خبراء السياحة: «العالم علمين» أحيا الساحل الشمالى ويجذب المستثمرين الأجانب ويزيد العملة الصعبة
نجح مهرجان «العالم علمين»، فى نسختيه الأولى والثانية، فى أن يغير شكل الساحل الشمالى للأفضل، عبر منحه ميزة إضافية لم تكن موجودة من قبل؛ ففى النسخة الأولى من المهرجان، نجح فى استقطاب نحو المليون سائح، وتفوقت النسخة الثانية وجذبت مليونىّ سائح حتى الآن. وعلى مدار ما يقرب من 50 يومًا، استطاع المهرجان أن يلفت أنظار العالم إلى مدينة العلمين الجديدة وإلى الساحل الشمالى ككل، ويستقطب الزائرين من الدول العربية والأجنبية، وذلك من خلال الفعاليات التى قدمها، والتى تنوعت ما بين فعاليات ثقافية ورياضية وفنية، كما ساهم المهرجان فى جذب السياحة الداخلية إلى مدينة العلمين الجديدة، فبعد أن كان يزورها فقط أصحاب الوحدات السكنية بالقرى المختلفة، أصبح الناس من جميع المحافظات يأتون لزيارتها. واستقبلت المدينة- بفضل المهرجان- سياحًا من أوروبا وصربيا وكازاخستان وإيطاليا وبيلاروسيا وسلوفاكيا، إضافة إلى رحلات جوية مباشرة من الرياض إلى مدينة العلمين، وترصد «الدستور» آراء خبراء السياحة فى مهرجان العلمين الجديدة، فى نسخته الثانية، وذلك قبل انتهائه بنهاية شهر أغسطس الجارى.
وزير السياحة: الدولة تتوجه لمضاعفة الاستثمارات بالساحل الشمالى
قال شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، إن منطقة الساحل الشمالى فى مصر تعتبر إحدى أهم المناطق السياحية الواعدة، لافتًا إلى وجود ثلاثة مطارات مختلفة تستقبل الحركة السياحية الوافدة لهذه المنطقة.
وأشار الوزير إلى ما حدث من تطوير للبنية التحتية بمدينة العلمين الجديدة، ما يبرز حجم استثمارات الدولة، مؤكدًا: «تستثمر الدولة مشروعًا ينمو كل عام، وهناك توجه لمضاعفة الاستثمارات». وأوضح: «الموسم السياحى فى مصر خلال أشهر الصيف يتميز بالتنافسية الكبيرة، خاصة فى ظل طول مدته وتمتع المقصد السياحى المصرى بشواطئ خلابة».
رئيس هيئة تنشيط السياحة: مستقبل مصر لـ٢٠ سنة مقبلة
أكد عمرو القاضى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن مهرجان العلمين الجديدة هدفه الرئيسى الترويج لمصر، لافتًا إلى أن رسالة المهرجان هى أن العلمين مدينة آمنة، وأن مصر قادرة على تنظيم الحفلات المتنوعة، إضافة إلى الترويج لمدينة العلمين الجديدة والاستثمارات الموجودة داخلها وتشجيع المستثمرين. وأشار «القاضى» إلى أن «المهرجان يضم العديد من الفعاليات التى جذبت السياحة الداخلية والخارجية، لافتًا إلى أنه قبل ظهور فكرة المهرجان لم تكن هناك حياة ليلية بالساحل الشمالى، وكان الأمر يقتصر على قضاء الوقت على البحر، ولهذا لم تكن المدينة الجديدة تستقبل سياحة خارجية، ولكن وجود مهرجان العلمين واستمرار فعالياته حتى ساعات متاخرة من الليل، جذبا المزيد من السياح.
وتابع: «المهرجان هذا العام كان أكبر فى فعالياته وتنوعه مقارنة بالنسخة الأولى، وسيكون أكثر تطورًا خلال العام المقبل، وهذا يساهم فى الترويج السياحى لمدينة العلمين».
وأشار إلى أن منطقة الساحل الشمالى هى مستقبل مصر لمدة ٢٠ سنة مقبلة، مؤكدًا: «مقومات الساحل الشمالى السياحية تتفوق على أى مقصد سياحى آخر على البحر المتوسط، ونستطيع أن نقدم منتجًا سياحيًا متميزًا خلال الموسم الصيفى، بجانب السياحة الشتوية فى المقاصد السياحية بالبحر الأحمر».
وذكر: «نحتاج إلى بناء المزيد من الغرف الفندقية بالساحل الشمالى، بعد أن أصبحت لدينا مقومات لجعل الساحل الشمالى مقصدًا سياحيًا متميزًا؛ فهناك ٣ مطارات تستطيع من خلالها الوصول إلى المدينة».
