رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حمزة شهيدًا.. لماذا يستهدف الاحتلال أطفال غزة بـ"كواد كابتر"؟

 الطفل حمزة
الطفل حمزة

حين قامت حرب السابع من أكتوبر بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وقوات الاحتلال، أعلنت الأخيرة عن أنها تستهدف ما أسمته الإرهابيين، لكن مع اقتراب الحرب من عامها الأول اتضح أن الاحتلال يستهدف فئات أخرى لا علاقة لها بالحرب، منها الأطفال والنساء وكبار السن.

وتتضح سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال وصغار السن منذ بداية الحرب وحتى الآن، إذ تتصاعد أعدادهم كل يوم، وما زال الاحتلال لديه إصرار على أنه لا يمس المدنيين، إلا أن الأرقام والوقائع التي رصدتها المؤسسات المعنية بالمجتمع المدني تؤكد عكس ذلك.

اغتيال الطفل حمزة

كان آخر الأطفال الذين استهدفهم الطيران الإسرائيلي الطفل حمزة، 10 سنوات، الذي قتله الاحتلال في استهداف إسرائيلي أثناء لعبه رفقة أقربائه على سطح المنزل وسط قطاع غزة.

كان الطفل حمزة يلهو رفقة أقربائه الأطفال في مدينة دير البلح وسط القطاع على سطح منزله في الهواء الطلق، حتى استهدفته طائرة إسرائيلية، ما ترك أمه في حالة من الصدمة والحزن. 

إذ ألقت طائرة "كواد كابتر" إسرائيلية قنبلة استهدفت الأطفال الذين كانوا يلهون على سطح المنزل، ما أسفر عن مقتل حمزة وإصابة آخرين، وعلّقت على ذلك منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بأن أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفًا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي.

«الدستور» في التقرير التالي رصد وقائع وأرقامًا عن وضع الأطفال بقطاع غزة في ظل الحرب الضارية الآن بين إسرائيل وحماس.

ووفق منظمة الأمم المتحدة استشهد 16 ألفا و172 طفلًا فلسطينيًا منذ بداية الحرب، ومنذ 7 أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلّفت أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

بينما أفادت المنظمة الأممية بمقتل 143 طفلًا فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023، مقارنة بـ41 طفلًا خلال الشهور التسعة التي سبقت ذلك الشهر من العام ذاته.

إيمان: «نجاهد لحماية أطفالنا من بطش الاحتلال»

تجاهد النساء من أجل توفير حياة آمنة لأطفالهن، منهن إيمان إسماعيل، فلسطينية تعيش في مخيم النصيرات الذي نزحت إليه بعد شهر من الحرب مجبرة، نتيجة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

وتقول: «الأمهات في المخيمات يجاهدن من أجل توفير الطعام للأطفال والشراب والملبس والتهوية الجيدة، وفي نفس الوقت يحاولن إخفائهم عن أعين الاحتلال حتى لا يتعرضوا للقصف، إذ إن الطيران الإسرائيلي يظل في سماء القطاع طوال اليوم ويستهدف المدنيين بلا هوداة».

وتخوض إيمان وغيرها من الأمهات كل يوم معارك ضارية من أجل حماية الأطفال: «أحيانًا حين تحدث غارة نخرج من الخيم مفزوعين أو من الأنقاض التي خلفتها الغارات السابقة، حتى إذا تم استهداف مبنى أو خيمة لا يسقط فوق رءوسنا».

وتوضح أن كثيرا من الأطفال أصيبوا وأكثر قتلوا، وأصبحت الأمهات الثكلى كثيرات في قطاع غزة، دون وجود أي أمل في انتهاء تلك الحرب الضارية: «الأطفال لا ذنب لهم في تلك المعارك ورغم ذلك يدفعون الثمن».

وفق الأمم المتحدة، شهدت الشهور التسعة الأولى من عام 2023 "مقتل 41 طفلًا فلسطينيًا فقط، بينما أكثر من 440 طفلًا فلسطينيًا أصيبوا بذخائر حية".