رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئولو ورش المهرجان القومى للمسرح المصرى: أكسبت المتدربين المهارات اللازمة لصناعة «الفنان الشامل»

المسرح
المسرح

عقدت الدورة الـ١٧ للمهرجان القومى للمسرح المصرى ٦ ورش مهمة لإعداد الممثل بشكل شامل، تضمنت الكتابة والإخراج وصناعة الممثل والإلقاء والإخراج والسينوغرافيا، وأخرجت عددًا كبيرًا من المبدعين الذين تدربوا على المفاهيم والعناصر الرئيسية للعمل الفنى.

فى السطور التالية، يتحدث مسئولو تلك الورش، لـ«الدستور»، عن معايير اختيار المتقدمين وأبرز الأنشطة التى تمت داخلها، والبرامج التى تم تدريسها للطلاب، فضلًا عن مخرجات كل ورشة وتفاصيل أخرى.

«الكتابة» استقبال 250 متدربًا.. والنتيجة عرض مسرحى لأول مرة

قال الكاتب المسرحى الدكتور أيمن عبدالرحمن إن ورشة الكتابة استقبلت ٢٥٠ متقدمًا، وبعد إجراء المقابلة معهم تمت تصفيتهم لـ٤٠ متدربًا، خضعوا للتدريب الجيد واستقبلوا المعلومات والخبرات واستفادوا منها فى ظل أجواء مناسبة.

وأضاف «عبدالرحمن»: «بعد إجراء مسابقة للتأليف المسرحى لاختيار أفضل نص العام الماضى، التى كنت فيها عضوًا فى لجنة التحكيم، كتبت فى التوصيات أن هناك أعدادًا كبيرة من الموهوبين الذين يكتبون للمسرح ولديهم مشاكل فى فهم تقنيات الكتابة المسرحية والدراما بشكل عام، ولذلك اقترحنا ورشة الكتابة للتدريب على أسس ومبادئ الكتابة الصحيحة، فالكتابة هى أساس العملية الفنية كلها». 

وتابع: «لأول مرة تسفر الورش بالمهرجان عن عرض مسرحى، يشمل الإخراج والتأليف والديكور والتمثيل، فهى فكرة جيدة ونتاج لورش المهرجان، التى تسجل باسم الفنان محمد رياض رئيس المهرجان، وجميع العاملين فيه». 

وأكمل أن الورشة تعمل على إعداد الكاتب لكى يخطو أولى خطواته على طريق الاحتراف، وكان عنوانها «كيف تكون محترفًا» وركزت على الجانب العملى، فالدراسات النظرية موجودة ومتاحة فى المعاهد والأكاديميات، لكن الدراسة العلمية شىء آخر، إذ يجب أن يكتب الكاتب ويخطئ لمعرفة أخطائه وتفاديها. 

وتابع: «أهم مشكلة تواجه الكاتب فى بداية حياته هى كيف يخترق عالم الوسط الفنى، فهو مجال صعب جدًا، خاصة من المؤلف الذى عليه أن يقنع الجهات المنتجة بموهبته ككاتب، فهنا تكمن المشكلة التى لا تحتاج فقط لموهوب وإنما تحتاج إلى شخصية مقاتلة أيضًا».

«السينوغرافيا» دراسة جماليات التصميم وخامات الديكور

كشف مهندس الديكور حازم شبل عن أن الدورة التدريبية الخاصة بتصميم عناصر العرض المسرحى «السينوغرافيا» استقبلت ٢٩٠ متقدمًا، وتمت تصفيتهم لنحو ٩٠ متدربًا. ولفت إلى أن سوق العمل مفتوحة ومتنوعة من مسارح الدولة والجامعة، والهيئة العامة لقصور الثقافة والمسرح المدرسى وغيرها، فضلًا عن أن أغلبهم لديه الثقة من نتيجة الورش التى تمت من قبل.

وتابع: «هناك معياران لاختيار المتدربين، الأول هو الجدية والاهتمام والرغبة فى الحضور، وهى مؤشرات ظهرت فى مقابلات الشباب الراغبين فى الحضور، لأنهم من محافظات مختلفة، منها البعيدة». 

وأكمل: أما المعيار الثانى فهو أن الورشة تنقسم إلى قسمين، الأول يخص الشكل العام «الورشة الأولى» وأغلب متدربى الورشة العامة حاصلون على الدكتوراه والماجستير، ومنهم من يعملون فى مسرح الجامعة والمستقل والهيئة العامة لقصور الثقافة، ومنهم المتخصصون، ومنهم من المسرح المدرسى ومدرسين وأساتذة فى جامعات ومعاهد فنية وغيرهم. 

وواصل: القسم الثانى هو «الورشة الخاصة»، وهى مسرحية نتاج الدورة التدريبية للتمثيل والإلقاء والسينوغرافيا والإخراج والتأليف، لافتًا إلى أنه بدأ مع المتدربين بالحديث عن التعريف بالمسرح وخباياه وتركيبته بكل تفاصيله، ثم عناصر «السينوغرافيا» والتصميم وجمالياته وأسسه، والتنفيذ وخامات التنفيذ والديكور، وكيفية تعامل المصمم مع زملائه بالعرض المسرحى سواء المخرج أو الممثلين، وكيف يقرأ النص ويتخاطب مع المخرج، وأن يقدم رؤية مبتكرة فى إطار فكرة المخرج وأن يعبر عنها دون خلاف.

