رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أساتذة التراث والثقافة العربية.. أحمد عمار يجيب عن 10 أسئلة بشأنهم (حوار)

الدكتور أحمد عمار
الدكتور أحمد عمار

يقدم مركز اللغة والثقافة العربية، بـ جامعة القاهرة، سلسلة ندوات ثقافية وفنية وأدبية، بشكل دوري لإحياء ذكرى أساتذة اللغة العربية بالجامعة، تحت عنوان "أساتذتنا" تقديرًا لمشوارهم المثمر والاستفادة من جهود السابقين وتجربتهم العلمية في مجال التراث والثقافة العربية.

كما يحرص المركز على بناء جسور التواصل بين الأجيال المختلفة ثقافيًا وأدبيًا، ولهذا التقت "الدستور" بالدكتور أحمد عمار، أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بـ جامعة القاهرة، ومدير مركز اللغة والثقافة العربية، في حوار خاص لـ"الدستور"، حول أنشطة المركز وتفاصيل سلسلة ندوات "أساتذتنا" التي ينظمها المركز الثقافي.

ما تفاصيل سلسلة ندوات "أساتذتنا" التي يقدمها المركز؟ وماذا تهدف؟

سلسلة "أساتذتنا" نسعى فيها للتركيز على الأساتذة الذين رحلوا عن عالمينا، لأن لهم تأثير كبير جدًا في الثقافة العربية، و"أساتذتنا" المقصود بهم أساتذة قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة القاهرة.

ما قائمة "أساتذتنا" التي حرص المركز على تقديمها للجمهور؟

بدأنا هذه السلسلة، منذ بداية هذا العام، من خلال الاحتفاء بذكرى هؤلاء الأساتذة الكبار، والسلسة ضمت كل من الأساتذة شوقي ضيف، يوسف خليف، عبد المنعم تليمة، سليمان العطار، أحمد مرسي، سيد البحراوي، نصر حامد أبو زيد.

وماذا عن تفاعل الجمهور وطلاب أقسام اللغة العربية والأساتذة بندوات المركز؟

للأسف الندوات والمنتديات الثقافية، لا يوجد بها حضور جماهيري كبير، ولكن على قدر القاعة التي تقام بها الفاعليات، فهي تكون ممتلئة بالطلاب والأساتذة، وهذه المجموعة تكون حريصة على أن تأتي لتستمع لأعمال المفكرين الذين رحلوا من قبل. 

حدثنا عن أحدث ندوات مركز اللغة والثقافة العربية هذا الأسبوع؟

تعد آخر ندوة نظمها المركز، كانت لإحياء ذكرى المفكر الدكتور نصر حامد أبو زيد، هذا الأستاذ الذي تعرض لظلم كبير جدًا خلال فترة طويلة من عمله، ولم يكن الأمر يقتصر على دعوى التفريق بينه وبين زوجته، وإنما أيضًا التفريق بينه وبين تلاميذه، واضطراره لخروجه من وطنه مصر، فوجدنا أنها فرصة هامة لأن يكون نصر حامد أبو زيد أحد المكرمين في مركز اللغة والثقافة العربية.

ولماذا كان من المهم إحياء المركز لذكرى نصر حامد أبو زيد؟ 

لأن فكرة البحث في الضمائر، والنوايا شيء مهين، خاصة فيما يتعلق بالعقيدة والدين، فعندما طُلب من الدكتور نصر حامد أبو زيد إعلانه الشهادة في المحكمة، قال إن إعلان الشهادة في ذاتها فكرة تحمل إدانة لي، فهو ليس في موقف يدينه، فهو رجل يعترف بالله سبحانه وتعالى وبهذا الدين الحنيف، وهو أستاذ الدراسات الإسلامية بالأساس، فهذه من المفارقات العجيبة.

