رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأسلحة الحارقة.. كيف تبخرت جثامين 1760 شهيدًا فى غزة؟

شهداء
شهداء

أسلحة فتاكة، تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب السابع من أكتوبر حتى الآن في غزة، ليس ذلك فحسب، بل إنها محرمة دوليًا، بسبب استخدامها مواد حارقة، مثل الفسفور الأبيض، والتي تخلف إصابات لا يمكن علاجها وسط خروج أغلب مستشفيات القطاع عن الخدمة.

وأدت تلك الأسلحة إلى وقوع إصابات بالغة لأهالي غزة لا سيما التي تخص الحروق، في وقت يعاني فيه القطاع الطبي من نقص المستلزمات الطبية والخدمات التي تحتاجها إصابات الحروق، ما يؤدي إلى تدهور أوضاع المصابين واستشهادهم في كثير من الأحيان.

1760 شهيدًا تبخرت جثامينهم

واتساقًا مع ذلك، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني بغزة أنها رصدت ما يقارب من ألف و760 شهيدًا تبخرت جثامينهم: "لم نجد لهم أي أثر، بفعل استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا، تتسبب في تبخر الجثامين، ما أدى لعدم تسجيل بياناتهم في سجلات الجهات الحكومية المختصة".

وأشار إلى أن الاحتلال ألقى قرابة 85 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة تسببت في تدمير ما يزيد على 80% من البنية الحضرية و90% من البنية التحتية، منها 17% أسلحة لم تنفجر، وتعتبر مخلفات خطيرة، وتشكل خطرًا على حياة المواطنين بسبب تحييد الاحتلال لطاقم إدارة مخلفات المواد المتفجرة، وتتسبب في خطر مباشر على حياة المواطنين.

واستشهاد ما يزيد على 90 طفلًا نتيجة العبث بمخلفات الاحتلال التي تشبه معلبات الطعام، إذ ارتكب الاحتلال 21 مجزرة في المناطق التي ادعى أنها إنسانية ووجه المواطنين إليها، ما تسبب في 347 شهيدًا و766 مصابًا.

 

«الدستور» في التقرير التالي تحدثت مع عدد من أطباء غزة، حول الإصابات التي حدثت بسبب استخدام الاحتلال الأسلحة المحرمة دوليًا.

 

استشاري تخدير: «الإصابات تدل على استخدام أسلحة محرمة»

الدكتور عمر طه، استشاري التخدير في غزة، يوضح أن الإصابات التي شاهدها وأشرف على علاجها في غزة خلال حرب السابع من أكتوبر، لم يشاهد مثلها من قبل بسبب استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة وبها مواد حارقة مثل الفسفور الأبيض.

يقول لـ"الدستور": "الإصابات تفوق قدرة الكادر الطبي على علاجها، فالاحتلال يستخدم كل الأسلحة المحرمة دوليًا والحارقة، حتى تؤدي الإصابة إلى الوفاة بعد أيام قليلة، ومن يعيش يصاب بتشوه حاد بسبب عدم التعقيم أو العلاج الفوري".

 

قبيل الحرب كانت تعالج عيادات أطباء بلا حدود "غير حكومية" في غزة كل عام 5٫000 من ضحايا الحروق الجدد في حروب وغارات إسرائيلية، ففي العام 2021 عالجت 5540 مصابًا بالحرق، بينما كان عدد المصابين 4591 في عام 2020، وفي عام 2019 كان العدد 3675.

 

 

يوسف أبو الريش: "القطاعات الصحية خرجت عن الخدمة"

بينما يؤكد الدكتور يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة في غزة، أن القطاع الصحي لم يشهد هذا الكم من الإصابات المفجعة قبل حرب السابع من أكتوبر، مما يدلل على أن الاحتلال تعمد استخدام أكثر الأسلحة فتكًا من أجل إيقاع أكبر قدر من الضحايا.

ويقول لـ"الدستور": "جميع القطاعات الصحية التي كانت قبل الحرب متخصصة في علاج هذه النوعية من الإصابات، لا سيما الحروق أصبحت خارج الخدمة، ما أدى إلى زيادة معدل استشهاد المصابين من قصف الطيران الإسرائيلي".

وصل عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 39929 شهيدًا، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 92240 مصابًا.