أحمد شبلول يكشف تفاصيل احتفالية نادي القصة بـ محمد حافظ رجب (خاص)
يعقد فرع نادي القصة بالإسكندرية، برئاسة الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول، أمسية في محبة الكاتب الكبير الراحل محمد حافظ رجب، وذلك في السابعة مساء الخميس 29 أغسطس الجاري، بخان السحر في لوران بالإسكندرية.
في محبة محمد حافظ رجب
يتحدث في الأمسية كل من، محمد عباس علي، محمد محمود الفخراني، وأحمد فضل شبلول، وتدير الندوة الكاتبة آمال الشاذلي عضو مجلس إدارة فرع نادي القصة بالإسكندرية.
وقال “شبلول” لـ “الدستور” أن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة من الندوات التي تحتفل بأسماء الكتَّاب الراحلين في مدينة الإسكندرية، وليس شرطًا أن يكون هذا الاحتفال في ذكرى ميلاد أو ذكرى وفاة. فالأعمال الإبداعية الجادة والمؤثرة لا تحتاج إلى مناسبة معينة كي نحتفل بأصحابها ورموزها.
ومحمد حافظ رجب واحد من هذه الأصوات الإبداعية الجادة والمؤثرة والمجدِّدة في مسيرة القصة العربية المعاصرة، وقد ظل طوال سنوات إبداعه وفيًّا لهذا الفن الأدبي المهم وأنجز من خلاله المجموعات القصصية: "عيش وملح" (مشترك) ثم "غرباء" 1968 و"الكرة ورأس الرجل" 1968، و"مخلوقات براد الشاي المغلي" 1972 وطبعة ثانية 1994 و"حماصة وقهقهات الحمير الذكية" 1992، و"اشتعال الرأس الميت" 1992، و"طارق ليل الظلمات" 1995، و"مقاطع من جولة ميم المملة" 1998، و"رقصات مرحة لبغال البلدية" 2000.
وهو من مواليد الإسكندرية عام 1935 ورحل عام 2021 عن 86 عاما، وهو صاحب الصيحة الشهيرة التي انتشرت في أوساط جيل الستينيات "نحن جيل بلا أساتذة". وقد ذكره معجم أكسفورد بإنجلترا، فقال عنه: "كاتب قصة أسهم في إدخال شكل جديد للقصة القصيرة في مصر".
وعن الشخصيات في أعمال محمد حافظ رجب القصصية قال الناقد محمد السيد عيد: الشخصيات عند حافظ رجب ليست من البشر فقط، بل من الجماد أيضا. إن الجماد عند كاتبنا كائن حي له أحاسيسه ومشاعره وحركاته ولوازمه كالإنسان. وإمعانا في كسر المألوف لا يعطي حافظ رجب أبطاله أية أسماء بل يكتفي أحيانا بمجرد حرف دالا على الشخصية".
ويقول عنه الناقد د. محمد السيد إسماعيل "بدأ حافظ رجب كتابة قصص لمجلة "القصة"، منها قصة عن زنوج أميركا بعنوان "الأنشوطة"، ومنها قصص عن حفاة الإسكندرية الذين مثلوا عالمه الأثير وكان منتميًا لهم وصوتهم المعبر عن آلامهم. وبذلك كثرت قصصه عن الأحياء الشعبية والفرد المأزوم الذي كان محور اهتمامه وليس الجماعة كما كان سائدًا في الأدب الواقعي آنذاك".
وفي حوار للكاتب أحمد فضل شبلول مع محمد حافظ رجب سأله: هل أنصفك النقد والنقاد سواء أثناء ممارستك للكتابة، أو بعدها؟ فأجاب محمد حافظ رجب: كانت صدمة الكتابات الجديدة شديدة على الأدباء والنقاد صدمة هزت استقرارهم الواهي.. فالمرحوم فريد أبو حديد اعترف في كلمة له بالثقافة الجديدة بأن إحدى قصصي مخيفة: خلفها أسرار مرعبة، أما باقي نقاد مجلة الثقافة فقد اتهموني بتعاطي الحبوب المخدرة، كما كتب ناقد تقدمي (يقصد سامي خشبة) تحت عنوان ضخم (الكرة ورأس الرجل بين ضياع المنهج وضياع النتيجة)، كما كتب محمود أمين العالم في "المصور" كلمة لا بأس بها تحت عنوان (التعقيد المفتعل غربة عن الشعب والحقيقة)، كما كتب أحد صبيان التقليدية المصرية (المغرور الموهوم المبشر بسعادة الإنسانية)، كما قال يحيى حقي إن كتابته سريالية.
وعندما سأله شبلول: ما رأيك في مسألة تقسيم الأدباء من حيث الزمن والإقليمية والانتماء السياسي؟ أجاب إن القاهرة تستبد بمكانتها، إنها غانية تجمع حولها كل الهائمين بها، إن الأقاليم في حاجة إلى تنفس صحي من الداخل.