هشام إدريس: ارتفاع أسعار الإقامة فى الفنادق نتيجة زيادة الطلب من السائحين
كريم المنباوى: عدد المطارات يزيد من جذب الزوار
رأى هشام إدريس، عضو غرفة شركات السياحة، رئيس لجنة السياحة بحزب «مستقبل وطن»، أن مهرجان العلمين الجديدة قد حقق نجاحًا منقطع النظير فى نسختة الثانية هذا العام؛ بدليل الإقبال الكثيف على حضور الفعاليات والحفلات الغنائية، إضافة إلى استقطابه السائحين العرب الذى يمثلون أكثر من ٤٠٪ من الموجودين بالساحل الشمالى والعلمين، وهذا يعتبر نجاحًا كبيرًا للمهرجان. وأضاف «إدريس»: «ارتفعت أسعار الإقامة بالغرفة الفندقية، نظرًا لزيادة الطلب وقلة الغرف المتاحة، وهذا ساهم فى توفير العملة الأجنبية بشكل كبير وإنعاش الاقتصاد القومى».
ذكر كريم المنباوى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، أن مهرجان العلمين من أنجح الأفكار التى نفذت لدعم وتنشيط السياحة بمصر خلال الـ١٥ سنة الماضية، لأنه وضع الساحل الشمالى على خريطة السياحة العالمية، وأشار «المنباوى» إلى أن العلمين الجديدة مدينة مؤهلة لاستقطاب السائحين والحركة السياحة طوال العام. ونوه بأن توافر المطارات التى تخدم المنطقة سيسهل من زيادة الحركة السياحية الوافدة إليها.
إيهاب الجندى: إطلاق مبادرة «الساحل مكمل»
قال إيهاب الجندى، رئيس لجنة السياحة بالشعبة العامة للمستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أحد المستثمرين بالساحل الشمالى، إن نسبة الإشغالات الفندقية بالساحل الشمالى أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع تصل إلى ١٠٠٪، وفى باقى أيام الأسبوع تصل إلى ٨٥٪، أما نسبة الإشغالات الفندقية فى الإسكندرية فتصل إلى ٩٠٪ خلال الأسبوع كله، وفى مدينة مرسى مطروح تصل إلى ٩٥٪.
ولفت «الجندى» إلى أن مهرجان العلمين هو الذى رفع الإشغالات سواء بالساحل الشمالى أو المحيط القريب؛ فهناك زوار يأتون من الإسكندرية ومطروح لمشاهدة فعاليات المهرجان.
وأكد أن المهرجان ساهم بشكل ضخم فى الترويج السياحى، ليس فقط لمدينة العلمين، ولكن لمنطقة الساحل الشمالى، خاصة مع تنوع فعاليات المهرجان، وإقامة حفلات لنجوم كبار من مصر والوطن العربى، واستمرار فعالياته على مدار الأسبوع وليس فقط فى أيام الإجازات، كما ساهم المهرجان فى الترويج لمدينة العلمين كوجهة استثمارية، وهو ما ساهم فى جذب المستثمرين وتوفير العملة الأجنبية وتوفير فرص عمل. وأشار إلى أن انتهاء امتحانات الثانوية العامة فى ٢١ يوليو الماضى وبداية دخول المدارس الأمريكان فى أول سبتمبر، قد أثرا بشكل كبير على الموسم بالساحل الشمالى، لذا قد تنخفض معه الإشغالات الفندقية بداية من شهر سبتمبر، مناشدًا وزير التربية والتعليم بضرورة وضع الأمر فى الحسبان العام المقبل، مؤكدًا: «انتهاء الامتحانات قبل حلول شهر يوليو يزيد من السياحة الداخلية».
وتابع: «مجموعتى الاستثمارية ستطلق مع بداية شهر سبتمبر مبادرة (الساحل مكمل)، وذلك لاستمرار الحركة السياحية الوافدة على الساحل الشمالى»، لافتًا إلى أن «هذه المبادرة ستشمل تخفيضات كبيرة فى أسعار الغرف الفندقية ستصل إلى ٧٠٪ لجذب المواطنين والسائحين للمنطقة خلال الموسم الشتوى».
وأكمل: «هناك عدد من المجموعات الفندقية بالساحل الشمالى والعلمين الجديدة سيقدم تخفيضات لاستمرار الجذب السياحى على المنطقة، وخاصة لقصر الموسم هذا العام نتيجة تأخر امتحانات الثانوية العامة وبدء الدراسة».