رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهرجان العلمين.. قوة مصرية ناعمة



يُعرِّف أهل الاختصاص (القوة الناعمة للدولة)، بأنها قوة روحية ومعنوية تُجسّد أفكار الدولة ومبادئها وقيمها وهويتها وإنجازاتها، بدءًا بالبنية التحتية، مرورًا بالتاريخ والثقافة والفن، وحتى الرياضة وإنجازات كرة القدم.. والغرض النهائي من تلك القوة، في أيّ دولة، هو فرض احترام شعوب العالم وإعجابها بها، وجذبهم إليها، ونشر أفكارها وثقافتها وقيمها بسهولة، دون استخدام أيّ عنف أو قوة.. والغرض، هو تحقيق مصلحة الدولة وأهدافها السياسية والاقتصادية والثقافية.
ووفقًا للمؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021، الذي يتم من خلال استطلاع رأى الجمهور العالمى والخبراء في مائة وخمس دول حول العالم، تم إدراج مصر في الفئة الأولى، التي تشمل أهم ثلاثين دولة في مؤشر القوة الناعمة، إذ قدمت القوي الناعمة لمصر تجربة سياحية فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، من خلال مهرجان العلمين وإبراز جمال مدينة العلمين الجديدة، المنطقة الشاطئية والتاريخية والثقافية، التي تُعرف بمدينة الفنون، على مساحة مائتين وستين ألف فدان، وتحتوى على أوبرا وقاعات تدريب ومجمع سينمات ومسرح روماني مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية، مُجهز بأحدث تقنيات الصوت، ومجمع استديوهات ومتحف ومكتبة ثقافية، إلى جانب مبنى تنمية المهارات البدوية الموجودة في المنطقة، للحفاظ على الطابع التراثي لمدينة العلمين.
قبل أيام، انطلقت الدورة الثانية لمهرجان العلمين، الذي يملك الكثير من مقومات الجذب السياحي، وهو ما يجعله فرصة كبيرة للترويج السياحي، بفعالياته اللافتة والجاذبة للجمهور من كل الوطن العربي والعالم، وسط مناظر ساحرة وجو معتدل في مدينة ساحرة، في إطار استراتيجية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لإطلاق مبادرات وطنية، تسلط الضوء على التنمية العمرانية التي شهدتها منطقة الساحل الشمالي الغربي بأكملها، وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، والترويج للسياحة في المدينة وما تتميز به من شواطئ ساحرة ومناخ معتدل معظم أيام السنة، وكذلك الترويج للفرص الاستثمارية بهذه المنطقة، والتأكيد على دور القوى الناعمة في دعم جهود الدولة للتنمية، وتطوير الوجهات السياحية المختلفة.
وقد حرصت الشركة المتحدة على أن تضم أجندة الدورة الثانية من مهرجان العلمين عروضًا فنية وثقافية ورياضية وترفيهية متنوعة، تناسب مختلف اهتمامات الزوار، وتستقطب سياحًا من مختلف الجنسيات، حيث تشهد الدورة الثانية للمهرجان أكثر من عشرين فعالية متنوعة، ما بين عروض مسرحية فنية لأشهر المنتجين، وبمشاركة ألمع النجوم الكبار والفنانين الشباب، ومباريات لأساطير ونجوم كرة القدم والسلة والطائرة والبادل تنس، وكذلك مسابقة insomnia للألعاب الرقمية، كما يشهد المهرجان تنظيم فعالية Bites by the sea، وهو حدث ضخم لأفضل الطهاة في مصر، بما يسهم في دعم سياحة الطعام لأول مرة في الساحل.
