محمد عزت الأمين العام لـ«الأعلى للشئون الإسلامية»: ترجمة معانى القرآن لـ11 لغة ونعمل على تحقيق نهضة للدعوة (حوار)
قال الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور محمد عزت، إن وزارة الأوقاف تشهد حالة من النشاط والتحفيز الإيجابى مؤخرًا، منبعها وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهرى، الذى حرص منذ اليوم الأول لتوليه المنصب على خلق بيئة عمل إيجابية محفزة قائمة على الاعتراف بالفضل وتقدير كل جهد يبذله رجال الأوقاف فى سبيل نشر الدعوة والدفاع عن القيم الإسلامية العليا، والتصدى للتطرف وتفنيذ أكاذيب جماعاته.
وأضاف أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يستعد لإطلاق المؤتمر الدولى الخامس والثلاثين للأوقاف، مطلع الأسبوع المقبل، يومى ٢٥ و٢٦ أغسطس الحالى، تحت عنوان «دور المرأة فى بناء الوعى»، بهدف تعزيز دور المرأة فى المجتمع وإشراكها فى بناء الوعى.
وأشاد «عزت» بنهج «الأزهرى»، وعلمه الغزير، واطلاعه الواسع، وإخلاصه فى العمل، وحرصه الدائم حتى قبل توليه منصب وزير الأوقاف، على نشر الإسلام السمح الوسطى الذى يرفض التشدد ولا يقبل بالتفريط.
■ حمَّلكم وزير الأوقاف ثقة ودعمًا كبيرًا خلال المؤتمر التحضيرى لمؤتمر الأوقاف الدولى.. فما قراءتكم لاستراتيجية «الأزهرى» فى العمل؟
- الدكتور أسامة الأزهرى، منذ اليوم الأول له فى وزارة الأوقاف وهو يتعامل بكل تقدير واحترام مع جميع العاملين فى الوزارة: القيادات والموظفين والعمال.
ونلمس منه التقدير على أبسط الأشياء، فهو صاحب منهج واضح وهو «البناء والتكامل بين قيادات المؤسسة الواحدة»، ومنهجه يجعلنا نبذل قصارى جهدنا لنحقق النجاح بتوجيهاته ودعمه اللا متناهى خلال فترة وجيزة، وهو صاحب فضل كبير فى صناعة النجاح فى جميع ملفات العمل فى الوزارة ومؤسساتها المختلفة.
وأستطيع أن أقول إن لديه مهارة خلق بيئة العمل المناسبة لتعزيز القدرة الإنتاجية وزيادة الولاء والانتماء للعمل الدعوى والإدارى، فهو دائمًا يحفز على الإنتاج والابتكار العلمى والمعرفى، ويقابل ذلك بالتقدير والعرفان.
وهو عالم جليل، يتميز بعمقه العلمى وفهمه الواسع للشريعة الإسلامية، فضلًا عن أنه عالم موسوعى متعمق فى العلوم كلها، وله مساهمات كبيرة فى نشر المعرفة الدينية من خلال محاضراته وكتبه، وله أسلوبه السلس المميز فى تناول القضايا الدينية بمرونة واعتدال، مما جعله من أبرز الشخصيات المؤثرة فى الساحتين الدينية والثقافية.
■ سبق لوزير الأوقاف أن أشار إلى تحويل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لمنصة علمية عالمية، كيف سيحدث هذا؟
- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنشئ سنة ١٩٦٠، ويعد نافذة تطل بها مصر على العالم لنشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير، والتعريف بالإسلام عقيدة، وشريعة، وأخلاقًا، بين شعوب العالم، وتوثيق الروابط، وتحقيق التعاون، والتنسيق مع الهيئات والمؤسسات والقيادات الدينية فى مختلف أنحاء العالم، والرد على ما يثار ضد الإسلام من شبهات، من خلال لجانه العلمية التى تضم فى عضويتها كبار العلماء من الأزهر الشريف والجامعات المصرية ممن لهم قدم راسخة فى العلم.
وخلال الفترة المقبلة وبتوجيهات من الوزير سنعمل على استعادة نشاط المجلس ومكانته الرائدة، حتى يكون فى الصدارة، سواء فى مصر أو خارجها، وسنعمل على خلق نهضة حقيقية للدعوة بشتى الصور والوسائل.
ومن المتوقع أن نفعل دور المجلس فى أسرع وقت، من خلال تقديم المنح الدراسية للطلاب الوافدين، فضلًا عن الإصدارات العلمية فى مجال الفكر الإسلامى وقضايا التجديد باللغة العربية واللغات الأجنبية، كما أن المجلس معنى بحفظ التراث الإسلامى.
وخلال الفترة الماضية قدم المجلس ترجمة معانى القرآن الكريم إلى أكثر من ١١ لغة، وللمجلس الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمر دولى يعقد كل عام، يدعى إليه علماء الفكر الإسلامى وقيادات الرأى الدينى من جميع بلدان العالم، لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية.
