حرب الجنوب اللبنانى.. «حزب الله» يُفشل اجتماعات روما

يبدو أن القوى السياسية والأمنية الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، قد استفادت من زيارة السفاح نتنياهو، إذ تزامنت مع سقوط صاروخ واسع التفجير على مجدل شمس، من مصدر عسكرى مجهول، اتهم به حزب الله، ما سرع بشكل غريب، تنديد وشجب الإدارة الأمريكية بالهجوم الصاروخى الذى طال بلدة مجدل شمس فى الجولان السورى المُحتل، والذى أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة أكثر من 30 شخصًا آخرين.

.. وفى سياق متصل مع التمهيد لاجتماع روما، بهدف إجراء المزيد من المفاوضات بين حركة حماس ودولة الاحتلال، بمشاركة من الوسطاء الكبار، الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، وقطر، والتى دخلت الآن غرفة الإنعاش، ذلك أن مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض، دان «الهجوم المروّع الذى قُتل فيه أطفال كان يلعبون كرة القدم»، وقال: «قلوبنا مع العائلات من فقدوا أحباءهم، ونصلى من أجل الشفاء العاجل للجرحى».

المجلس المعنى برسم السياسات الأمنية  داخل وخارج الولايات المتحدة قال: «لا تزال إسرائيل تواجه تهديدات خطيرة لأمنها، كما شهد العالم اليوم، وستواصل الولايات المتحدة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الهجمات المروعة على طول الخط الأزرق»، يقصد بذلك الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة،.. ويعد الخط الأزرق هو «الخط الفاصل الذى رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى فى 7 يونيو 2000»، وهو فى ذات الوقت لا يعتبر حدودًا دولية لكن تم إنشاؤه بهدف وحيد هو التحقق من الانسحاب الإسرائيلى من لبنان.

ما ختم به بيانه، ركز مجلس الأمن القومى الأمريكى على: «إن دعمنا إسرائيل لا يتزعزع، بما فى ذلك ضد جميع التنظيمات التى تدعمها إيران وخصوصًا حزب الله اللبنانى»، وهى إشارات فهم منها أن الولايات المتحدة قد تدعم الحرب القادمة على الجنوب اللبنانى، وربما معاقبة الدولة اللبنانية المنهارة أصلًا.

*موافقة لحرب السفاح على حزب الله. 
برغم تركيز الإعلام الإسرائيلى والعالمى على اجتماع روما، الذى بات فى مرحلة ترقب، وربما إلغاء، فقد دخلت قصة الصاروخ المجهول المصدر، محفزات للتصعيد القادم فى جنوب لبنان.

.. وفى هذا الشأن، أشارت قناة «14» الإسرائيلية إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، «السفاح» نتنياهو، حصل على «موافقة أمريكية» لشن عملية عسكرية ضد لبنان.

وجاءت الموافقة، بحسب المصادر، قبل حادثة مجدل شمس فى الجولان السورى المحتل.

..*«لاءات إيران الثلاث». 
.. ومن جهة أهم، كتب سفير الجمهورية الإيرانية فى بيروت «مجتبى أمانى»، على منصة x أكس، لافتًا إلى أن المنطقة تتعرض لـ«مسرحية سياسية أمنية»، قائلًا:

بغض النظر عن المسرحية التى افتعلها النظام الصهيونى قبل ساعات؛ ما زالت الـ«لاءات الثلاث» تختصر موقفنا إزاء التهديدات بتوسع الحرب على لبنان والمنطقة:

*1- أولًا «لا نتوقع» شنها، ونعتبر أن فرصها ضئيلة جدًا بسبب معادلات القوة المفروضة.

*2-  «لا نريدها» لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا ما تسعى للتخفيف من حدّة التوترات فى المنطقة.

*3-  «لا نخافها» بكل ما للكلمة من معنى، ولأعدائنا أن يتخيلوا ماذا بإمكاننا أن نفعل بما لدينا من قوة واقتدار ودفاع عن المقاومة.  

بين لاءات إيران، ونفى حزب الله أى عملية إطلاق للصواريخ فى مجدل شمس، انتهز المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، «دانيال هاغاري»، الفرصة، ليقول إن «حزب الله يقف وراء إطلاق قذيفة صاروخية على ملعب كرة قدم فى مجدل شمس بالجولان»، وهو وجيشه الذى يقود حرب إبادة ومجازر جماعية فى غزة ورفح، بالوقت نفسه، الأمر الذى نفى فيه حزب الله مسئوليته عن الحدث، فما كان من وزير المالية الإسرائيلى المتطرف «بتسلئيل سموتريتش»، إلا الدعوة إلى اغتيال أمين عام «حزب الله» اللبنانى حسن نصر الله، ردًا على الهجوم الذى استهدف بلدة مجدل شمس فى الجولان. وقال بتطرف معهود عنه فى تغريدة، عبر حسابه على منصة x «إكس»: «على نصرالله أن يدفع ثمن موت الأطفال الصغار برأسه.. وعلى لبنان بأكمله أن يدفع الثمن».

وأضاف: «موقفى من الخطوات اللازمة معروف (..) وعلى رئيس الوزراء أن يعود من واشنطن على الفور.. إنه وقت العمل».

.. *الشاباك ومسئول ملف الأسرى.. لا لـ روما.

