الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى المجمع المسكونيّ السادس في القسطنطينيّة 681
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى المجمع المسكونيّ السادس في القسطنطينيّة 681.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أوجّه إليكَ هذه الرسالة مع رغبتي في رؤيتك راعيًا صالحًا ترعى الخراف الموكلة إليك وتحكمها بحماسة، حاذيًا حذو معلّم الحقيقة الطيّب الذي وهب حياته من أجلنا، نحن خرافه الضالّة خارج طريق النعمة. صحيح... أنّنا لا نستطيع القيام بذلك بدون الله، وأنّنا لا نستطيع امتلاك الله بالبقاء على الأرض. لكن هذا علاج مريح: حين يقوم القلب منحطًّا وصغيرًا، يجب التصرّف مثل زكّا الذي كان قصير القامة والذي صعد الجمّيزة لرؤية الرّب يسوع. حماسته جعلته يسمع هذه الكلمات اللطيفة: "يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ".
هذا ما يجب أن نفعله حين نكون مُحبَطين، حين يكون قلبنا ضيّقًا ومحبّتنا قليلة: يجب صعود شجرة الصليب المقدّس، وسنرى هناك الله ونلمسه. سنجد هناك شعلة رأفته غير القابلة للتعبير عنها، المحبّة التي دفعته إلى عار الصليب، والتي أثارت فيه الحماسة والتي جعلته يرغب مع الشوق إلى الجوع والعطش في نيل شرف أبيه وخلاصنا... إن أردنا ذلك، وإن لم يشكّل إهمالنا أيّ عائق، سنتمكّن، من خلال صعودنا إلى الشجرة، من تحقيق هذه الكلمة التي خرجت من فم الحقيقة، فينا: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين" .
في الواقع، حين ترتفع الروح هكذا، ترى حسنات طيبة الآب وقدرته...، كما ترى رأفة الرُّوح القدس ووفرته، أيّ هذا الحبّ الذي لا يمكن التعبير عنه والذي أبقى الرّب يسوع معلّقًا على خشبة الصليب. لم تكن المسامير والحبال قادرة على احتجازه؛ لم يكن هنالك سوى المحبّة... اصعدوا هذه الشجرة المقدّسة، حيث الثمار الناضجة لجميع الفضائل التي يحملها جسد ابن الله؛ اركضوا بحماسة. ابقوا في حبّ الله المقدّس واللطيف. الرّب يسوع الوديع، يسوع المحبّة.