■ وما الجديد الذى ستناقشونه فى مؤتمركم هذا العام؟
- يعقد المؤتمر يومى ٢٥ و٢٦ أغسطس الحالى، ويتسق مع المحاور التى أعلن عنها وزير الأوقاف عقب توليه الحقيبة الوزارية، حيث أشار إلى أربعة ملفات يجرى الإعداد لتنفيذها، الأول: محاربة كل صور التطرف الفكرى، والملف الثانى هو التصدى للتطرف اللا دينى المضاد، والملف الثالث هو إعادة بناء الشخصية المصرية الوطنية من منطلق دينى، أما الملف الرابع فهو صناعة الحضارة وتعظيم العلم والاكتشاف والاختراع والإبداع والشغف بالعلم والمعرفة.
وينطلق المؤتمر تحت عنوان «دور المرأة فى بناء الوعى»، فى ضوء رؤية الدولة المصرية لأهمية تمكين المرأة، ونظرًا لأهمية دورها فى العمل الدعوى وتسليطًا للضوء على دورها وجهودها فى مجال الدعوة بوجه خاص، وفى مجالات الحياة وميادين العمل بوجه عام.
وتلعب المرأة دورًا حيويًا فى بناء الوعى على عدة مستويات، التى هى ضمن محاور المؤتمر، ومنها الدينى، والثقافى، وخدمة المجتمع، وبناء الأسرة وتنشئة الطفل، وتمكين المرأة، وكذلك فى تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام.
■ ما الذى تريدون إيصاله من رسائل من خلال المؤتمر؟
- مشاركة المرأة فى شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية تجعل عالمنا الذى نعيش فيه أكثر عدلًا وسلامًا وأمانًا، ورؤيتنا هى تشجيع مشاركة المرأة فى صنع القرار وإدخال وجهات نظر متنوعة، ونحن ندرك أن المرأة لها دور مهم فى تعزيز قيم التعاون والاحترام والتسامح داخل الأسرة والمجتمع، ما يعزز الاستقرار والسلام.
كما أن النساء يسهمن فى نشر ثقافة السلام والتفاهم من خلال التعليم والمشاركة فى الأنشطة المجتمعية التى تعزز القيم الإيجابية، فمشاركة المرأة فى مختلف جوانب الحياة تسهم فى بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وسلامًا.
■ هل جرى إعداد خطة أو ورقة عمل تقدم لكل سيدة من خلال مؤتمركم؟
- بداية لدينا خمسون بحثًا مقدمًا إلينا من عدد من الباحثين من داخل مصر وخارجها، وما نقدمه خلال المؤتمر، ورؤيتنا أن مهمتنا جميعًا هى عمارة الكون ومسئوليتنا الأساسية للوصول للحضارة التى ننشدها جميعًا، وذلك لن يتحقق إلا بمساهمة المرأة الواعية المتعلمة المثقفة لبناء حضارة للإنسانية جميعًا.
■ توجيهات وزير الأوقاف هى تعزيز دور المرأة فى مجال الوعظ والإرشاد وشرح المبادئ الوسطية للإسلام.. ما دور المؤتمر فى ذلك؟
- الواعظات يؤدين دورًا كبيرًا فى ترسيخ قيم المواطنة والانتماء للوطن، ونحن نعمل على تأهيل الواعظات وصقل مهاراتهن لأداء دورهن بمجال الدعوة وخدمة المجتمع، لنؤكد أن المرأة الواعية هى القادرة على صياغة شخصيات مميزة من خلال فهمها لوحى دِينها وواقع مجتمعها، فتصبح سلامًا، حيث حلَّت فى عمل أو منزل.
ونؤكد أن المرأة تمثل إضافة قوية للمجتمع، ترسم صورة حية للواقع من خلال دورها المجتمعى الذى تقوم به.
ولا بد من إبراز مكانة المرأة فى الشريعة ودورها الفاعل فى بناء حضارة الرقى والتقدم والازدهار للإنسانية جمعاء، ولن يكون ذلك إلا عن طريق بناء الوعى الثقافى والدينى والمجتمعى بتربية جيل يخدم دينه ووطنه.
كما أن المرأة المتعلمة المثقفة المسئولة تعى جيدًا طبيعة الدور الذى يجب أن تقوم به، ونؤكد من خلال المؤتمر دور المرأة فى نهضة المجتمع من خلال قدرتها على التغيير الإيجابى، وحضورها الفاعل فى مختلف جوانب الحياة.
الدولة لها رؤية فى تمكين المرأة.. فما رؤيتكم فى هذا الصدد؟
- نحن نعمل وفق رؤية الدولة المصرية؛ لأن المرأة تسهم بشكل كبير فى تعليم وتربية الأجيال الجديدة، ما يؤثر على تشكيل وعيهم وقيمهم، والمرأة تشارك فى الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وتؤثر من خلال العمل المجتمعى والوعى بالقضايا الاجتماعية، والنساء القياديات والمبدعات يلعبن دورًا مهمًا فى تغيير التصورات السائدة وتعزيز الوعى بالقضايا المتعلقة بالمساواة والعدالة.
وتعتبر المرأة عنصرًا أساسيًا فى بناء وتطوير الوعى المجتمعى من خلال مشاركتها الفعالة فى مختلف المجالات.