باحثة تكشف محاور خطة الرد الانتقامى الإيرانى على إسرائيل
قالت سمية عسلة، الباحثة في الشأن الإيراني، إن المفاوضات دائمًا تسير في اتجاه إيجاد حل سياسي واستبعاد الحل العسكري وما يتبعه من سيناريو الانزلاق لحرب شاملة، إلا أن الوضع الآن مختلف في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة، فطرفا المفاوضات هما من القادة العسكريين سواء كان نتنياهو أو يحيى السنوار.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الانتصار من وجهة نظر نتنياهو هو حصد أكبر عدد من رءوس المدنيين والأبرياء الفلسطينيين لتغطية فشله في القضاء كليًا على قدرات حماس العسكرية، فعلى مدار 10 أشهر من حرب غزة لم تستطع قوات الاحتلال سوى القضاء على 30% فقط، من قدرات حماس.
عدم التنازل واستغلال الجبهات الموحدة
وأضافت عسلة، أن النجاح من وجهة نظر يحيى السنوار هو عدم التنازل أمام نتنياهو واستغلال الجبهات الموحدة الآن تحت قيادة إيران التي أجلت الرد على إسرائيل حتى انتهاء المفاوضات ومعرفة نتائجها.
وتابعت: "يبدو أن المفاوضات في الدوحة فشلت والوسيط المصري أصبح يُدرك تمامًا مواصلة العبث الإسرائيلي الواضح وعدم جديته في الوصول إلى صفقة تنهي أزمة غزة وتعيد المحتجزين، وهو ما يتفق مع تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي جالنت، الذي اتهم نتنياهو علنًا أنه السبب الرئيسي في فشل المفاوضات.
موعد الرد الإيراني
وأكملت: كباحثين في الشأن الإيراني نتوقع قرب موعد الرد على إسرائيل، ولكن ننظر الآن إلى طبيعة هذا الرد وقوته وتوقيته خصوصًا أنه تأخر لأكثر من أسبوعين بعد مقتل "هنية" في طهران وتصريحات خامنئي ومستشاريه بأن الرد سيكون قويًا ومزلزلًا.
ولفتت "عسلة" إلى أن معالم الرد الإيراني المرتقب تظهر من تقرير نشرته الأمم المتحدة الأربعاء، مؤكدًة أنها حصلت على بيان من البعثة الإيرانية، حددت فيه طهران 3 محاور رئيسية للرد المتوقع على اغتيال هنية، حيث تتهم إيران إسرائيل بالضلوع في العملية، بينما لم تعلّق الأخيرة رسميًا على الاغتيال.
وهذه المحاور الثلاثة في الرد هي معاقبة إسرائيل، وردعها عن شنّ هجمات مماثلة في المستقبل، وأن يتجنّب أي رد فعل عكسي يمكن أن يؤثر سلبًا على الهدنة المرتقبة في غزة.
وبناء على تصريحات لمسئولين إيرانيين فمن المتوقع أن يكون الرد استخباراتيًا باستهداف شخصيات إسرائيلية بارزة خارج حدود إسرائيل، ولعل هذا السيناريو متوقع ومطروح بقوة ويتخذه الجانب الإسرائيلي في عين الاعتبار، فقد شاهدنا رئيس الموساد يحضر مفاوضات الدوحة ويبيت ليلته داخل طائرته وسط تأمين وحراسة مشددة.
وتابعت المتخصصة في الشأن الإيراني، أن التقارير الدولية تدعم ذلك السيناريو خاصة مع تحليق مسيرات حزب الله اللبناني فوق منزل نتنياهو في تل أبيب، وسبقها تحليق مسيرات إيرانية فوق حقل كديش الإسرائيلي وتصويره قبل عملية استهداف مجدل شمس بـ24 ساعة.
حدود الرد الإيراني ضد إسرائيل
وأشارت عسلة، إلى أنه يمكن توقع حدود الرد الإيراني أيضًا، فيما قامت به طهران من هجمات سيبرانية على حملة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك حملة كامالا هاريس، ما قد يجعل الرد الإيراني من خلال هجمات سيبرانية على الولايات المتحدة وإسرائيل علمًا بأن إيران تعد خامس قوة سيبرانية في العالم وقادرة من خلال مثل تلك الهجمات على إحداث خسائر اقتصادية وأمنية فادحة داخل إسرائيل وأمريكا.
ولكن في كل الأحوال أريد أن أشير إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لتسعى للتصعيد مع إيران، وتحاول ألا ينزلق الأمر إلى حرب شاملة والصراع إقليمي في وقت لم تحسم فيه نتائج الانتخابات الأمريكية وسط مخاوف إيرانية من أن يفوز دونالد ترامب بالرئاسة ويوجه ضربات اقتصادية قوية لإيران بإعادة العقوبات عليها بشكل مضاعف.