رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم نجم: مؤتمر «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» حدث استثنائي يعزز مكانة الإسلام (حوار)

إبراهيم نجم
إبراهيم نجم

أنهت دار الإفتاء المصرية استعداداتها لعقد مؤتمرها العالمى التاسع للإفتاء، الذى تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم سنويًا، ويعقد هذا العام يومى الإثنين والثلاثاء المقبلين.

المؤتمر يعقد هذا العام تحت عنوان: «الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع»، برعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من ١٠٠ دولة حول العالم، على أن تبدأ الوفود الرسمية المشاركة فى الوصول إلى مطار القاهرة الدولى، اليوم السبت.

«الدستور» التقت الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، للتعرف على تفاصيل المؤتمر المنتظر وأهدافه وفعالياته، وأهم المحاور الرئيسية التى يدور حولها، وغيرها من التفاصيل الأخرى. 

■ إلى أين وصلت آخر استعداداتكم لتنظيم المؤتمر السنوى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم؟ 

- انتهينا من كل الاستعدادات الخاصة بالمؤتمر، المقرر تنظيمه يومى ٢٩ و٣٠ يوليو الجارى، برعاية كريمة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من ١٠٠ دولة حول العالم، بجانب مشاركة عالية المستوى من هيئات دولية وأممية. والمؤتمر العالمى للإفتاء هو حدث سنوى مهم، يسهم فى تعزيز مكانة الإسلام فى العالم، ونشر القيم والمبادئ الإسلامية، وتعزيز التعاون بين المسلمين.

■ كيف تنظرون إلى أهمية المؤتمر؟

- تنظيم المؤتمر فى هذا التوقيت مهم للغاية، خاصة أنه يسعى إلى استنهاض هِمم العلماء والباحثين وأصحاب الرأى والفكر فى العالم، لبعث الأمل وتطبيق ما يتعلق به فى الواقع، لأن المؤسسات الدينية بشكل عام، والإفتائية خاصة، تستطيع أن تلعب دورًا مهمًا فى قضية الإصلاح الأخلاقى، وترسيخ المعانى الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان، التى تنبثق فى الأساس من المقاصد العليا للأديان.

وتأتى أهمية المؤتمر من أهمية المفتين والعلماء فى العالم كله، فى ظل اتصالهم الوثيق بالجماهير والحكومات والمؤسسات الفاعلة، واضطلاعهم بدور مهم فى توظيف الفتوى لنشر القيم الأخلاقية، وامتلاكهم آليات وأدوات تأثير تمكنهم من إحداث حراك إيجابى فى العالم، خاصة فى مجال القيم الأخلاقية والروحية لتسود العالم كله.

■ كيف اخترتم محاوره فى ضوء هذه الأهداف؟

- نقاشات المؤتمر تدور حول ٣ محاور رئيسية، الأول هو «البناء الأخلاقى فى الإسلام ودور الفتوى فى تعزيزه»، والذى يناقش أهمية الأخلاق فى الإسلام، ودور المفتين فى نشرها وتعزيزها بين المسلمين، من خلال إصدار الفتاوى التى ترسخ القيم والمبادئ الإسلامية، وتعالج الظواهر السلبية التى قد تهدد المجتمع.

أما المحور الثانى فيأتى بعنوان «الفتوى والواقع العالمى.. الأفكار والمبادئ»، ويبحث فى آليات التعامل مع التحديات والقضايا المستجدة التى يواجهها المسلمون فى مختلف أنحاء العالم، من خلال تطوير منهجية للفتوى تتناسب مع العصر الحديث، وتراعى التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية.

والمحور الثالث بعنوان: «الفتوى ومواجهة عقبات وتحديات البناء الأخلاقى لعالم متسارع»، ويتناول العوامل التى تعوق نشر القيم الأخلاقية فى المجتمع، مثل انتشار الأفكار المتطرفة والظواهر السلبية، ودور المفتين فى التصدى لهذه العوامل من خلال نشر الوعى والتثقيف، وتعزيز الحوار بين مختلف فئات المجتمع.

 

 

■ هل هناك ورش عمل؟ 

- نعم، يشهد المؤتمر عقد ٣ ورش عمل، الأولى حول الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته فى العلوم الشرعية عامة وعلوم الفتوى على وجه الخصوص، والثانية حول إدارة الحوار العلمى، والدينى الإفتائى من جهة أخرى، لوضع ميثاق أخلاقى للتطورات فى مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية، والذكاء الاصطناعى، والثالثة حول رصد وتحليل إشكاليات المحتوى الدينى المتطرف فى المنصات الرقمية وسبل معالجته.

■ هل من مشروعات أخرى يقدمها المؤتمر هذا العام؟

- نعم، المؤتمر يقدم «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية» هذا العام، وهى معلمة تجمع بين دفتيها جميع ما يتعلق بالإفتاء ومصطلحاته، وتأهيل المفتين علميًا ومهاريًا، وإدارة الـمؤسسات الإفتائية، مع بيان ارتباط الفتوى بمختلف المجالات العلمية والفكرية الحديثة.

ويتزامن ذلك مع إصدار «الميثاق العالمى للقيادات الإفتائية والدينية فى صنع السلام ومكافحة خطاب الكراهية وحل النزاعات»، وهو خريطة متكاملة ترسم الأدوار وتحدد المهام للقيادات الإفتائية والدينية. 

ويشهد المؤتمر، كذلك، إصدار عدد من الأدلة الإرشادية بلغات مختلفة، وموسوعة علمية لـ«التدين الصحيح والتدين المغشوش»، و«المدونة الأخلاقية لمهنة المفتى والإفتاء»، وهى مدونة صِيغت لتكون المرجعية الأساسية لكل العاملين فى المؤسسات والهيئات الإفتائية، إلى جانب العديد من المشروعات المهمة التى يتم الإعلان عنها فى ختام جلسات المؤتمر.

ومن المتوقع أن يسفر المؤتمر عن عدد من التوصيات والقرارات التى تسهم فى تحقيق أهدافه، من أهمها: تطوير منهجية للفتوى تتناسب مع العصر الحديث، وتعزيز دور المفتين فى نشر القيم الأخلاقية والمبادئ الإسلامية، والتصدى للظواهر السلبية والعوامل التى تعوق نشر الأخلاق، وتعزيز التعاون بين دور وهيئات الإفتاء فى العالم.

■ ما الذى تستهدفونه من المؤتمر؟

- أهم أهداف المؤتمر تعزيز التعاون بين دور وهيئات الإفتاء فى العالم، والمساهمة فى نشر الوعى الدينى والفكرى، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز القيم والمبادئ الإسلامية. كما أن هدفنا الأساسى هو بعث وترسيخ صوت القيم الأخلاقية والإنسانية من جديد، ليبدد الأصوات الداعية إلى الإبادة والقتل والكراهية والتعصّب والتطرف.