت للعراق وحرصها على تفعيل وتنويع أطر التعاون الثنائى، ومتعدد الأطراف، فى مختلف المجالات، و... و... وأملًا فى عودة الدور العراقى الفاعل، على المستويين العربى والإقليمى، وتأكيدًا لحرص مصر على أمن البلد الشقيق واستقراره، شارك الرئيس السيسى، فى مثل هذا الشهر، منذ ثلاث سنوات، فى «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، وناقش مع قادة ثمانى دول، عربية وأجنبية، سبل مكافحة الإرهاب وتعزيز مسار الحوار البناء، لإقامة تكامل اقتصادى بين العراق ودول الجوار والدول الشقيقة والصديقة.

من هذا المنطلق، حرص الرئيس السيسى، خلال لقاء أو مباحثات، أمس، على تأكيد، أو إعادة تأكيد، دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا دعمها جهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية بالبلد الشقيق، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربى. وتوافق مع رئيس الوزراء العراقى على أن الظروف الراهنة تستوجب تكثيف العمل العربى المشترك، على المستويين الثنائى والجماعى، وأيضًا من خلال آلية التعاون الثلاثى، المصرية العراقية الأردنية، مؤكدَيْن مواصلة العمل على إنجاح مشروعات هذه الآلية وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجًا للتعاون العربى والتكامل الإقليمى. 

تباحث الجانبان، أيضًا، بشأن التعاون الثنائى القائم، خاصة فيما يتعلق بالجهود الجارية لزيادة الاستثمارات المتبادلة والمشتركة، والتعاون فى مجالات البنية التحتية والتنمية العمرانية والسياحة والطاقة والنقل والصناعة، بهدف الاستغلال الأمثل لموارد البلدين. وفى هذا السياق، أشاد رئيس الوزراء العراقى بما تمتلكه مصر من خبرات واسعة، وبما حققته من نجاحات مشهود لها، فى تلك المجالات.

مع بدء المائة يوم الثانية من توليه رئاسة وزراء العراق، زار «السودانى» مصر، فى مارس ٢٠٢٣، وبعد أن استقبله الرئيس السيسى، فى قصر الاتحادية، وتبادل معه وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وترأّس معه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، جلسة مباحثات موسعة شارك فيها عدد من الوزراء وكبار مسئولى البلدين، وناقشا محاور وجدول أعمال اجتماعات الدورة الثانية لـ«اللجنة العليا المشتركة المصرية العراقية»، التى انعقدت برئاستهما، فى يونيو التالى، وانتهت بتوقيع ١١ وثيقة تعاون، ووضع تصورات تفصيلية لتعزيز التكامل الاقتصادى والدخول فى شراكات تجارية واستثمارية، تخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، بعد مناقشة التحديات، التى قد تحول دون تعزيز التعاون المشترك، ودراسة سبل التغلب عليها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مباحثات أمس، شهدت تبادل الرؤى بشأن سبل الخروج بالإقليم من الأزمات الخطيرة، التى تعصف به، وتهدّد استقراره ومقدرات شعوبه، وتوافقت، أو تطابقت، آراء الجانبين بشأن ضرورة التهدئة وخفض التصعيد الإقليمى، وأكد الرئيس السيسى ورئيس الوزراء العراقى ضرورة قيام المجتمع الدولى بالضغط المكثف، لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشدِدَّيْن على ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التى يشهدها القطاع، والتوقف عن التصعيد الإسرائيلى المستمر فى الضفة الغربية، مع ضرورة إطلاق مسار سياسى جاد، يضمن حصول الشعب الفلسطينى على حقه، المشروع والعادل، فى إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو السبيل المستدام لإرساء السلام والأمن والتنمية فى منطقة الشرق الأوسط.