رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": مفاوضات الهدنة بشأن غزة تمنع اتساع دائرة الصراع.. ومصر تدعم أمن المنطقة

غزة
غزة

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون، أن جهود مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل دعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تسعى لمنع اتساع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

بداية قال الدكتور ماهر صافي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن ‎البيان الثلاثي الصادر عن مصر وقطر والولايات المتحدة حول مفاوضات الدوحة التي جرت يومي الخميس والجمعة بالدوحة، وبحثت وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين؛ يعكس الإدراك العميق للمخاطر المحيطة بالمشهد الحالى بالمنطقة، وينبه إلى أن الوقت قد حان بالفعل للحسم، لأن استمرار الوضع الراهن يقود الإقليم نحو الحرب والمواجهة.

وأوضح صافي، أن هناك شيئًا مختلفًا في العملية التفاوضية هو التدخل الإقليمي  في المفاوضات، لغة البيان الثلاثي جاءت قوية وواضحة، وتبعث على الاعتقاد بأن كل الأطراف؛ سواء الوسطاء أو المفاوضون؛ مدركون تمامًا لأهمية الإسراع فى التوصل إلى اتفاق نهائى في القاهرة الأسبوع القادم يحمل فى عناصره الدعوة لسرعة وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، والتهدئة الإقليمية، وقد تكون مقدمة للتوصل لاتفاق قريب الذى طال انتظاره لوضع حد للمعاناة القائمة فى قطاع غزة، والجرائم الوحشية التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد السياسي الفلسطيني، أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورًا مهمًا من أجل الدفع نحو التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وبغرض خلق ديناميكية جديدة تتيح أطرًا لحماية الفلسطينيين وإيقاف المجازر وحرب الإبادة وحقن الدماء، والبحث عن أفق جديد للمرحلة القادمة وتفويت الفرصة على اليمين المتطرف فى إسرائيل لاستمرار خلط الأوراق والتلاعب بمقدرات المنطقة من أجل البقاء فى سدة الحكم.

وشدد صافي، على أن الجهود الإقليمية والاتصالات التى تجريها مصر وقطر على أعلى المستويات، والتى تؤكد حرص القاهرة والدوحة على أمن واستقرار وسلامة المنطقة وحمايتها من ويلات الحروب وعزل دعاة التطرف وطردهم من المشهد الإقليمي.

نتنياهو يماطل ويغير شروط التفاوض

فيما قال القبطان محمد أسبيته، رئيس هيئة الموانئ الفلسطينية السابق والقيادي بحركة فتح، إن التصريحات العلنية من جميع الأطراف بمن في ذلك الأمريكيون، الذين قالوا إن الوضع بعد ثلاثة أيام في الدوحة أفضل كثيرًا من الوضع قبل الثلاثة أيام، ولكن دائمًا الشيطان يكمن في التفاصيل وفي إرهاصات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في آخر لحظة. 

وأضاف أسبيته في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نتنياهو يقوم بإرسال وفد المفاوضات ويعطيه جميع أنواع التعليمات، وفي اللحظة الأخيرة يتصل بهم ليغير كل ما قاله لهم، لافتًا إلى أن الوضع الآن كان مرتبطًا بتأخير الرد الإيراني ومحاولة أمريكا والعالم كله بالضغط على إيران لتأخير ردها الذي قالت إنه آتٍ، وكان بتعليمات من المرشد الأعلى خامئني، ولكنه للأسف تأخر حتى الآن، وفي تأخيره شكوك كثيرة بأن إيران على اتفاق مع أمريكا، وإيران تماطل وتحاول أن تصنع لها مجدًا حتى في موضوع اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران. 

وتابع أسبيته: "الآن الانفراجة يتمناها الجميع ويحلم بها الجميع ويطالب بها الجميع، ولكن دائمًا هذه المفاوضات تنتظر اللحظة الأخيرة التي يقرر فيها نتنياهو ماذا يريد أن يفعل، كل هذه المفاوضات بوجود أمريكا وقطر ومصر متعلقة بما هي رغبة نتنياهو فيما يريد؟".

