كيف ساهمت "حياة كريمة" في تحسين البنية التحتية بالقرى النائية؟

تعتبر مبادرة "حياة كريمة" واحدة من أهم المبادرات المهمة التي أطلقتها الحكومة خلال السنوات الماضية؛ لتحسين جودة الحياة في القرى النائية والمناطق الريفية الأكثر احتياجًا، وتستهدف المبادرة تحسين الظروف المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية لملايين المصريين الذين يعيشون في هذه المناطق، من خلال تطوير البنية التحتية وتحديثها بشكل شامل.

لذلك نعرض خلال السطور التالية بعض جهود الحكومة متمثلة في مبادرة حياة كريمة لتحسين البنية التحتية بالقرى النائية.

تحسين شبكات المياه والصرف الصحي

أحد أهم جوانب البنية التحتية التي شهدت تطورًا كبيرًا بفضل مبادرة "حياة كريمة" هو شبكات المياه والصرف الصحي. في العديد من القرى النائية، كانت هناك مشكلات كبيرة تتعلق بتوفر المياه الصالحة للشرب وعدم وجود شبكات صرف صحي مناسبة، من خلال المبادرة، تم تنفيذ مشروعات ضخمة لمد شبكات المياه وإصلاحها، وكذلك إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مما ساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل الأمراض الناتجة عن تلوث المياه.

ففي إطار المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة"، التي أُطلقت في العام المالي 2021/2022، تم تنفيذ نحو 739 مشروعًا في مجال الصرف الصحي و723 مشروعًا لوصلات الصرف الصحي في القرى الأكثر احتياجًا، مما ساهم في تحسين خدمات الصرف الصحي من 20% إلى 90% في تلك المناطق.

وفي عام 2022، خصصت الحكومة المصرية حوالي 120 مليار جنيه لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ضمن مبادرة "حياة كريمة"، ومنذ بدء المرحلة الأولى تم صرف نحو 100 مليار جنيه على خدمات متنوعة تشمل المياه والصرف الصحي والكهرباء.

تطوير شبكات الكهرباء والطاقة

وشهدت القرى النائية أيضًا تحسينات ملحوظة في شبكات الكهرباء بفضل مبادرة "حياة كريمة"، وقد تم تحديث شبكات الكهرباء القديمة وتوسيعها لتغطية جميع المنازل والمزارع في المناطق المستهدفة، كما تم توفير حلول طاقة نظيفة ومستدامة، مثل تركيب الألواح الشمسية في بعض القرى، مما أسهم في توفير الكهرباء بشكل مستمر وموثوق.

على سبيل المثال نجحت مبادرة حياة كريمة فى تغيير محولات الكهرباء القديمة قرية أبوسمبل في أسوان التى كانت تعمل بجهد منخفض إلى أكشاك تعمل بالجهد العالى.

تأهيل الطرق وتطوير وسائل النقل

تعتبر مشروعات الطرق من أهم المكونات التي ركزت عليها مبادرة "حياة كريمة"، حيث تم تأهيل وترصيف الطرق الداخلية بين القرى وتحديث الطرق الرئيسية التي تربط القرى بالمراكز الحضرية، هذا التطوير ساهم بشكل كبير في تسهيل حركة السكان ونقل المنتجات الزراعية، مما أدى إلى تحسين الاقتصاد المحلي وزيادة فرص العمل.

وسعت المبادرة إلى رصف ورفع كفاءة الطرق للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين والاهتمام في قرى ومراكز محافظة الشرقية، بالإضافة إلى توفير بيئة جاذبة للاستثمار خاصة في ظل المشروعات الاستثمارية التي جاءت منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية.

أبرز جهود "حياة كريمة" لمساعدة متضرري السيول

بناء وتجديد المدارس والمراكز الصحية

إلى جانب تطوير شبكات البنية التحتية الأساسية، ركزت المبادرة أيضًا على بناء وتجديد المدارس والمراكز الصحية في القرى النائية، تم إنشاء فصول دراسية جديدة وتجهيز المدارس بالتقنيات الحديثة، مما ساعد على تحسين مستوى التعليم، كما تم تطوير المراكز الصحية لتقديم خدمات صحية شاملة للمواطنين، بما في ذلك حملات التطعيم والفحوصات الدورية.

وعلى صعيد المستوى التعليمي تم تنفيذ 2432 مشروعًا شمل 25 ألف فصل دراسي بين إنشاء وصيانة، في إطار المبادرة. كما تم إنشاء 1131 مشروعًا بإجمالي 15332 فصلًا، و1301 مشروع لتطوير ورفع كفاءة المباني المدرسية، وفقًا لتصريحات الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق.

وعلى المستوى الصحي، ساهمت مبادرة "حياة كريمة" في تدشين وتطوير أكثر من 1105 وحدة رعاية صحية وفقًا لمعايير منظومة التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى تطوير 24 مستشفى مركزي و369 وحدة إسعاف، كما تم توريد 400 سيارة إسعاف لخدمة سكان 1477 قرية في المرحلة الأولى من المبادرة، والذين يتجاوز عددهم 17 مليون مواطن.