رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبول الحرب تدق

وسط الإدانات الواسعة من الشعوب ومن دول العالم، لإرهاب الدولة الذى تمارسه الحكومة الصهيونية على الشعب الفلسطينى، من إبادة جماعية وتهجير قسرى وتطهير عرقى واغتيال قادة المقاومة، فى لبنان وفسلطين وإيران، غير تدمير سبل الحياة فى قطاع غزة وقتل 40 ألف فلسطينى معظمهم من النساء والأطفال وإصابة مايقرب من 100 ألف فلسطينى وفلسطينية، غير آلاف المفقودين تحت الأنقاض، ووسط الاستنكار التام للجريمة الإرهابية الشنيعة التى ارتكبتها «إسرائيل» بانتهاك سيادة دولة إيران واغتيال القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة حماس، داخل الدولة الإيرانية، وقتل قيادات حزب الله فى الجنوب اللبنانى، ووسط تصعيد من جانب الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة العنصرية باجتياح رفح والدخول إلى ممر صلاح الدين «فلادلفيا»، فى انتهاك صارخ لاتفاقيات «كامب ديفيد» و«فلادلفيا» المبرمة بين مصر والكيان الصهيونى- وسط كل هذه الجرائم التى يرتكبها الكيان العنصرى الاستيطانى، التى تعتبر جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، يرتفع صوت الولايات المتحدة الأمريكية «الحاضنة والداعمة الرئيسية للكيان العنصرى سياسيًا وعسكريًا والمشاركة له فى هذه الجرائم بمده بالمال والسلاح الحديث والفتاك» عاليًا على لسان وزير الدفاع الأمريكى: «سنقف بجوار إسرائيل فى حالة قيام حرب» هذا بجانب تصريحات أمريكية، منذ اليوم الأول للعدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى وقطاع غزة، فى الثامن من أكتوبر 2023، الذى اقترب من إتمام الشهر العاشر، تلك التصريحات التى قالت «إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها» فى مغالطة للأعراف الدولية، وقلب الحقائق وتزييفها، فكيف يكون للغاصب المحتل حق الدفاع عن نفسه؟!
إن الحق الوحيد المشروع هو حق مقاومة الشعب الفلسطينى للصهاينة الذين احتلوا أرضه، حق التحرير والعودة بموجب الشرائع والاتفاقيات الدولية.
كل هذه الجرائم التى تتسارع وتيرتها كل يوم، بل كل ساعة، يرتكبها الكيان من أجل مصلحة نتنياهو، الذى لم يحقق أى هدف من الأهداف التى أعلنها لشن عدوانه حتى الآن، وهى القضاء على المقاومة «حماس»، وتحرير الرهائن لدى فصائل المقاومة وإنهاء حكم حماس. 
وكل هذه الجرائم تُرتَكب لإطالة حكم نتنياهو حتى لا يتم تقديمه للمحاكمة بتهم الفساد، وتسانده الولايات المتحدة الأمريكية، سواء بقيادة الرئيس الحالى أو الرئيس القادم، وتقدم له كل المساعدات، وذلك لكسب ثقة وأصوات الناخبين من اللوبى الصهيونى الأمريكى، فى الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل.
وعلينا أن نعى المصلحة المشتركة والسمات المتقاربة بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيونى، فكل منهما قام على إبادة جماعية للسكان الأصليين، وارتكب المذابح البشعة فى حق الشعب، سواء المذابح التى ارتكبتها أمريكا بقتل 100 مليون من الهنود الحمر، أو المذابح التى ارتكبها الكيان الصهيونى، منذ مجيئ العصابات الصهيونية، فى عشرينيات القرن الماضى بعد وعد بلفور «1917» وقامت بجلب اليهود من كل أنحاء العالم، لاحتلال أرض فلسطين، وقامت بقتل الفلسطينيين، وطردهم من أراضيهم وممتلكاتهم، لأكثر من 100 عام.
إن ما قامت بة الحكومة الصهيونية من اغتيالات واعتداءات على سيادة الدول سيسرع من أن تتحول الحرب إلى حرب إقليمية فى المنطقة، وسيكون أساسًا لوحدة ساحات المقاومة «فلسطين ولبنان وإيران واليمن والعراق»، وعندما تقوم الحرب يقول الخبراء: «لا نعرف متى ستنتهى».
لقد وضع بايدن ونتنياهو العالم فى الفترة الأخيرة أمام تصعيد وتوسيع الحرب إقليميًا بما ينذر بحرب عالمية ثالثة، وقد تكون حربًا نووية، وأمام هذه التطورات الخطيرة نجد البلدان ذات المصلحة المشتركة تتقارب وتعمل على بناء شراكات استراتيجية «الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا»، أيضًا دول أمريكا اللاتينية التى يرأسها رؤساء يساريون مناهضون للإمبريالية الأمريكية، وداعمون للحق الفلسطينى ومنها «فنزويلا وبوليفيا والبرازيل وكولومبيا ونيكارجوا والمكسيك» بجانب تبلور الحلف الأمريكى الصهيونى مع العديد من الدول الأوروبية، وعدد من أنظمة الدول العربية الرجعية، بجانب محور المقاومة ضد الكيان الصهيونى العنصرى وضد الدول الاستعمارية الغربية المساندة له وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
العالم يسمع الآن طبول الحرب تدق.