شجرة بعيدة اسمها الصبر
صباح الخير
ومن باب المكاشفة باعترف
إنى وقفت الصبح أتغزل فى شجرة
ضحكت ومالت وشوشتنى بضل
هزت فروعها مع النسيم الرايح
وبالنسيم الجاى بتصحى عصافيرها
مش بس يعنى عشان تزقزقلى
لكن عشان واجب تصحى الشمس
قالت بهمس:
اقعد فى حضنى ولو تحب انعس
قلتلها بس استنى
قالت: بس
عدوا بشر ياما واتمددوا ف ضلى
مكانوش جيرانى أو صحاب أو أهل
وضرورى برضه مايعرفوش اسمى
وبرغم دا
حضنونى قبل مايرحلوا
وحفروا حروف للذكرى على جسمى،
طب إيه حكاية الشجر، تعالوا نشوف:
موسيقى جميلة أوى ولسه مقطوفة حالًا
وناس كتيرة ماليين الشوارع بيسلموا على بعض ويقولوا: مبروك مبروك، كان فى الخلفية شجرة كبيرة تقريبًا أكبر شجرة شفتها فى حياتى شكلها غير كل الشجر.
لما سألت عن اسمها قالولى دى شجرة الحزن بس قالوا إنها لما بتكبر أوى كدا بتموت، أما الحب فشجرته طايرة وشفافة زى القزاز وقلقانة زى الزيبق ماتقدرش تمسكها بسهولة وممكن تجرى وراها العمر كله وماتطولهاش، وساعات تلقاها واقعة فى حجرك وإنت مش على بالك، ولما بتقرب منها أوى بتلاقى بنت جميلة بتعزف كمنجة وهى بتغمزلك وتضحك وتمدلك إيدها وأول ما تقرب تلمسها تختفى، يا بخت عينك لو شافتها لحظة الخجل، وهى بتحوط خدودها بكفتين متحنيين ربانى، راح تعمل إيه يا حزين؟ وسع خيالك حبة، واتأملها لحظة عرسها، هى الأكيدة ونورها سر الكون، هى الندى والشعر والأحلام وهمس العشاق، الأرض والسما، هى الدفا فى ليلة بردانة ونسمة طرية ترد الروح فى بؤونة، مجنونة وطايشة بقلب حنون حدوتة قبل النوم وريحة فجر ورد وضلة تحت شجرة، توت وبيوت عمرانة وصبية خجلانة من كلمة غزل وأم عفية شايلة الدنيا على أكتافها وبتضحك بريئة زى لهفة طفل وصاحية زى جندى ع الحدود وبسيطة زى صباح الخير وراسية زى أهرامها فاتحة دراعاتها لكل حى فى كل حى وعطفة، واللى يرشها بالميا تدفنه تحت رجليها، وتكمل سكتها للنور، شجر الأحلام كتير بس صغير وفيه منه كبير وعالى أوى بس من غير جذور، بس ممكن تتجسد حقيقة قدام عنيك شرط تصدق أحلامك، وتثق فى قدراتك على تحقيق طموحك، لكن ضرورى جدًا تنتبه لأحلام اليقظة، وماتديهاش فرصة تسرق وقتك وطاقتك فى خيال مالوش إيدين ولا رجلين، أما شجرة الرزق، فبتفرش ضلها على قد سعيك ليها، وتزيد وتكبر وتفرع على حسب صفاء روحك، وسلامة نيتك وطيبة قلبك، وإيمانك بالمحبة ومشاركة اللى حواليك فى الخير، أحلى شجرة شفتها كانت الفرح، ولأنها نادرة جدًا، بتبقى محاوطة نفسها بزهرة تزغلل العين، يمكن بتخاف من الحسد، أو مش عايزة حد يقسم معاها فرحتها، ومانكرش إنى اتحرشت بيها، وحاولت أدخلها بس الجناينى العجوز اللى كل ما يتكلم يطلع من بين شفايفه ورود وفراشات قال لى: إن ليها توقيت معين ولما سألته بيكون إمتى شاورلى على شجرة بعيدة اسمها الصبر.