فعاليات متنوعة ومختلفة، برًا وبحرًا وجوًا، حيث يستطيع رواد المهرجان ممارسة أنشطتهم المفضلة، بين الملاعب الرياضية والكرة الشاطئية والطائرات الشراعية والألعاب المائية، جنبًا إلى جنب مع الحفلات الغنائية والعروض المسرحية، وقد كشف المهرجان عن حفلات (الويك إند الثاني)، حيث يحيى القيصر كاظم الساهر، حفله الغنائي غدًا الخميس، كما تحيى النجمة اللبنانية الكبيرة، ماجدة الرومى، حفلها الغنائي بعد غدٍ، وقد سبقهما الهضبة، عمرو دياب مع آخرين، بعد أن بدأ المهرجان بحفل الكينج محمد منير، بمنطقة أرينا العلمين المُستحدثة.. وتحمل الحفلات عدة مفاجآت أخرى يتم الكشف عنها الأيام المقبلة.. وتشهد العلمين استعراضات مختلفة، لفرقة التنورة وفرقة الحرية، على الممشى، بالإضافة للألعاب الخاصة بالأطفال والملاهى، التى وفرت جوًا رائعًا، بالمجان، ودون أية رسوم.
إن ما كشف عنه رواد المهرجان من انطباعات يعكس مدى البهجة التي تحققها فعالياته في نفوس الزوار، إذ تقول سيدة إن الفعاليات الثقافية مبهجة لأقصى درجة، وتهم الأطفال والكبار وكل الفئات، إلى جانب دوره المهم في تنشيط السياحة، (الأطفال سعداء بالفعاليات المُقدمة بالمهرجان).. وتقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، خلال المهرجان، برامج متنوعة ومختلفة وكثيرة، تشارك فيها عدد من قطاعات الهيئة، بأكثر من سبع عشرة فرقة من مختلف أقاليم مصر.. إلا أن أظرف ما قيل، جاء على لسان مراسل أحد البرامج التليفزيونية، من أن (إللى مجاش مدينة العلمين الجديدة فايته كتير، فالأجواء مبهرة وجميلة ومستمرة ولا تتوقف، لأن الهدف من المهرجان، هو حالة السعادة التى نراها على وجوه الجمهور وزيادة عدد الزائرين للمدينة.. عدد زوار المدينة يزداد باستمرار، وتشعر إنهم مش عاوزين يمشوا، واللى هييجى هنا مش هيندم، واللى مجاش فايته كتير)، خصوصًا أن الشاطئ العام، الذى خصصته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للزوار، جعلته بالمجان، كذلك عروض فرق الفنون الشعبية والتنورة فى المنطقة الترفيهية، ومشاركة الأطفال فى الألعاب.
في زمن قصير، أصبح المهرجان محط أنظار العالم من كافة الجنسيات، بدليل الإقبال الكبير هذا العام على دورته الثانية من مختلف الجنسيات، بعد أن أصبحت العلمين أرض السحر والجمال، وصار مهرجانها من أهم المهرجانات الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط.. بتضمنه مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية والرياضية الترفيهية، إلى جانب فعاليات للأطفال ضمن مهرجان (نبتة) للطفل، ومن مدينة الألعاب الرياضية، التي أسستها إدارة مهرجان العلمين، لكافة الألعاب الرياضية التي يشارك بها الجمهور في منطقة واحدة، لتصبح ملتقى عشاق الرياضات المصرية والعالمية.. وتحاول الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتعاون مع وزارة الرياضة، أن تجمع اكبر قدر من الرياضات لإقامتها بالمهرجان لتوفير فرصة لكل محبي ممارسة الرياضة.
وعن مهرجان (نبتة)، فإنه استجابة لحرص الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية واهتمامها بالطفل، خصصت في الدورة الثانية للمهرجان، مهرجان (نبتة) للأطفال، يتضمن مجموعة من الورش الثقافية والفنية، مثل ورش عمل الحركة الإيقاعية، التي تعطى فرصة للأطفال لاكتشاف عالم الرسوم المتحركة بتقنية الحركة الإيقاعية، وورش عمل (سرد قصصى)، لتنشيط خيال الأطفال وتعزيز مهارات الاستماع لديهم، من خلال قصص مشوقة ليكتشف المؤلف الصغير في نفسه.. ولتنمية موهبة (بيكاسو الصغير) وفرت الدورة ورشة (نبتة برينور) لاستكشاف الفنان الخفى بداخل الطفل، حيث تجمع بين مهارات الأعمال العملية والتعبير الفني.. وتتيح الدورة أيضًا مشاركة الأطفال في سباق السيارات، من خلال فعالية (الكارتينج)، ولم ينته اهتمام مهرجان العلمين بالطفل المصري عند هذا الحد، بل هناك عرض مسرحي للنجمة دنيا سمير غانم، والتي تحظى بجمهور كبير من الأطفال، الذين يحرصون على مشاهدة أعمالها الفنية، ومن المؤكد أنهم يخرجون من العرض بمعلومات وخبرات تصل إليهم بسلاسة، وغيرها من الفعاليات المهتمة بالطفل.
