رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليًا.. كيف يمكن علاج مصابى الحروق فى غزة؟

جريدة الدستور

يعاني ضحايا الحروق في غزة من عدم قدرتهم على العلاج، في ظل انهيار خدمات القطاع الصحي نتيجة الحصار الشديد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، مع عدم توافر العلاج المناسب لضحايا الحروق تحديدًا في القطاع.

إلى جانب ذلك يتعنت الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية، والتي من ضمنها الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى؛ ما يؤدي إلى تدهور حال ضحايا الحروق، في وقت يستخدم فيه الاحتلال الإسرائيلي أسلحة ممنوعة دوليًا تصيب المدنيين بحروق شديدة.

 

320 شهيدًا بالحروق

واتساقًا مع ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن أكثر من 320 شهيدًا ومصابًا وصلوا إلى المستشفيات خلال 48 ساعة أجسادهم محروقة حرقًا نتيجة استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا.

وقال المكتب الإعلامي، إنه وفقًا لتقديرات طبية، فإن الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتتسبب بهذا النوع من الحروق من الدرجة الثالثة ممنوعة دوليًا تسبب حروقًا شديدة.

وأوضح أنه يستخدم صواريخ وقنابل يُطلَق عليها الأسلحة الحرارية أو الأسلحة الكيماوية حارقة ومحرمة، وهى أسلحة غير تقليدية ومحرمة دوليًا وممنوعة من الاستخدام ضد البشروغالبيتها من صناعة أمريكية.

فما وضع مصابي الحروق في غزة منذ بدء الحرب؟ «الدستور» تواصل مع عدد من الضحايا والأطباء لمعرفة ذلك.

عمر طه: «الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليًا»

الدكتور عمر طه، استشاري التخدير والعناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي، يقول إن الحروق التي رآها في غزة لم يشاهد مثلها في أي مكان عمل به سابقًا، مبينًا أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأطباء المتخصصين بالحروق في المستشفيات كافة.

وأوضح لـ«الدستور» أن علاج الحروق يحتاج إلى إجراءات متعددة ومستلزمات طبية كثيرة غير متوفرة في مستشفيات غزة، لا سيما التعقيم، لذلك تتدهور حالة المصابين بشدة وينتج عن عدم علاج الحروق تشوهات أو وفاة أو تلوث.

وأشار إلى أن الحروق في الحروب الشديدة مثل حرب غزة تدل على أن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليًا وحارقة وتضم الفسفور الأبيض الذي يؤدي إلى إصابات متعددة لا يمكن علاجها في قطاع صحي مثل غزة.

 

كل عام يعالج 5 آلاف من ضحايا الحروق في مؤسسة أطباء بلا حدود غير الحكومية في قطاع غزة، نتيجة الأسلحة المحرمة والفتاكة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، وبلغ عدد مصابي الحروق في العام 2021 قرابة 5540 مصابًا، وفي العام 2020 بلغوا 4591 مصابًا، وفي العام 2019 كان عدد مصابي الحروق 3675 مصابًا.

 

محمود: «شقيقي تعفن ومات بعد حريق جسده»

عز محمود، فلسطيني، من قطاع غزة، كان شقيقه أحد ضحايا الحروق، حيث تعرض لقصف إسرائيلي عنيف على مخيم جنين الذي نزحوا إليه مجبرين في أول الحرب، وحاول، رغم انتشار الحروق في جسد شقيقه، الوصول به إلى المستشفى.

يقول: «ظل ساعات طويلة في ممر المستشفى بلا علاج، حتى أصيب بمضاعفات والجروح تقيحت في بعض مناطق الجسم، لعدم وجود تعقيم أو مستلزمات طبية في المستشفى وبسبب الضغط الذي يعاني منه نتيجة كثرة الإصابات».

يوضح أن جسده لم يحتمل ما يحدث، لا سيما أنه كان مصابًا بحروق من الدرجة الثالثة ومتفرقة في أنحاء الجسد، والمستشفى لم يكن لديه قدرة أو إمكانية على علاجه، لذلك ظل ساعات طويلة في ممر المستشفى بلا علاج حتى استشهد.