رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كانت أمى.. حكاية الولد الذى انتحر بنفس طريقة مارلين مونرو

مارلين مونرو
مارلين مونرو

العديد من المآسي في حياة الفنانة الراحلة مارلين مونرو، ولكن كانت أكبر مأساة هى ذلك الإحساس الذي افتقدته وتحتاجه كل امرأة، إحساس الأمومة.

مارلين مونرو

يكشف السيناريست دون كارلوس دي فيجاس، الصديق الوحيد للممثلة الراحلة، في تقرير نشرته العديد من الدوريات وترجم للعربية عن تلك المأساة، أن مارلين مونرو كانت تنام وهي تضع دمية تظل تهدهدها وتلاعبها وتعاملها كأم، ولكن ما كان يعذبها أنها لا بد أن تظهر كسيدة أنيقة وشهية، وهي في الحقيقة محرومة من أن تقوم بالوظيفة التي كفلها الله لكل امرأة أن تحمل وتلد وتصبح أمًا تهتم بإطعام صغيرها وببقية هموم تربيته الأخرى.

وأكثر من مرة فكرت مارلين في أن تتزوج لا لحب وإنما فقط لتنجب طفلًا، لكن دورة الحياة التي كانت تعيشها كانت تبتلعها وتنسيها من جديد الإنصات إلى ضربات قلبها، والاستماع لنداءات الأمومة.

ورغمًا عنها كانت مارلين مونرو تعود للذاكرة وللحزن الشفيف الذي يغلف قلبها، كانت قد قطعت صورة لطفل من إحدى المجلات وتروح بالبكاء كلما نظرت إليها، لكن الأمر تطور، فذات ليلة انكفأت مارلين على نفسها ووضعت لعبة صغيرة قربها في الفراش وراحت تغني لها وتطعمها وتلبسها ونامت مارلين وهي تحتضن الدمية، ودخلت عليها الخادمة فوجدتها تضع فم الدمية على صدرها وسالت الدموع من عيني الخادمة وراحت لتنزع اللعبة عن صدر مارلين لكن الأخيرة أفاقت وصرخت كالمجنونة: "لماذا تسرقين طفلتي؟".

بعد أسبوع فقط من هذه الواقعة كانت مارلين تسهر مع أصدقائها في أحد مقاهي مكسيكو، والعالم يغرق بالكامل في البرودة والمطر، وركضت مارلين تحت المطر ووسط هذا الصخب لمحت مارلين طفلًا صغيرًا تكوم وراء علبة لمسح الأحذية، وانتظر على الرصيف حتى تلك الساعة المتأخرة، كان الولد صغيرًا وجميلًا، وسألته مارلين: "لماذا أنت هنا حتى هذه الساعة؟"، فقال: "مضطر للعمل كي أعيش"، وتكمل: "وما اسمك؟"، فقال: "بابلو وعمري 8 سنوات أمضيتها وحيدًا".

ربما كانت تلك الشراكة في الوحدة هي التي دفعت مارلين لأن تمسك بيده وتقول له: "ما رأيك أن تكون ابنًا لي، ما رأيك لو كنت أنا أمك وأنت ابني"، وصمت الولد فقالت: "ارم هذه اللعبة وتعال معي". وقام بابلو ولكنه لم يرم العلبة بل حملها معه، وهيأت له مارلين الأجواء، وبالرغم من لوم أصدقائها وحاولوا إقناعها بضرورة وضعه في مكان آخر بعيدًا عن منزلها.

لعبة القدر

لكن القدر كان قاسيًا، فما هي إلا أيام حتى تم اكتشاف جثة مارلين التي ماتت منتحرة وهي تمسك بسماعة الهاتف، وعاد الطفل بابلو إلى حياته الأولى يمسك بعلبة مسح الأحذية ويجوب الشوارع بعد أن طردوه من المدرسة الخاصة التي ألحقته بها مارلين. 

في النهاية، لعبة القدر تمثلت في الولد بابلو الذي كان يزور مارلين ويضع الأكاليل على قبرها، وظل بابلو متابعًا عمله إلى أن ضاقت به الدنيا، وأحس بالفراغ، وفي صباح اليوم التالي للذكرى العاشرة لموت مارلين مونرو، استفاق حارس المقبرة ليجد على رخامها جثة فتي في الثامنة عشرة من عمره، وأمامه باقة من الورود البيضاء.