لكل ما سبق، فإن فعاليات مهرجان (نبتة) فرصة ذهبية للأسر المصرية للحفاظ على وقت فراغ أطفالهم، واستثماره في فعل وتعلم أشياء مفيدة، تطور من شخصيتهم وتجعلهم يكتشفون موهبة بداخلهم لم يكتشفوها من قبل، وما كانوا ليكتشفوها إذا تركوا في قبضة مواقع التواصل الاجتماعى، ومقاطع الفيديو غير المفيدة المنتشرة على الإنترنت.
خلاصة القول، يعتبر مهرجان العلمين الجديدة فعالية ضرورية للترويج للمدينة والتعريف بمزاياها، ومدى جاذبيتها وأهميتها السياحية، الثقافية، الرياضية، التجارية،.. هدفه، جذب السياح والمستثمرين لتعزيز الاهتمام بهذه المدينة الجميلة والعمل، على تطويرها وتنميتها أكثر وأكثر.. فهي تتمتع بالعديد من المميزات التي تجعلها وجهة مثالية للسياحة والاستثمار، حيث الشواطئ الجميلة والفنادق الفاخرة والقرى السياحية، كما يتوفر فيها كافة الخدمات الصحية، الترفيهية، التجارية، الرياضية، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الساحرة، التي تجعل سكان هذه المدينة في حالة من الاستجمام والهدوء، بعيدًا عن صخب المدينة.. مدينة تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تحيط بها الطبيعة الخلابة من كل جانب، بما في ذلك الجبال والصحراء ومياه البحر الصافية والرمال البيضاء النظيفة.. مدينة من مدن الجيل الرابع، وتتشابه مع العاصمة الإدارية الجديدة، في ضخامة المشروعات العالمية التي ستقام عليها، إذ تضم مراكز تجارية عالمية وأبراجًا سكنية وسياحية.
لقد عرفت مصر صناعة المهرجانات والترفيه منذ زمن بعيد، ولديها باعٌ كبير ومهم وقوى في المنطقة بأكملها، وما مهرجان العلمين إلا دليل على كل هذه المفاهيم.. لذا، يجب استغلال المدن الجديدة، التي تحظى باهتمام كبير، مثل مدينة العلمين الجديدة، التي تعد مدينة عالمية على أرض مصرية، في سياحة المؤتمرات، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة، خصوصًا أن (سياحة المؤتمرات والمعارض تمثل نمطًا سياحيًا هامًا، يتيح موقع مصر الجغرافي ومكانتها السياسية، فرصة كبيرة لاستضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، ولابد من استغلال هذا الأمر بالشكل المطلوب).. وقد تعودنا من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إنتاج كل ما يحترم عقل المشاهد، بشكل متطور ومعاصر، وغني على مستوى الصورة والفكر والتنوع.. وما زلنا ننتظر المزيد.
■■ وبعد..
ونحن في اليوم السابع على انطلاق الدورة الثانية من مهرجان المدينة، التي بُنيت بسواعد المصريين واجتهادهم، وتحولت من مدينة ألغام إلى مدينة أحلام للمستثمرين والسياح، وتستهدف جذب أكثر من مليوني زائر.. يتزين المهرجان بأعلام مصر وفلسطين، في لفتة رائعة من مصر للشعب الفلسطيني الشقيق، ومساندته في دفاعه المشروع من أجل حريته وكرامته.. وتعبيرًا عن التضامن الدائم مع الشعب البطل، فقد تقرر تخصيص 60% من أرباح المهرجان، تذهب لصالح الشعب الفلسطيني، وهذا ليس بجديد على الشعب المصري المُناصر دائمًا للقضية المحورية في تاريخه الطويل.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.