فلسطينيون لـ«الدستور»: مفاوضات الدوحة مؤشر إيجابى على قرب إنهاء حرب غزة
رأى خبراء فلسطينيون أن استمرار جلسات التفاوض بشأن إنهاء الحرب فى غزة، فى العاصمة القطرية الدوحة، لليوم الثالث على التوالى، بحضور وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، ومشاركة رئيسى جهازى «الموساد» و«الشاباك»، ومسئول ملف المحتجزين الإسرائيليين- يعد مؤشرًا إيجابيًا لاستمرار العمل على وقف الحرب، رغم امتناع حركة «حماس» عن المشاركة.
وقال الدكتور ناصر الصوير، الكاتب والباحث السياسى الفلسطينى، إن استمرار مفاوضات الدوحة لليوم الثالث هو مؤشر إيجابى، فلو كانت المفاوضات تفضى إلى طريق مسدود لانتهت منذ اللحظة الأولى، كما حدث فى عدد من جولات المفاوضات السابقة.
وأضاف «الصوير»: «تصريحات كبار الساسة فى واشنطن، مثل الرئيس ووزير الخارجية، حول آخر تطورات المفاوضات تؤكد رغبة الولايات المتحدة هذه المرة فى إبرام اتفاق، لأسباب عديدة، أهمها قرب موعد الانتخابات الرئاسية ورغبة البيت الأبيض فى التفرغ لها، وتجهيز الحملة الانتخابية لدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس فى مواجهة المرشح دونالد ترامب».
واعتبر الباحث السياسى الفلسطينى أن مشاركة شخصيات مهمة فى المفاوضات، مثل رئيس المخابرات الأمريكية، ورئيس المخابرات المصرية، ورئيس وزراء قطر، يدل على أن المفاوضات تتم على أعلى مستوى، خاصة فى ظل مشاركة وفد إسرائيلى، بقيادة رئيسى «الموساد» و«الشاباك».
وواصل: «كل هذا يؤكد أن المفاوضات الحالية تحظى بزخم مغاير عن كل الجولات السابقة، وأن هناك مؤشرات كبيرة تدفع إلى الأمل فى إنهاء الحرب، منها توجه الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، ومعه وفد من القيادة الفلسطينية، إلى تركيا، القريبة من «حماس»، وإعلانه عن رغبته فى الذهاب إلى غزة، لأول مرة منذ بدء الحرب فى أكتوبر الماضى».
وتابع: «أعتقد أنه بالإمكان هذه المرة إبرام اتفاق هدنة يحقق الحد الأدنى من الآمال للطرف الفلسطينى، الذى تجاوز عدد شهدائه ٤٠ ألفًا، بجانب الآلاف من المفقودين ومن هم تحت الأنقاض».
ورأى الكاتب السياسى الفلسطينى، عزيز العصا، أن حدوث انفراجة قريبة فى ملف مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة مرهون بموافقة الإقليم كله على التهدئة وإحلال السلام بين جميع دوله، بجانب اتخاذ موقف حاسم من الولايات المتحدة.
وأضاف «العصا»: «بغير ذلك، فإن الوقت الذى يمضى فى المفاوضات أو الحديث عنها هو وقت مستقطع لصالح حكومة اليمين الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، التى وضعت نصب عينيها محو الفلسطينيين من قطاع غزة، من خلال تركيز القصف على البنايات والعائلات ومراكز الإيواء».
أما الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، فأكد أن هناك حالة ترقب عالمية، وليست عربية أو فلسطينية فقط، لما يدور حاليًا فى الدوحة، وحول ما يمكن أن يتم التوصل إليه، وسط تفاؤل كبير بإمكانية وضع حد لهذه الحرب، التى لم يرَ العالم فى هذا القرن بشاعة ووحشية وإجرامًا مثلها.
وأضاف «أبولحية»: «لدى تفاؤل حذر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق؛ نظرًا لأن نتنياهو لا يرغب فى ذلك، وسيضع العراقيل كما تعودنا منه فى كل جلسات التفاوض السابقة، لكن من يقع عليه مسئولية الخروج باتفاق هو الإدارة الأمريكية، التى تملك- دون غيرها- القوة والقدرة على إجبار نتنياهو على الاتفاق ووضع حد لهذه الحرب». وواصل: «فى حال تم الضغط الأمريكى بشكل حقيقى وجاد، أتوقع التوصل إلى اتفاق اليوم، لكن بغياب هذا الضغط فسوف نعود إلى نقطة الصفر». واختتم بقوله: «التوصل إلى اتفاق فى الدوحة هو أمر مهم، ليس فقط لما سيعود على قطاع غزة منه، ولكن لأنه أيضًا سوف يفوت الفرصة على اندلاع حرب إقليمية، يراها الجميع وشيكة الوقوع، ولا يريدها أحد إلا نتنياهو».