رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة "القنبلة القذرة".. كيف تستخدم روسيا "كورسك" لتورط أوكرانيا مع المجتمع الدولى؟

كورسك
كورسك

منذ بداية أغسطس 2024، كثفت روسيا هجماتها الإعلامية ضد أوكرانيا، واتهمت القوات الأوكرانية بأنها تقوم باستفزازات في محطة الطاقة النووية بكورسك، وذلك على خلفية هجوم أوكراني في منطقة كورسك، ما أدى إلى انتكاسات كبيرة للجيش الروسي، حيث تزعم روسيا على وجه التحديد أن أوكرانيا تخطط لاستخدام محطة الطاقة النووية كورسك التي تم الاستيلاء عليها إما للتبادل مع محطة الطاقة النووية زابوريزهيا أو لخلق تهديد نووي وهو ما يمكن ربطه بشكل واضح بخسائر روسيا العسكرية في الأسابيع الأخيرة.

من جانبها، نفت وزارة الخارجية الأوكرانية هذه الاتهامات بشدة، مشيرة إلى أن أوكرانيا ليس لديها خطط، ولم يكن لديها خطط على الإطلاق، لإنشاء أو استخدام "القنابل القذرة". تعمل هذه الادعاءات الكاذبة من قبل روسيا على تقويض الثقة في أوكرانيا وتبرير المزيد من الإجراءات العدوانية من قبل موسكو.

وأكدت أوكرانيا بحزم أن الاتهامات بتطوير أو استخدام "القنابل القذرة" هي أكاذيب لا أساس لها من الصحة، تنشرها روسيا بهدف تشويه سمعة البلاد على الساحة الدولية. ومثل هذه المعلومات المضللة لا تفتقر إلى أي أساس فحسب، بل إنها خطيرة للغاية أيضًا، لأنها قد تؤدي إلى تصعيد التوترات وتخلف عواقب وخيمة على الأمن العالمي، فيما يتعين على المجتمع الدولي أن يتجاهل هذه الاستفزازات ويركز على مواجهة التهديدات الحقيقية التي يشكلها العدوان الروسي.

خطة روسيا

تستهدف روسيا من خلال تلك الهجمات توريط أوكرانيا مع المجتمع الدولي، وذلك لأن روسيا تسرب أنباء غير موثقة مفادها أن أوكرانيا تخطط لاستخدام "القنابل القذرة" أو للقيام باستفزازات نووية، خاصة فيما يتعلق بالهجمات على محطتي الطاقة النووية زابوريزهيا وكورسك.

بالإضافة إلى ذلك، تنشر وسائل الإعلام الروسية بنشاط شائعات مفادها أن القوات المسلحة الأوكرانية بدأت في نشر احتياطيات للسيطرة على كورتشاتوف، المدينة التي يقع فيها محطة كورسك للطاقة النووية. وتُستخدم هذه الادعاءات لخلق حالة من الذعر بين السكان المدنيين وتحويل الانتباه عن إخفاقات روسيا العسكرية على الخطوط الأمامية.

حيث عبر آلاف الجنود الأوكرانيين إلى كورسك في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى أكبر تقدم في الأراضي الروسية منذ بداية الحرب الشاملة قبل ما يقرب من عامين ونصف العام، فيما وواجهت موسكو صعوبة في الرد مع تقدم مقاتلي كييف بسرعة، وكانت المناطق المحيطة ببلدتي سودجا وكورينيفو من بين الأهداف الأولى. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع إن كييف سيطرت على سودجا، مضيفًا أن أوكرانيا تكتسب أراضي في المنطقة، وقال زيلينسكي في خطابه المسائي، يوم السبت، إن العملية تسير على النحو الذي توقعناه بالضبط. 

قالت أوكرانيا إنها لا ترغب في الاحتفاظ بالأراضي التي تسيطر عليها في كورسك، لكنها تأمل في قطع الدعم اللوجستي الروسي الذي يدعم المجهود الحربي في أماكن أخرى على طول خط المواجهة وحماية أراضيها من الهجمات الجوية المدمرة للغاية، فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية يوم الأحد إنها دمرت جسرا ثانيا في كورسك، ما عزز قبضة أوكرانيا على اللوجستيات الروسية، حسب تقرير لصحيفة “نيوزويك”.

الهدف الرئيسي للحملات الروسية ضد أوكرانيا فيما يخص كورسك هو إضعاف الدعم الدولي لأوكرانيا، حيث تحاول روسيا تقويض ثقة حلفائها الغربيين في أوكرانيا من خلال نشر معلومات كاذبة حول الاستفزازات المزعومة واستخدام الأسلحة النووية. وتهدف هذه الإجراءات إلى دفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في موقفه ووقف الدعم لكييف، خاصة في ضوء نجاحات أوكرانيا على الخطوط الأمامية.

لقد كثفت روسيا حملاتها ضد أوكرانيا، ونشرت ادعاءات حول الاستفزازات النووية المزعومة التي يجري التخطيط لها في محطتي زابوريزهيا وكورسك للطاقة النووية. وتهدف هذه الادعاءات إلى خلق حالة من الذعر وتقويض الدعم الدولي لأوكرانيا، وهو ما يرتبط بشكل واضح بخسائر القوات الروسية على جبهة كورسك.