رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة إيرانية معارضة تلمح لتورط طهران فى "اغتيال هنية"

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

كشفت بعض تحليلات المراقبين عن تورط إيران في عملية اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال إقامته في طهران، حيث أصاب صاروخ أرض أرض موجه بدقة غرفة هنية فقط ما أدى لاستشهاده على الفور هو وحارسه الشخصي.

تورط إيران في اغتيال هنية.. كيف وصلت إسرائيل لغرفة نومه؟

وبحسب شبكة "إيران إنترناشونال" الإيرانية المعارضة، لا تزال التفاصيل المحيطة بالعملية التي أدت إلى مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران غير واضحة، لم تقدم إيران ولا إسرائيل، التي يشتبه في أنها وراء العملية، تفاصيل محددة.

وتابعت أن هناك العديد من التقارير التي قد توفر أدلة للخبراء للتكهن بكيفية تنفيذ العملية- وما إذا كانت تنطوي على أسلحة متطورة أو ضربة بطائرة بدون طيار متطورة.

وأضافت أنه في أحد بياناته، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن أن الهجوم الذي أدى إلى مقتل هنية وقع في الساعة الثانية صباحًا من يوم الأربعاء، وذكر أنه قُتل "بقذيفة من الجو" أثناء وجوده في أحد "المساكن الخاصة لقدامى المحاربين في شمال طهران".

وبعد ساعات، ذكرت شبكة الميادين اللبنانية الموالية لإيران أن الصاروخ المستخدم لمهاجمة مسكن هنية لم يطلق من داخل إيران، بل من دولة أخرى.

ومع ذلك، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية منذ ذلك الحين أن المسئولين الإيرانيين توصلوا إلى استنتاج مفاده أن المقذوف أطلق في الواقع من داخل حدود البلاد وليس خارجها.

وتابعت الشبكة أن إسرائيل كانت على علم بمكان إقامة هنية وإحداثيات غرفة نومه بالتحديد، وإطلاق الصاروخ من داخل إيران، ما يعني تورط جهة ما في إيران في الحادث.

وأضافت أنه على الرغم من أن وكالة أنباء فارس التابعة للدولة الإيرانية ذكرت أن هنية كان يقيم في مقر إقامة خاص لقدامى المحاربين في شمال طهران، إلا أنه لا يُعرف الكثير عن المبنى.

واقترحت بعض المصادر غير الرسمية داخل إيران أن هنية ربما قُتل بالقرب من قصر سعد آباد وهو مجمع ملكي تاريخي يقع في الجزء الشمالي من العاصمة الإيرانية، ويمتد المجمع على مئات الأفدنة، وقد استخدمته الجمهورية الإسلامية في مناسبات رسمية مختلفة لسنوات عديدة.

واقترحت بعض التقارير الأخيرى أيضًا أن معسكر الباسيج الزهراء في الشمال الغربي من هذا المجمع كان مقر إقامة هنية.

وأفاد بعض الشهود المحليين بسماع دوي انفجار في منطقة سعد آباد في وقت مبكر من صباح الأربعاء.

صوت الانفجار 

نشرت وكالة تجارت أونلاين الإعلامية المملوكة للدولة عن قصة تشير إلى أن صوت الانفجار كان "عاليًا لدرجة أنه أطلق إنذارات جميع السيارات وسُمع في جميع أنحاء شمال طهران، مع دخان وغبار الانفجار الذي غطى المنطقة".

وفقًا لمصادر مرتبطة بحماس، فإن المبنى المستهدف في الهجوم كان يشغله أيضًا حارسه الشخصي، زياد نخالة، زعيم الجهاد الإسلامي، إلى جانب وفد من حماس.

ولكن حتى الآن، لم ترد أي تقارير تشير إلى إصابة هؤلاء الأفراد، ما يعني أن الصاروخ أصاب غرفة نوم هنية فقط، ما أسفر عن استشهاده هو وحارسه دون وقوع أي خسائر بشرية أخرى.

وأضافت الشبكة أنه بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر أي تقارير عن إصابة سكان آخرين في المبنى، مما يترك الباب مفتوحًا للافتراض أنه على الرغم من دقة أي عملية لقتل هنية، فإن قوة الانفجار وكثافته كانت محدودة على الأرجح.

وتابعت أنه على الرغم أيضًا من أن بيان الحرس الثوري الإيراني أشار إلى "قذيفة من الجو"، إلا أن أصل المقذوف لا يزال غير واضح، إلا أن قناة سكاي نيوز عربية أفادت، نقلًا عن مصادر إيرانية، بأن المبنى الذي كان هنية فيه استهدف بصاروخ أطلق من مبنى مجاور.

ويمكن إطلاق المقذوفات الجوية من طائرات مقاتلة أو طائرات عسكرية بدون طيار، وفي مثل هذه الضربات، تستخدم الطائرات العسكرية عادة المجال الجوي للدول المجاورة، وفي حين أن استخدام المجال الجوي لدول أخرى دون إذن وإجراء عمليات بالقرب من المناطق الحدودية أمر صعب، فإنه ليس مستحيلًا.

ووفقًا لمراسل القناة 14 العسكرية الإسرائيلية، هاليل بيتون روزن، فإن الهجوم لم يتم بإطلاق صاروخ، بل بسلاح آخر انفجر بالقرب منه، وبالاستناد إلى العمليات الإسرائيلية السابقة، فإن البلاد لديها تاريخ في شن هجمات بطائرات بدون طيار على الأراضي الإيرانية.

وتابعت الشبكة أنه قبل حوالي ساعتين من وفاة هنية، بدا ريتشارد جولدبرج، المستشار الأول في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وكأنه يلمح إلى الهجوم، قائلًا: "إن سلاح الجو الإسرائيلي يستعرض مداه الليلة".

وفي إشارة إلى الضربة التي وجهتها إسرائيل لإيران في وقت سابق، نشر جولدبرج على موقع إكس: "إذا تمكنت من ضرب رادار بجوار موقع نووي، فيمكنك ضرب منزل في طهران، وبهذا يصبح آية الله مكشوفًا".

صاروخ من خارج إيران

بينما قال الرائد أندرو فوكس، الباحث في معهد جاكسون والمظلي البريطاني السابق، إن الهجوم ربما تم تنفيذه بصاروخ أطلق من خارج إيران، ووفقًا له، فإن بحر قزوين، نظرًا لقربه من طهران، هو خيار مناسب لهذه العملية.

وأضاف فوكس، مستفيدًا من خبرته، أن مثل هذه الصواريخ موجهة بتقنية الليزر الدقيقة: "يوجه الجندي على الأرض مؤشر الليزر بالضبط إلى النقطة التي يريد أن يضربها الصاروخ، ويوجه الصاروخ إلى نقطة التأثير".

كما لاحظ الخبير أن إسرائيل لديها صواريخ مصممة لاستخدام الطاقة الحركية من سرعة ووزن الرأس الحربي من أجل القتل، وهذا يفسر لماذا، في بعض الهجمات الصاروخية، يتم ملاحظة عدد أقل من الضحايا وأقل ضوضاء مقارنة بتلك التي تحتوي على رءوس حربية متفجرة.

وسلط رونين سولومون، المحلل الأمني ​​والاستخباراتي الإسرائيلي، الضوء على قرب باكو وتل أبيب، فضلًا عن الحدود المشتركة لأذربيجان مع إيران، وأشار إلى أن استخدام المجال الجوي الأذربيجاني للهجوم أمر محتمل للغاية بسبب المسافة القصيرة ووجود أسلحة إسرائيلية في المنطقة.