وهل هناك مواقف جمعتك بالمفكر الراحل نصر حامد أبو زيد؟

لم يكن لي الحظ أن يدرس لي الدكتور نصر حامد أبو زيد بالجامعة، ولكني علمت مع الطلاب بهذه الأحداث التي مر بها من خلال الصحف، والحقيقة إنني كنت مشغول جدًا بقضية هذا الرجل الذي وصل إلى مرحلة أن يتم تكفيره ويحكم عليه أيضًا بالتفرقة بينه وبين زوجته، مع الظرف التاريخي التي مر بها الوطن مع ظهور بعض الحركات المتشددة، واعتبر أن ندوة نصر حامد أبو زيد بمركز اللغة والثقافة العربية رد اعتبار ولو بسيط جدًا لهذا المفكر.

قابلت الدكتور نصر مرتين، في الفترة التي رجع القاهرة بها للمرة الأولى من سفره للخارح، في الحفل الذي أقام فيه القسم حفل للتكريم في النادي الاجتماعي، والمرة الثانية، كانت حينما دعانا الدكتور سيد البحراوي ودعا الدكتور نصر حامد أبو زيد، في منزله، ورأيت خفة ظل هذا الرجل (يقصد نصر حامد أبو زيد)، أنه نقلتنا عربية (ميكروباص) وركبت بجانبه، والسائق كان يحاول أن يأخذ جنبًا لنزول الركاب، فقال السائق لنصر حامد أبو زيد “ثواني يا حاج هنزلك”، فلا يعرف أنه أستاذًا جامعيًا أو أي شئ عنه، وحينها تمتم نصر أبو زيد بكلماته معي: “الرجل  حل مشكلتي في كلمتين وقالي يا حاج”! الله يرحمه ويحسن إليه.

وبرأيك.. ما الدروس المستفادة من تجربة الدكتور نصر حامد أبو زيد؟

 أظن أنه علينا أن ننظر إلى هذه التجربة بعد مرور أكثر من 30 عامًا من حدوثها، نظرة مختلفة ومغايرة، فإن احترام المقدس شئ مهم، ولكن احترام حرية التفكير وحرية الرأي والبحث أيضًا أشياء مهمة، والخروج المسائل العلمية إلى العامة شئ مهين جدًا، فحينما خرجت المسألة وقضية نصر حامد أبو زيد، خارج أسوار الجامعة وأصبحت على ألسنة الناس، هذا يعني أنها فرصة لأن ينقل الكثير من الجهال  بعض الأشياء العلمية بشكل غير صحيح.

هل هناك خطة لتوثيق مثل هذه الندوات الهامة لسلسلة "أساتذتنا" فيما بعد؟

بالفعل، نسعى في مركز اللغة والثقافة العربية إلى تحويل هذا المشروع من سلسلة "أساتذتنا" إلى كتاب مطبوع، يضم ما قيل في هذه الندوات التي بها نحيي ذكرى أساتذة اللغة العربية والمفكرين الراحلين.

هل هناك نية للاحتفاء أيضًا بأساتذة اللغة العربية الذين مازالوا على قيد الحياة؟

الأساتذة الذين مازالوا على قيد الحياة، هم أساتذتنا جميعًا ويستحقون الثناء والتقدير، ولكن ما الفكرة وراء الاحتفاء بذكرى رحيل أساتذة اللغة العربية هو أننا فقدنا في قسم اللغة العربية، من سنة 17 حتى اليوم أكثر من 10 أساتذة تساقطوا واحد وراء الآخر، من جيل الكبار، فقدناهم في السنوات الماضية، تاركين تأثيرًا كبيرًا في الأجيال الحالية والقادمة، فأردنا أن نقول لهم  "شكرًا" تلك الكلمة التي لم نستطع أن نقولها لهم خلال حياتهم، فنقولها اليوم في ذكرى رحليهم.

وبالفعل أقام المركز عدد من الندوات الثقافية، لمجموعة كبيرة من الأدباء والمفكرين الذين على مازالوا على قيد الحياة، مثل الكاتب إبراهيم عبد المجيد، والدكتور حسين حمودة والدكتور سامي سليمان، وغيرهم.

ماذا استعدادات مركز اللغة والثقافة العربية للندوة القادمة؟

لدينا لقاء يوم 27 أغسطس القادم، مع اسم كبير أيضًا، من أساتذتنا وهو الدكتور محمود علي مكي، الذي سبق وتولى رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، ولها إسهامات كثيرة في التراث العربي والتأليف والترجمة.