«الإخراج»المشروعات تُظهر قدرات ومواهب المتقدمين

عبّر المخرج محسن رزق، مقدم ورشة الإخراج، عن سعادته باختياره من الفنانين محمد رياض وياسر صادق لتقديم الورشة، لافتًا إلى أن هناك فلسفة لاختيار المتدربين، وتم الاتفاق مع إدارة المهرجان على اختيار الموهوبين نظرًا لتقدم عدد كبير لها، على أن تكون لديهم ثقافة مسرحية وشخصيات متنوعة، وعناصر مختلفة من الجنسين بما يمنح الفرصة للجميع.

وقال: «الورشة هدفت إلى تدريب جيل جديد من الشباب فنيًا وثقافيًا، وتضمنت محاضرة تثقيفية شرحت فيها مبادئ الإخراج، ثم نتجت من خلالها مشاريع تعرفت بها على قدرات المتدربين، ومدى استفادتهم منها، كما ركزت على مجموعة من الموضوعات والمهارات الأساسية، حيث كنت أرغب فى تعليم المتدربين كيف يكونون قادة كمخرجين مسرحيين وكيفية اختيار موضوعاتهم». 

وتابع: «تناولت الورشة عناصر العرض المسرحى، وفسرنا كل عنصر على حدة، وتحدثنا عن أنواع المسارح مثل المسرح الإيطالى والمسرح المفتوح والمسرح الرومانى، كما تطرقنا إلى مدارس ومناهج الإخراج، وأيضًا مدارس ومناهج الفن التشكيلى وارتباطها بالفن عمومًا». 

وعن التحديات التى واجهته مع المتدربين، قال: «واجهتنى تحديات عدة، فهناك ثقافة جيلى التى تختلف عن ثقافتهم، وبفضل وجود أبنائى الذين ينتمون لهذا الجيل، فهمت أن لديهم أفكارًا وثقافة معينة، فتعاملت على أساس نقل الثقافة القديمة لهذا الجيل، وتقريب الفجوة بيننا وكان هذا تحديًا شديدًا، والهدف من ذلك كان توضيح أننا نكمل بعضنا بعضًا».

«التمثيل» قياس مستوى كل طالب عبر أداء جزء من مشهد يحبه أو يرتجله

ذكرت الدكتورة هنادى عبدالخالق، أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، أن ورشة التمثيل المسرحى استقبلت ٥٢٤ متقدمًا من مختلف محافظات مصر، وتم تجاوز مشكلة العدد عبر تقسيم المقبولين إلى مجموعتين. 

وأضافت: «فلسفة الورشة هى رفع مستوى الوعى وفهم مصطلحاته ومبادئ وتدريبات فن الممثل»، لافتة إلى أن معايير وأسس اختيار الشباب المتدربين تعتمد على قياس مستوى الوعى، وقياس إحساس الطالب بالمسئولية من خلال المناقشة، كما يقدم كل منهم جزءًا من مشهد يحبه أو مشهد يرتجله لقياس مدى استعداده الفطرى أو موهبته. 

وشددت على أن آفة هذا العصر الذى نعيش فيه هو رغبة كل إنسان أن يمثل، فكل إنسان يرغب فى أن يسمعه الآخرون ويركزوا معه، والتمثيل يحقق هذه الفكرة ويحقق للإنسان أن يعيش حيوات فى ظروف لا يمكن أن يعيش فيها فى يوم من الأيام، وفى نفس الوقت المتلقى دائمًا لديه فضول لمعرفة حياة الآخرين، بالإضافة إلى متعة التمثيل التى تجعل الكثيرين يقبلون على هذا المجال بعيدًا عن فكرة الشهرة والأموال.

«صناعة الممثل» تنمية وتطوير قدرات التركيز لدى المتدرب

أكد الدكتور علاء قوقة، أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية المسئول عن ورشة صناعة الممثل، أنه تم اختيار المتدربين أصحاب المواهب الحقيقية، لأن وقت الورشة يكون بالغ الدقة وصعبًا إلى حد ما، لافتًا إلى أنه تقدم للورشة ١٣٠٠ متدرب، وبعد التصفية وصل عددهم إلى ٤٦ متدربًا أساسيًا، و٤١ متدربًا مستمعًا.

وقال إن الورشة اعتمدت على تنمية قدرات المخ عند الممثل التى من المفروض أنها المسيطر الأساسى على جميع أدواته، فأساسيات الورشة تهدف إلى تنمية وتطوير قدرات التركيز لديه، التى تسمى بـ«التركيز المتعدد» كى يطور جميع أدواته بشكل بانورامى، بدلًا من العمل على الخيال، أو التوافق العضلى فقط، فكنا نعمل على تركيز المخ حتى يؤثر فى كل أدوات الممثل.

«الإلقاء» تعزيز قيم الانضباط والاجتهاد والحب

شدد الفنان والمخرج خالد عبدالسلام، المسئول عن ورشة الإلقاء، على أن العمل الفنى لا بد له من ضوابط، وهناك دعائم تشمل: الانضباط والالتزام بموعد الورشة، وما يطلب من المتدرب من واجبات. 

وبيّن أن الانضباط والحب مهمان للغاية، وهناك علاقة حب دائمًا بينى وبين زملائى وأساتذتى وتلاميذى، فالحب عامل مهم ويكسب المحاضرة متعة وسعادة، وهو ما يسعدنى بشكل كبير. 

وأضاف: «لا أدرس قواعد النطق فقط، وإنما أربى ذائقة المتدرب، وتحدثنا خلال الورشة عن العديد من الموضوعات، ومنها أخلاق الفنان وحب مصر، كما تحدثت عن فن المسرح وتاريخه ونشأته، وأحرص على أن أغرس داخل المتدرب اعتزازه بأنه مصرى ينتمى للفن المصرى الرائد».