رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الرئيس الصومالى

فى ظل اهتمام الدولة المصرية بتعزيز التعاون والعلاقات الأخوية مع الدول الإفريقية، جرى صباح أمس الأول، الثلاثاء، افتتاح المقر الجديد لسفارة مصر فى مقديشو. ومساء اليوم نفسه، جاء الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، إلى القاهرة، فى زيارة رسمية، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس، الأربعاء، بقصر الاتحادية، وبعد مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثنائى، وتطورات الأوضاع الإقليمية، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على بروتوكول للتعاون العسكرى بين البلدين الشقيقين.

منذ منتصف ٢٠١٤، تكثف الدولة المصرية تحركاتها، الدولية والإقليمية، لحشد الدعم للدولة الشقيقة، والمساهمة فى إعادة بناء المؤسسات الوطنية للدولة الشقيقة، ومنذ شهر تقريبًا، أعربت مصر، مجددًا، عن دعمها لمساعى الصومال فى مواجهة جميع أشكال التطرف والإرهاب، بعد التفجير الإرهابى، الذى استهدف مقهى مزدحمًا بالعاصمة الصومالية، وأسفر عن وقوع عشرات الضحايا. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن القوات الخاصة الصومالية، تمكنت، صباح أمس، من تصفية واعتقال عشرات العناصر التابعة لـ«حركة الشباب» الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، خلال عملية عسكرية، بمحافظة جوبا السفلى.

مع تأكيد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها، رحب الرئيسان، خلال مباحثات أمس، بالخطوات المتبادلة لتعميق التعاون الثنائى، كإطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح المقر الجديد للسفارة المصرية فى العاصمة الصومالية. وتطرق النقاش، أيضًا أو طبعًا، إلى مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وآخر المستجدات على الساحتين السودانية والليبية، والأزمات التى تشهدها منطقة القرن الإفريقى، خاصة تلك المتعلقة بممارسات الحكومة الإثيوبية، التى خالفت القانون الدولى، وانتهكت مبادئ حسن الجوار، وأقصت إثيوبيا من خانة الأشقاء أو الأصدقاء، عربيًا وإفريقيًا. وفى هذا السياق، أكد الرئيس السيسى، مجددًا، موقف مصر الداعم لوحدة الصومال والرافض لأى تدخل فى شئونه الداخلية أو المساس بسيادته على أراضيه.

زيارة الرئيس الصومالى تأتى فى توقيت شديد الحساسية، تتزايد فيه التحديات الإقليمية والدولية، التى تتطلب، أو تستوجب أو تفرض، تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين، وبين دول القارة السمراء إجمالًا. ولعلك تتذكر أن حسن شيخ محمود، كان قد زار القاهرة، فى ٢١ يناير الماضى. وأعرب، خلالها عن تطلعه إلى المزيد من التعاون القائم على الاحترام والمنافع المشتركة، مثمّنًا دعم مصر الفورى للصومال فى مواجهة محاولة إثيوبيا تقويض سيادته وسلامة أراضيه. ولعلك تتذكر، أيضًا، أن الرئيس السيسى أكد، وقتها، أن مصر ترفض «مذكرة التفاهم»، التى وقعها رئيس الوزراء الإثيوبى مع زعيم ولاية «أرض الصومال»، والتى تمنح إثيوبيا ميناءً بحريًا وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر، مقابل اعترافها بهذه الولاية الصومالية، كدولة مستقلة، ومنحها حصة فى الخطوط الجوية الإثيوبية، المملوكة للدولة.

خلال زيارة يناير الماضى، أعرب الرئيس الصومالى، كما أعرب أمس، عن تقديره وامتنانه لدعم مصر المتواصل لبلاده، سواء من خلال مشاركتها الفعالة فى جهود تسوية أزمتها السياسية، أو من خلال برامج الدعم الفنى، التى تقدمها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، مشيدًا بدور الوكالة، والهيئات المصرية المختلفة فى بناء قدرات الكوادر الصومالية. كما أكد أن لدى الصومال رغبة قوية فى تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر. وفى الزيارتين، توافق الرئيسان على تكثيف التشاور والتنسيق ومواصلة العمل، خلال الفترة المقبلة، على إرساء الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الدعم المصرى لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه، فى مواجهة التحديات الراهنة، أكده الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال لقاء جمعه بالرئيس الصومالى، مساء الأحد الماضى، فى العاصمة الرواندية كيجالى، على هامش مشاركتهما فى حفل تنصيب الرئيس الرواندى بول كاجامى. كما سبق أن زار وزير الخارجية مقديشو، بمشاركة الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، وممثلين عن عدد من الجهات المصرية المعنية، على متن أولى رحلات خطوط شركة مصر للطيران، الناقل الوطنى المصرى، بمناسبة افتتاح خط الطيران المباشر بين مصر وجيبوتى ومقديشو.