وقال السياسي الفلسطيني، إن نتنياهو يريد أن تكون هناك فترة أولى 42 يومًا وبعد ذلك إما يُسمح له بالقتال مرة أخرى أو قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية 42 يومًا، لأن الصفقة تتحدث عن ثلات مراحل كل مرحلة 42 يومًا، فإسرائيل تريد أن تنهي الصفقة الأولى بأكبر قدر من المكاسب وأن تعرف أسماء المحتجزين الأحياء الموجودين كلهم، وأن تحصل على أكبر قدر من المحتجزين الأحياء، وفي نفس الوقت يعني تقلل خسائرها، تتحدث عن وقف إطلاق النار، ولا تتحدث عن وقف للحرب، فهي تريد أن تعود إلى الحرب، لأن الحرب حتى بعد تبادل الأسرى لم تنته، لأنها مقرونة بانتهاء حماس وبخلق إدارة فلسطينية في قطاع غزة تكون مثل الإدارة في الضفة الغربية متساوية أو متساهلة مع الأمن الإسرائيلي، وهذا ما لم تقبل ولن تقبل به حماس. 

وأكد "أن الوضع شائك وغير واضح الملامح، والموضوع ضبابي جدًا، وتوقفت المفاوضات في الدوحة ولم تتم مناقشة تنفيذ الاتفاق، واتفق الجميع على أن هذا اللقاء في الدوحة لدراسة كيفية التنفيذ وليس دراسة إطار الاتفاق، لأنه شبع بحثًا، مستدركًا "مع ذلك أكرر وأقول الأمر ما زال معقدًا وما زال معلقًا بعقلية نتنياهو العفنة وإلى أين يريد أن يذهب بهذه المنطقة؟، إذا لم يتم الاتفاق يجب أن يكون هناك رد إيراني ورد من حزب الله الذي استعرض صواريخه في فيلم أرعب الإسرائيليين، ونتمنى أن يتم التنفيذ".

من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس عضو حركة فتح، إن البيان المصري القطري الأمريكي دبلوماسي بكل معنى الكلمة، فحسب المعلومات لم يحدث اختراق أو تقدم في هذه الجولة من المفاوضات، وكان الأمر واضحًا على لسان أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي قال "صحيح نحن لدينا بعض الصلاحيات ولكن لا تذهبوا كثيرًا فمطالب نتنياهو كما هي".

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تمارس ضغطًا كبيرًا على نتنياهو وبالتالي أصبحت زيارة وزير الخارجية الأمريكي تلك التي أجلت سابقًا هي المهمة الآن خاصة أنه سيلتقي مع نتنياهو في تل أبيب يوم الإثنين القادم، وستنطلق الجولة الثانية في القاهرة يومي الأحد والإثنين وقد يمدد إلى أكثر من ذلك.

وأضاف الرقب: "البيان هو بيان دبلوماسي بكل معنى الكلمة، حتى لا يعلن عن فشل هذه الجولة والإحباط، ولكن حتى ما نعلمه وما تابعناه أنه لا توجد حتى الآن اختراقات ونتنياهو عادة يتراجع عما تم الاتفاق عليه في موضوع معبر رفح محور نتساريم وفيلادليفيا، وعودة النازحين، الفيتو على الأسرى الفلسطينيين، الإصرار على 33 أسيرًا إسرائيليًا أحياء يتم تسليم أسمائهم قبل الصفقة وكل ذلك من تراجع بشكل كبير جدًا جعل هذه الجولة من المفاوضات، صعبة ولم تنجز أي شيء". 

وقال السياسي الفلسطيني، "إنه يميل إلى فكرة أن الأمريكان غير معنيين بالوصول إلى الصفقة قبل شهر أكتوبر، لأنهم يدركون أن نتنياهو سيعود إلى الحرب مرة أخرى، وإذا تمت الصفقة الآن فالحرب ستكون خلال فترة الانتخابات، لذلك هم يميلون إلى الموافقة في شهر أكتوبر، يمارسون ضغوطًا كبيرة جدًا لضمان أن المرحلة الأولى من الصفقة تكون خلال فترة الانتخابات الأمريكية لانشغالهم بشكل كبير جدًا بها، وبالتالي أفضل لهم أن تكون المرحلة في شهر أكتوبر، خاصة أن الكنيست الإسرائيلي في إجازة وسيعود للعمل في أكتوبر المقبل، ولذلك للأسف الشديد قد نشهد شهرًا من المماطلات والمراوغات دون الوصول إلى اتفاق ويدفع ثمنه الشعب الفلسطيني للأسف الشديد من شهداء وتضحيات ودمار بشكل كبير جدًا".