تطور الأحداث، أبرز ما طرأ فيها، إذ قالت القناة 12 الإسرائيلية تأكيدات على أن رئيس الشاباك ومسئول ملف الأسرى يرفضان المشاركة بمفاوضات الأحد، في روما، وأن رئيس الموساد سيلتقى الوسطاء منفردًا، فى إشارات أمنية، أن تعامل السفاح نتنياهو مع مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ما هو إلا: «سعى نتنياهو إلى الضغط على حماس، وأن ذلك هو رهان على حياة الأسرى الإسرائيليين».

*. المجتمع الدولى والأمم المتحدة.

الساحة الدولية الأممية فى الهيئة العمومية للأمم المتحدة، ومن خلال مجلس الأمن الدولى، كانت قد تحركت فى إزاحة سياسية راهنة، وعقدت جلسة بشأن الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، اعتمدت كلمة ممثل جمهورية العراق، لتكون وثيقة، نيابة عن المجموعة العربية فى جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، وهى نادت بالموقف الذى يتشارك مع عديد المواقف فى المجتمع الدولى، وربما، تتجاهل مراجعتها نتيجة بالتزامن، التقاطعات السياسية والإنسانية، بطابع سياسى أمنى، بحيث يتشارك العالم الدم الفلسطينى، وفى مواجهة ذلك جاءت بيانات ممثل العراق، باسم المجموعة العربية، مستندة على تنبيهات، منها:- 

*1.:
العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة خلّف كارثة إنسانية غير مسبوقة. 
*2.:
قطاع غزة تحول إلى منطقة منكوبة لا تصلح للسكن، وأن الأوضاع تزداد سوءًا خاصة بين الأطفال جراء تعرض قطاع غزة لهجمات عسكرية متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
*3:
فى ظل شح العناية الطبية والصحية وتفشى الأمراض ونقص الغذاء والدواء تتبع قوات الاحتلال الإسرائيلى سياسة ممنهجة لجعل المجاعة سلاح حرب والمساعدات الإنسانية ورقة ضغط، مما فاقم من حجم المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة.

*4:
نطالب المجلس بوقف فورى ومستدام لإطلاق النار والاستجابة للمعاناة الإنسانية فى قطاع غزة بشكل أكثر جدية وأكثر حسمًا.

.. *صورة غزة في روما مستحيلة الرؤية.

قبل اجتماع روما، وقبل إطلاق الصاروخ المجهول، وقبل لاءت إيران عبر سفيرها فى بيروت، ما زالت صورة غزة على الطاولة الإيطالية مشوشة، وهى صورة لغزة إبادة ومجاعة، تراها فى روما مستحيلة الرؤية، بدلًا من معرفة حقيقة الإبادة الجماعية وهدر حقوق الإنسان فى الألفية الثالثة، ويأتى الاجتماع بحسب الصحف الإيطالية، حاملًا سؤال:
كيف يقسم مناصرو إسرائيل العالم إلى خيار «نحن» و«هم»؟.
..* ومن المتوقع، تؤكد صحيفة
«Adnkronos»
عقد قمة الأحد فى روما، بقيادة أمنية أمريكية، بين مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الموساد بارنيا، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، لمحاولة «إغلاق اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين إلى وطنهم».
.. ما فى الاجتماع الذى قد يؤجل (..) نقلته الصحافة الإيطالية بحذر: أن الجولة الجديدة من المفاوضات تجرى فى لحظة حاسمة، وأنه لا يعتقد أنه ستكون هناك مفاوضات تفصيلية حول النقاط التى لا تزال مفتوحة، لكن التركيز سيكون على تحديد استراتيجية للمضى قدمًا. ولذلك لا يأمل المفاوضون الإسرائيليون فى إمكانية التوصل إلى نقطة تحول فى روما (..)، ويشككون فى أن الضغوط التى يمارسها بايدن أقنعت رئيس الوزراء بتخفيف بعض مطالبه الجديدة الشديدة. ويلخص مصدر إسرائيلى لموقع «أكسيوس» إلى أن «نتنياهو يريد اتفاقًا مستحيلًا، فى الوقت الحالى ليس مستعدًا للتحرك، وبالتالى قد نواجه أزمة فى المفاوضات بدلًا من التوصل إلى اتفاق».
.. تشابك المفاوضات مع أحداث السياسة الدولية، غيب صورة غزة، مع توقف أى حراك عربى إسلامى، يقدم.. ولو مجرد بعض من الحقيقة وترك التفاصيل على طاولات المفاوضات التى تجوب عواصم العالم..
لننتظر، إمكانيات احتواء التصعيد على الجبهة اللبنانية.. الحال فى مفاوضات روما، هل سيتمكن من إيقاف الحرب على غزة ورفح، أم سيفشل حزب الله اجتماعات روما؟ 
.. كان لافتًا؛ إشارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية، إلى أن «إسرائيل تعرضت لهجوم قوى من حزب الله، وما كان يجب أن يحدث ذلك»، وقال: «حزب الله لا يحترمنا».

وفى سياق متصل، نقل موقع «أكسيوس» عن مسئولين أمريكيين قولهم إن «إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن قلقة جدًا من أن يؤدى هجوم مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله». 
.. عمليًا، ازدادت حدة التسخين الأمنى من كل الأطراف، وهذا يزيد الضغط على غزة ورفح، ويضع المنطقة أمام فوهة الحرب من جديد.